قطره من بحر التمني والخيال
ثــارت دمـوعـي بمقلـتـي وشجـونـي** تثـبـي وتكـبـر كـلـمـا خـدعـونـي
يـافـا علـيـن الخـيـر إن عـيـونـي** تـحـفـى بـنـيـرانٍ ورمـــش جـفـونـي
رمش الجفون تنادي أهلاً مرحباً** فـي كـل مـن يسـرق فـؤادي واختبـى
يـا مـن أخـذت فـؤادي غيـر معلمتـاً** منـي ولا كـل مـن حولـي يعاتبنـي
فلمـا فـؤادي يهيـم عنـي شــارداً** لا اعـلـم الـسـر بــل عيـنـي تؤرقـنـي
اللـة اعلـم مـا قـد حـل فـي جسـدي** يحـاول الجـذب لكـن ضـد وقفـنـي
ضـدٌ ونـدٌ فليـت اللـة يجمعنـا** مـن أجـل تشفـى غلـولاً حلـهـا الـورمـي
فالعين ما غمضت والأذن ما همدت** والقلب ما رجعى حتـى وإن حـرم
وحسـي قـد علمـا مـا كـنـة الخـبـري** بــأن مغـرمـةً تشـكـو لــي الألــمَ
فالنحل فيها وما قد صار في جسدي** رفقين دوماً ومـا قـد غـل مفترقـي
يـا أهـل علـمٍ أمـا قـد صـار فرقنـي** عمـن أحـب أمـا الـدولار ولوهنـي
فالحـق دولار أرقـى مـن فتـاً علمـاً** فالعلـم أنحـط والـدولار فـي القمـم
فإن سهمت بدولاراً فأنت كمـن** يعلـوا المناصـب وإن لـم يعرفـوا القلـمِ
يُنادك الناس يا شيخاً وذو نسبي** مـن بعـد فقـرٍ ملكـت المنصـب العالـي
أما ذوي العلم انحطـوا بعلمهـمٌ** فالمـال أرجـح علـي الحكـام والحكمـي
وجرحـي يثـبـر وجسـمـي لا يؤلمـنـي** إلا لبـعـد فتـاتـاً دون ذي سبـبـي
فانظـري الصبـح وضاحـاً ينازلنـا** فالعلـم لا المـال يرقينـا إلــي النـجـمِ
فأن قلتي المـال هـذا لـن يجمعنـا** دومـاً وإن جمعـة كومـاً مـن ألورقـي
فاجعلي الحب بعـد العلـم منهجكـي** بالحـب والعلـم يسعـد كـل مقتبسـي
فإن قلتـي المـال هـذا ليـس يسعدكـي** حتـى وإن لحظتـاً فسنفدهـا بدمـي
وان تعيـبـي دمـوعـي فـقـر عيبـنـي** والفـقـر لـيـس بعـيـبٍ آة وأسـفــي
إن الغني لـي خـدوداً كـن فـي جسـدٍ** غنـي بالحـب لا بالمـال يـر تهنـي
فالفرقـة تحنـو بقلبـي كـل غائـرةً** مـن أجـل أرهـن بشـيء مالـة ثمـنـي
في ذات يومٍ مـررتٌ وسـط حافتنـا** والطـل يهطـل وكلـن وسـط مخبئـةِ
حاولت رؤيا من أهوي شق مخبئةِ** لكن لمحني وما أبقي سوى الدمعـي
فأخذتٌ دمعة وفي يدي اقلبها** حتى أري مـا بهـا هـل صـدق أو وهمـي
فرأيـت دمعـة حـلاوى رغـم مرتهـا** هـذا دليـلٍ علـى مـا كـن فــي فـيـا
وأبصرتٌ دمعة لألأ حين رؤيتها** في صدر غصنٍ رفيعٍ ينهج الشمسـي
فقلتٌ يا شمس هلا تعكسي الذهبِ** من قلب خلٍ إلي صدر الحبيب أري
فرأيت إشعاعً يخرٌ علي صدري** كالسهـم يخـرق حتـى بـات فـي قلبـي
فـإذا بتهـرٍ يخـرج الشـك مـن قلبـي** ويبـدلـة بحنـيـن الـشـوق والحـبـي
فعدتٌ إلي ماكان مني لا صلحةٌ** فرأيت الذي قد حبب الصلح في شأني
فـقـلـتٌ لـــة هـــل لـلـرجـاء مـقـبـلٌٌ** فـقــال ويـحــك يـافـتـاً لا تغـفـلـي
فعدتٌ في مغبطـي ودمعـي ينهمـر**ِ وقلبـي يحرقنـي ممـا جنـي جسـدي
يـارب مظلمـةَ تلقـي بصاحبهـا** مـن الـثـرى للـثـر يــا يسـكـن ألنجـمـي
ويـارب دمعـة عيـنٍ كلهـا الـمٌ** تلقـي بصاحبـهـا فــي بـاطـن الأرضــي
وأنا الذي خيرت بيـن كليهمـا** واختـرت مـا يسـري جروحـي وأدمعـي
فوجهت خطبي للجروح وأدمعي** يا دمع أجـري ويـا جروحـي انزفـي
فأبعدت نفسي عن مذ ارف رزقهـا** مـن أجـل تنغيـصٍ لديـنٍ مـا مضـي
