أشار الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، يوم السبت، إلى أنه "تم الاتفاق على خطوات للإصلاح" في سورية، وذلك بعد لقائه الرئيس بشار الأسد بدمشق، في زيارة استغرقت بضع ساعات.
وذكرت وكالات انباء () أن العربي قال، في مؤتمر صحفي عقده في مطار القاهرة لدى عودته من دمشق، "طالبنا بحوار مفتوح بين كل فئات الشعب السوري بصرف النظر عن الانتماءات لتحقيق المصالحة الوطنية، وهناك خطوات للإصلاح تم الاتفاق على عناصرها ستعرض على مجلس الجامعة العربية"، المزمع عقد دورته العادية نصف السنوية في القاهرة الاثنين القادم.
وبيّن العربي أنه أطلع الرئيس الأسد على نتائج اجتماعات مجلس الجامعة العربية، موضحا أنه أكد على "ضرورة إيجاد مخرج للازمة القائمة وضرورة اتخاذ إجراءات فورية لوقف العنف وحقن دماء الشعب السوري الشقيق وحق الشعب السوري بكل فئاته في الإحساس بإجراء تغييرات حقيقية على الأرض".
وأضاف "أكدت على الإسراع وعلى أهمية رؤية انجازات على الأرض وإحساس الشعب السوري بالتغيير الفوري".
وكانت وكالة "سانا" للأنباء أعلنت في وقت سابق اليوم أن الأسد وأمين الجامعة العربية "اتفقا على عدد من الخطوات العملية لتسريع عملية الإصلاح في سورية"، دون أو توضح ماهية هذه الخطوات، وذلك خلال استقبال الأسد للعربي.
كما لفت العربي إلى أن الرئيس الأسد أطلعه "على سلسلة من الإجراءات والمراسيم والقرارات التي أصدرتها الحكومة السورية وهذا ما سيتضمنه تقريري إلى مجلس الجامعة".
وأصدرت القيادة السورية مؤخرا حزمة من القوانين واتخذت مجموعة من الإجراءات والقرارات التي تصب في خانة الإصلاح بهدف تهدئة حركة الاحتجاجات الشعبية المندلعة منذ آذار الماضي، بيد أن هذه القرارات لم تنه الاحتجاجات.
ووصل العربي إلى دمشق اليوم في زيارة قصيرة حاملا، حسب تقارير اعلامية، مبادرة عربية لحل الأزمة في سوريا تضم 13 بندا، أبرزها وقف فوري للعنف وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين والمتظاهرين وتشكيل حكومة وحدة وطنية ترأسها شخصية مقبولة من كل الأطراف تتولى الإعداد لانتخابات برلمانية تعددية قبل نهاية العام، وتشكل اكبر كتلة في البرلمان الجديد الحكومة الجديدة، ويتولى مهمة إعداد دستور جديد يعرض على الاستفتاء العام، كما تتضمن المبادرة إجراء انتخابات رئاسية تعددية عام 2014، وهو موعد نهاية الولاية الحالية للرئيس بشار الأسد.
وذكرت "سانا" أن العربي أعرب عن "حرص الجامعة العربية والدول العربية على أمن واستقرار سورية ورفض الجامعة لكل أشكال التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية السورية ورغبتها في مساعدة سورية لتجاوز هذه المرحلة التي تمر بها"، مؤكداً أن "الجامعة العربية لن تكون أبداً ممراً لاتخاذ قرار ضد أي دولة عربية".
واستبعد مسؤولون سوريون، في وقت سابق، أي تدخل عسكري غربي في سوريا نظرا لعواقبه الخطيرة على المنطقة ككل.
كما أعلنت معظم أطياف المعارضة السورية رفضها أي تدخل عسكري، وطالبت في المقابل بتدخل "إنساني"، عبر إرسال مراقبين دوليين والسماح لكل وسائل الإعلام بدخول البلاد للاطلاع على حقيقة الأحداث ونقلها للعالم من أجل "حماية المدنيين".
وتأتي زيارة العربي إلى دمشق قبل يومين من اجتماع لوزراء الخارجية العرب في المقر الجامعة العربية لبحث الأوضاع في سوريا.
ولم تنجح العمليات الامنية وتدخل الجيش في كثير من المناطق في وقف حوادث إطلاق نار، تتزامن مع احتجاجات، تلقي السلطات المسؤولية في تنفيذها على "عصابات ارهابية مسلحة" ، فيما يتهم اهالي وسكان ونشطاء السلطات باستخدام العنف المفرط في قمع الاحتجاجات.
المفضلات