عمان- منال القبلاوي - رغم مراجعتها طبيب الأطفال أكثر من مرة وتناولها أدوية المضادات الحيوية
والسعال كاملا إلا أن الطفلة الاء (خمس سنوات) تعاني من الالتهاب الحاد والمزمن للأذن الوسطى والسعال المستمر وتراكم البلغم في حلقها بكثرة الأمر الذي حير أسرتها إلى أن سأل الطبيب الوالدين هل أحدكما مدخن ليجيب كلا الوالدين بالإيجاب .
بدأت حالة الاء بالتدهور نتيجة تعرضها للتدخين السلبي من خلال تدخين كلا والديها بشكل يومي داخل غرفة معيشة صغيرة دون تهوية تذكر .
ويعرف التدخين السلبي بأنه الدخان الذي يستنشقه الشخص غير المدخن دون إرادته ويسمى أيضا التدخين ًغير المباشر والتدخين أللإرادي والتدخين البيئي.
ووفقا لمنشورات صحية توعوية لوزارة الصحة ومركز الحسين للسرطان في هذا الاطار فان التدخين السلبي ينتج عن استنشاق الشخص غير المدخن الدخان المنبعث من طرف السيجارة المشتعلة في فترة عدم الشفط أو الدخان الكثيف المنبعث من فم المدخن وأنفه بعد ترشيحه في رئتيه وخروجه مع الزفير والدخان المتبقي في المكان المغلق الذي تم فيه التدخين .
ويحتوي الدخان غير المباشر على مزيج من( 4000 ) مادة كيميائية وغازات تحتوي على مهيجات ومواد سامة مثل سيانيد الهيدروجين ,ثاني أكسيد الكبريت ,أول أكسيد الكربون ,أمونيا ,الفورمالدهيد. ومواد مسرطنة ومسببة للطفرات الوراثية مثل الزرنيخ ,الكروم والبنزوبيرين.
وللتدخين السلبي نوعان من الآثار على الصحة (طويلة المدى ) وأخرى (حادة ) والمتمثلة بـتهيج الأغشية المخاطية في العين والأنف والحنجرة بسبب الغازات المنبعثة من دخان التبغ إلى جانب الانزعاج الناتج عن الإحساس بالروائح الكريهة المنبعثة من المكونات الغازية مثل الاكرولين ,الفورمالدهايد,وغيرها و الحساسية في العيون ,والصداع ,والغثيان ,والدوخة. إضافة إلى أضرار حادة في وظيفة القلب والدورة الدموية نتيجة استنشاق أول أكسيد الكربون الموجود في دخان التبغ ,وهذا الغاز السام أشد التصاقا ً بهيموجلوبين الدم (كاربوكسي هيمو جلوبين )مما يؤدي إلى انخفاض قدرة الدم على تقبل الأكسجين اللازم لحيويته .
فيما تتمثل الآثار طويلة المدى بـقصور في الوظيفة التنفسية تعادل ما نشاهده لدى المدخنين المعتدلين. زيادة نسبة الإصابة بسرطان الرئة, زيادة نسبة الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية ,ازدياد حدة المرض عند المدخنين المصابين بأمراض الربو والجيوب الأنفية والأمراض القلبية الوعائية ونزلات البرد والحساسية عند تعرضهم لدخان التبغ الآخرين.
وعن أثر التدخين غير المباشر على صحة الأطفال تبين المنشورات الصحية انه يجعلهم أكثر عرضاً للإصابة بالتهابات القصبة الهوائية وذات الرئة وأمراض تنفسية أخرى , الالتهاب الحاد والمزمن للأذن الوسطى ,التسريع في إحداث نوبات الربو عند الأطفال المصابين بالربو والتسبب بالإصابة بالربو عند الأطفال الأصحاء.
ويزداد خطر التدخين غير المباشر عند الأطفال لأنه لدى الأطفال خيارات أقل من الكبار نظرا ً لصغر رئة الرضع والأطفال الصغار ,وعدم اكتمال نمو الجهاز المناعي لديهم .كما أن الأطفال أقل قدرة على اتخاذ القرار بترك الغرفة المعبأة بدخان الآخرين و عدم قدرة الأطفال الرضع على الكلام أو الاعتراض إلى جانب عدم حرص المدخنين على حث الأطفال لمغادرة الغرفة المكتظة بدخان السجائر
حيث يستنشق الأطفال مواد كيميائية وسموما ضارة ناتجة من الدخان أكثر بالنسبة لكل كغ من وزنهم مقارنة ما يتنفسه الكبار في الوقت نفسه .
وتحذر المنشورات من ازدياد خطر التدخين غير المباشر على الأطفال في حالة تعرضهم بشكل يومي للتدخين السلبي في البيت مطالبة الدراسة الوالدين بالتوقف عن التدخين في البيوت والسيارات الخاصة حول الأطفال إضافة إلى الطلب من الزوار والأقارب بعدم التدخين داخل البيت من اجل سلامة الأطفال .
المفضلات