أمريكا والإرهاب
المجاهد : النقيب حسين الفتلاوي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد: فلا بد لكل غاية من وسيلة وهذه الوسيلة تكون على حسب الغاية المبتغاة وعلى حسب الشخص المبرر لها فالمسلم يتحرى الشرع في وسيلته على ان لا تخرج عن دائرته ، وغير المسلم يتخذ منهج - الغاية تبرر الوسيلة - فأمريكا التي تمثل المشروع الصهيوني في البلاد الإسلامية الآن أرادت مدخلا إلى ضرب الإسلام ووسيلة مبررة لأفعالها الإجرامية لا تلام عليها فوجدت الوسيلة الوحيدة لذلك هو ))شعار السلام(( ذلك الشعار الذي مدّت جسوره على جثث الأطفال والنساء عابرة عليه إلى هدف مرسوم في مخططاتها وهو النيل من الإسلام لأنه أصبح يهدد كيانها في الغرب ومصالحها في الشرق الذي يتمثل بالوطن العربي الذي هو مصدر الإسلام كدين والثروات كمصدر طاقة وقوة . فشعار السلام المزعوم لا بد له من تحقق على أرض الواقع حسب نظريتهم المريضة فأين يكون السلام ولماذا وهل الإسلام يحتاج إلى السلام؟ نعم إنّ الإسلام حسب افكارهم العفنة ومخططاتهم الاجرامية يحتاج إلى السلام لكن ليس السلام الذي في قوله تعالى: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ الله نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ يَهْدِي بِهِ الله مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)"سورة المائدة" إنما الذي يريدونه هو الذي حذرنا منه تعالى في قوله (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى الله هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ الله مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ) "سورة البقرة" هذا هو السلام بالمفهوم الغربي ، فلذلك بدأت أمريكا وأعوانها تجّر الإسلام إلى قفص الإتهام بالإرهاب وحتى يصدر الحكم على كل من اتصف بالإسلام الحقيقي أنه إرهابي ويشكل عائقا في وجه السلام والديمقراطية المشينة، فأصبحوا يؤلفون الكذبة ويصدقونها ويجبرون الرأي العام على تصديقها فهذا العراق قبل الإحتلال اتهم بأنه يملك إسلحة الدمار الشامل ثم جيشوا الجيوش عليه وقاموا بغزوه فلما دخلوا بغداد واستقروا بها اتضح للعالم أجمع أن سبب غزو العراق لم يكن سوى حبر على ورق ولم يكن سوى أكذوبة على الناس لكن سرعان ما شمرَّ أهل الحق الغيارى عن سواعدهم فقاموا بتوجيه الضربات الموجعة للمحتل الغاشم أصبحت التهمة جاهزة المتهم موجود فالوقاحة بلغت مبلغا عظيما وهي أن من يقاوم المحتل يدخل في دائرة الإرهاب . لكن لماذا هذه التهمة بالذات؟ الجواب عنها هو قوله تعالى: (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ الله وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ الله يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ الله يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تظُْلمَُونَ ) "سورة الأنفال" وقوله تعالى: (لانتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ الله ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ) "سورة الحشر" فإذا نستخلص من هاتين الآيتين أن الإرهاب بالنسبة لأمريكا ومن معها هو الخوف والرعب من الإسلام والمسلمين وهذا الخوف بحد ذاته هو نصر معنوي عظيم يعجل من النصر الحسي كما أخبرنا به الرسول العظيم " صلى الله عليه وسلم" )أُعْطِيتُ خَمْسًا لم يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ( «صحيح البخاري »فالرعب الذي يسميه المحتل إرهابا هو جنديٌّ ربانيٌّ ألقاه الله في قلوب الكافرين كما قال تعالى: (سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُواْ بالله مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ ) "سورة آل عمران" . فلذلك لو وجد المحتلون كلمة أبلغ من الإرهاب تعبر عن خوفهم من الإسلام والمسلمين لما ترددوا في إطلاقها ولما استعملوا كلمة إرهاب ولما سمعنا بها على قنوات الإعلام لكنهم لا يدرون أن لهذا الدين رب يحميه وأنه كما سلط الرعب عليهم سيفا يقطع شرايين قلوبهم هيأ لهم جندا يسومونهم سوء العذاب يقتلون أبناءهم ويرملون نساءهم ويفجرون معداتهم ويسقطون طائراتهم وأصبحوا منارا ساطعا في الآفاق وأصبحوا محل نظر العالم أجمع ولو تابعنا قنوات الإعلام لوجدنا أن في مقدمة نشرة الأخبار هو خبر مقتل ومصرع جنود المحتل في
العراق وغيره من البلدان المحتلة وبنفس الخبر نشاهد المجاهدين الأبطال الذين ألحقوا المحتل الويلات ومرغوا وجهه ليس بالتراب فحسب بل ألبسوه ثوب الرعب المهيب الذي كان يخشاه وهو بعيد عنه بآلاف الكيلو مترات ولو أمعنا النظر على قنوات الإعلام لوجدنا أن أكثر اسم يتردد على تلك القنوات الفضائية هو اسم)جيش رجال الطريقة النقشبندية( هذا الجيش الذي أصبح مفخرة للإسلام والمسلمين بدون مبالغة وذلك لمزايا ومؤهلات أهلته وامتاز بها وهي : العقيدة السليمة الصافية على ما جاء به السلف الصالح ، والإنقياد تحت راية وقيادة شرعية ، ولأنه يمثل جميع أطياف ومركبات المجتمع العراقي بغض النظر عن الإنتماء المذهبي وذلك لأنه يرى أن الجهاد ليس مسئولية طائفة معينة بل هو مسؤلية الجميع أي أنه كما هو واجب على السني فهو واجب على الشيعي بل كما أنه واجب على المسلم كذلك هو واجب على النصراني والصابئي واليزيدي وغيرهم من الطوائف التي تعيش على أرض العراق أي بمعنى أعم ) هو واجب على كل من يعيش على أرض العراق ( فهذه العقيدة وهذا الفكر هو ضربة قاصمة لظهر كل من يكرس الطائفية في بلدنا المبارك فهو ينظر الى الناس بمنظار الشرع وليس بمنظار الهوى والنفس لأنك لا تستطيع أن تحوي الناس إلا بشرع رب الناس فجيش بهذه العقيدة وهذا الفكر يعتبر هو العدو الحقيقي للمحتل لأنه ما دخل بلاد الإسلام إلاّ ويريد إضعافها والسبيل الوحيد لذلك هو التفرقة بين المسلمين على مبدأ ) فرق تسد ( لكنهم يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.
هذه المقالة منقولة من المجلة النقشبندية العدد 30
المفضلات