عمان – طارق الحميدي- تعاني الأسر الأردنية وطأة الغلاء الذي تزامن مع قدوم شهر رمضان المبارك إضافة لعيد الفطر السعيد واقتراب موسم العودة إلى المدارس وما يترتب على هذه المناسبات من مصاريف عالية لا تتحملها موازنات الاسر المتواضعة التي اضطر بعضها إلى اللجوء للاقتراض والدين كحل آني للمشكلة الى أن يفرجها الله عليهم من حيث لا يعلمون.
الاسر من ذوي الدخل المحدود وقفت عاجزة لإيجاد حلول جذرية لتزامن هذه المناسبات فالبعض فضل أن يعيد ترتيب الاولويات من جديد حيث يستغني عن بعض الأمور فيما أسر وضعت برنامجا تقشفيا لمواجهة ارتفاع الأسر وتتابع المناسبات المرهقة ماديا.
شهر رمضان المبارك يعتبر من أكثر المواسم التي تستهلك فيه الأسر المواد التموينية حيث عادة ما يبدأ التحضير للشهر الفضيل قبل فترة طويلة على رغم من مخالفة هذه التحضيرات للهدف والغاية من شهر رمضان.
ويزيد قدوم عيد الفطر السعيد من معاناة الاسر حيث تزداد المتطلبات من ملابس العيد وحلوياته ومكسراته وعيدياته وزياراته والتي تكلف الكثير من النقود وتتطلب ميزانية خاصة تعاني الاسر من ذوي الدخل المحدود في البحث عنها.
ويشكل موسم العودة إلى المدارس عبئا اخر على أولياء الأمور من مصاريف عالية لشراء ثياب وزي مدرسي وكتب وقرطاسيات اضافة الى رسوم مدرسية والكثير من الالتزامات الأخرى.
أحمد المصري يقول «تأتي المناسبات الثلاث للعام الحالي وراء بعضها البعض وتستنزف دخولنا ورواتبنا».
وأكد والد الأربعة أطفال والذي يعمل موظفا حكوميا «أبنائي في مدارس الحكومة فلا مقدرة لي بأن أضعهم في المدارس الخاصة إلا أن شراء القرطاسيات للمدارس وثياب العيد والرسوم لم تمنحني فرصة لالتقاط الأنفاس بعد أن استهلك شهر رمضان المبارك ميزانيتنا».
وقالت زوجته أم عبدالله «لقد صرفنا معظم الراتب الذي لا يكفينا أصلا في الأشهر العادية مع بداية شهر رمضان وقمنا بالاستقراض فوقه لكننا لم نستطع أن نجمع مبلغا لسداد التزاماتنا حتى الآن».
وتقول ربة المنزل «كل الأسعار تختلف من عام لآخر ولا يوجد شيء يبقى على ما هو عليه ، الأسعار ترتفع والحياة في غلاء متصاعد ودخلنا كما هو لم يتغير عليه شيء حتى الآن والقرطاسيات مرتفعة ولكن يجب أن نؤمن لأطفالنا ما يحتاجون مع بداية العام الدراسي».
فيما وقفت أحلام ربيع أمام واجهة بيع المواد المدرسية والقرطاسية في إحدى المكتبات وهي تراقب الأسعار وتحاول أن تختار منها ما يتناسب مع ميزانيتها المتواضعة.
وقالت وبرفقتها فتياتها الثلاث وهي تبحث لهن عن لوازم وقرطاسيات « لم يبق لنا قدوم شهر رمضان المبارك ما يكفي من رواتبنا للتعامل مع بقية المناسبات التي تزامنت مع بعضها البعض فكل الأسعار مرتفعة وليست كما كانت في السابق». ويرى البعض أن الشراء بشكل مبالغ فيه في شهر رمضان والتبذير أو الإسراف والسير خلف عادات اجتماعية وسلوكيات خاطئة وحمل الأسر ما لا تحتمله دخولها ويحرمها من شراء ما هو أساسي لتستبدله بالكماليات غير الضرورية.
من جانبه قال رئيس لجنة حماية المستهلك النقابية الدكتور باسم الكسواني أن المواطن يتحمل جزءا من المسؤولية من خلال الاقتصاد في الشراء وأن لا يسرف نتيجة عادات وسلوكيات غير مجدية.
وبين الكسواني أن التهافت غير المبرر للمواطنين للشراء قبل شهر رمضان المبارك وقبل العيد بأيام يدفع باتجاه رفع الأسعار بشكل مبالغ فيه خاصة مع غياب آليات الرقابة الحقيقية على المواد الغذائية أو معظم المنتجات.
ودعا المواطنين إلى التخطيط بشكل سليم بما يتناسب مع دخلهم الشهري خاصة أن الأسعار مرتفعة مسبقا وأن الدخول تعاني من التآكل في هذه المرحلة.
كما طالب الكسواني الحكومة بأن تضع آلية من أجل مراقبة الأسعار وعدم ترك المواطن وحيدا في هذه الظروف وتحمل مسؤولياتها أيضا من خلال دعمه بشتى الوسائل والتي تتمثل أهمها بحمايته من الطمع أو الاستغلال.
المفضلات