يبسـت لسانـي والجفـون حتـى سـري** جرحـي خـريـرٍ يبـهـر العيـانـي
فـإذا بـي المهفـي فـوق جذورهـا** العـق بأنفاسـي وأحـبـوا فــي الـثـرى
وأقـول يـا غوثـاه جمـع شملنـا** وأمضـي بأوجاعـي كفـانـي مــا جــري
فأجـاب دعـواي ألآلـه وأرسـلا** مـن يفتـح العينيـن يحيـي بــي الـشـذي
فـإذا بنطفـة مـاء تجـري فــي فـمـي** وإصـبـعٍ حـدبـاء تلـمـس مبسـمـي
فأحسسة برداً ضارمـاً أحيـا دمـي** مـن نطفـةٍ بيضـاء تجـري فـي فمـي
ففتحـت عينـي الهـف المـاء النقـي** كــي أحـيـي قلـبـاً مرتـهـن لأدمــي
فرأيـتٌ مـاءً ينهـمـر مــن أعـيـنٍ** فلهـفـة فيـهـا أمتصـهـا فـغـدت دمــي
فـلاح دمعـه مــا بـقـي غـيـر البـكـاء** صــوتٍ شــجٍ كالحمـامـة تهـدلـي
فلاح فـي أوذنـي وقـراً صوتهـا** حتـى زرع فـي داخلـي أحلـي النـوى
فنمي النوى صوباً يغرد في الحشـى** هـي التـي قـد سببـت فيـك الجنـي
فنـظـرتٌ فيـهـا آه محـلـي وجهـهـا** وبيـدهـا تـضـم رأســـي بحضـنـهـا
عيـنـاهـا فيعـيـنـي وعـيـنـي بعيـنـهـا** لـكــن عيـنـاهـا تــســرب أدمــعــا
حنـان دافـئ أشعرتنـي بحضنهـا** مـا حسستـةٌ يومـاُ بحضـنٍ أو حـشـي
فقلـتٌ حضـنٌ دافـئ أرجعـنـي** خمـسـون عـامـاً كرتـيـن إلــي الــورى
لو كان هـذا فـي الوجـود فمـا جـري** شـيءٍ مـن العاهـات قاتلـة الفتـي
فقبـلـتـنـي قـبـلـتـاً ورديــتــاً** بـلـونـهـا الأحــمــر جــروحــاً تـشـتـكــي
وضمتني في ألحضني وقالت مرحباً** لا لا تموت فدتك روحي يا ضني
وتحملـتـنـي ثـــم عـــادت مـنــزلٍ** لا أعــرفــة وأطعـمـتـنـي بــالــدوى
وإذا بيـدٍ تعطنـي قوتـاُ ومــاء** إلــي فـمـي تطـفـي جـروحـي وادمـعـي
فقلـتٌ محلـي نـور وجهـك فاتنـة** يـبـث فــي وجـهـي السـعـادة كامـلـة
وشفتنـي مـن أمـراض عـدة قاتلـة** كــدتٌ بـهـا أعــدم لقـاكـي والـهـوى
فكوتنـي فـي نظـرة سحيقـة بـاردة** مـن رمـش عينيهـا التـي لا تنطـفـي
فأحسست أني قـد ملكـت كيانهـا** لا وهـي التـي فـي الحـب لـن تنحنـي
أعلـنـت بـالأفـاق مـصـدر حبـنـا** وهـــي الـتــي قـــد أعـلـنـت بـبـلادنـا
فقـلـتٌ يــا نسـمـة سقيـتـي فــؤاد نــا** إمــا تخـافـي نـهـك كــل جـبـانـي
ردت علـيـا يـــا حبـيـبـي لأتـخــف** مـادمــت أهـــواكَ كـمــا تـهـوانـي
فــالآن جـذبـك لــن يـكـون لــةٌ نــدٌ** إلا اكتسـابـاً دائـمـاً مــا لــة ضـــد
فقـلـتٌ هـيـا يــا غـرامـاً قــد جـنـي** جسـمـي وقلـبـي حبـهـا وبــلا أذي
ومـددت يـدي أقبـلـت باكيـتـاً** فحضنتـهـا وكــذا هــي حـضـن الضـنـى
فشربـت منهـا شربـةً عشقتهـا** وكـذا هـي شربـت مـن أحضانـي الفنـي
وبيـنـمـا نـحــنٌ نـقـبـل بعـضـنـا** أتــــى لــنــا قــــومٍ يٌـكـنــون الـفـنــي
وفـي يـد أحـداهـم سهـامـاً ملهـبـة** يـقـول غلـوهـم ولا تـرجـوا النـجـي
وضللن نربط بعضنا بيـن ألحشـي** حتـى أٌخـذ نـا فجـأ ةً والـي الفضـاء
وضلـوا يرتقبـون مـاذا قـد جـري** مـاذا هـوي هـل وهـم هـذا مـا نـري
فأجبتهـم مـن الفضـاء يـا أهـل الـورى** هـذي حقيقـة ربنـا فألـي اللـقـاء
فـي جنـة الفـردوس دومـاً نلتـقـي** أو نــار تجـعـل منـنـا لحـمـاً شــوى
فالحمـد لـك يـارب هـذي ميتتـاً** تـشـرف الأحـبـاب فــي أرض ألهـنـي
فلك السري يارب فابعثنا سوى** لأن حبنا طاهرٌ وشرفنا أعلى المنصـب
المفضلات