تسابق الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي على كسب أصوات التأييد لمواقفهما المتغايرة حول الاعتراف الاممي بدولة فلسطين مستقلة على الأراضي الفلسطينية.
ويبدو أن الطرف الفلسطيني قد حقق اختراقا لا يستهان به على الجبهة الدولية لكسب اكبر عدد من دول الأعضاء في الأمم المتحدة تعترف بالدولة الفلسطينية المنشودة.
يبقى أن يعرف الطرف الفلسطيني معالم دولتهم وحدودها شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ووضع مستقبل المستعمرات الإسرائيلية المتناثرة في جميع ربوع الأراضي الفلسطينية، وأخيرا وليس أخرا معالم وحدود القدس الشرقية المزمع أن تكون عاصمة الدولة الفلسطينية الحديثة الولادة، ووضع الأماكن المقدسة فيها أن كانت إسلامية أو مسيحية، ناهيك عن مستقبل اللاجئين الفلسطينيين وكيفية تحقيق حقهم بالعودة لديارهم سالمين غانمين.
وبذلك يعرف الجميع بما في ذلك الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي عن أية دولة فلسطينية نتكلم، وعلى هذا الأساس لا بد وان يكون قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة المتوقع اتخاذه في شهر أيلول من هذا العام مفصلا وحاويا على جميع الجوانب والمسائل المتعلقة بالدولة الفلسطينية المزمع الاعتراف بها قريبا إن شاء الله.
ولا شك أن الطرف الفلسطيني سيستأنس برأي الدول العربية خاصة الأردن في هذا الشأن حتى تكون صياغة مشروع القرار محكمه وواضحة المعالم للدول المتوقع أن يصوتوا لجانبه قريبا.
يبقى معضلة «الفيتو» الأمريكي وربما دول أخرى من الدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدول والذي من الضروري أن يبارك أي قرار يصدر بهذا المعنى من الجمعية العامة للأمم المتحدة، وفيما إذا رفضت واشنطن وعواصم أخرى داخل هذا المجلس، فكيف يكون الحال بالنسبة لهذه المبادرة الفلسطينية وما هو مستقبلها إذا وقفت المبادرة الفلسطينية المباركة من الدول العربية والدول الإسلامية عند ذلك الحد وبدون قرار صادر عن مجلس الأمن يوافق على قرار الجمعية العامة، فالسؤال الذي يطرح نفسه حينذاك هو ما هي الخطة المستقبلية للتصدي لأي رفض صادر عن مجلس الأمن بسبب موقف واشنطن بالذات؟.
ما من شك في أن تحقيق أي نصر دولي على مستوى الجمعية العامة حتى بدون مباركة مجلس الأمن الدولي سيعتبر زخما جديدا باتجاه إقامة الدولة الفلسطينية على الأراضي الفلسطينية، وقد يبقى مستقبل موقف واشنطن معلقا إلى حين تقدم المفاوضات السلمية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.
وبذلك قد يعود الطرفان إلى المربع الأول لكن بفارق مهم ألا وهو بلورة موقف دولي هام للاعتراف بدولة اسمها فلسطين على حدود 1967.
د. وليد محمد السعدي
المفضلات