57 عاما على استشهاد مؤسس المملكة : تضحيات من أجل الامة وفلسطين
عمان- بترا- تصادف اليوم الذكرى السابعة والخمسون لاستشهاد مؤسس المملكة جلالة المغفور له الملك عبدالله بن الحسين الذي لاقى وجه ربه شهيدا على عتبات المسجد الاقصى المبارك وهو يهم بأداء صلاة الجمعة في العشرين من شهر تموز عام 1951 .
وقد استشهد الملك المؤسس مؤمنا بالله وحافظا لعهد بني هاشم الابرار بعد كفاح طويل من اجل أمة العرب ووحدتها حاملا راية أطهر ثورة عرفها تاريخ هذه الامة والتي انطلقت من مكة على يد والده شيخ الثوار الحسين بن علي - طيب الله ثراه-.
وتستذكر الاسرة الاردنية الواحدة وهي تحيي هذه الذكرى بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني أمد الله في عمره بكل مظاهر الاجلال والاكبار والتكريم والاعتزاز ذلك القائد الذي خرج من مكة على رأس كوكبة من أحرار العرب الاوائل مبشرا بالنهضة العربية الحديثة ووحدة الامة ورسالتها القومية والانعتاق من الاحتلال والوصاية واعلان فجر الامة الجديد.
وفي الوقت الذي اضطلع به الملك المؤسس بدور قومي رائد في حركة التحرر العربي التي بزغ فجرها مع بدايات القرن العشرين وبذل جهدا موصولا لدى ممثلي القيادات الفكرية والسياسية التي كانت تتقاطع في العاصمة العثمانية وسعى لمستقبل أكثر إشراقا لامة العرب يواصل جلالة الملك عبدالله الثاني نهج الهاشميين والجد المؤسس من أجل التقاء الامة العربية على قواسم مشتركة تحقق لها المنعة وأسباب استقلال القرار،مثلما واصل تجذير النهج الديمقراطي الذي أرساه الجد منذ عام 1920 فشجع التعددية السياسية والنهج الديمقراطي الذي تشارك في صنعه جميع الاطياف السياسية على مساحة الوطن ورسخ الممارسات الرامية الى الحفاظ على حقوق الانسان وضمان حرية الفكر والتعبير.
لقد تميز الفكر السياسي للملك المؤسس طيب الله ثراه بأنه انطلق من ثوابت ومبادئ الثورة العربية الكبرى وأهدافها العريضة واعتمد في تنفيذها منهجية تتفق مع سمة العصر والتداعيات التي تمخضت عن خلخلة موازين القوى في أعقاب الحرب العالمية الثانية فجاءت اتصالاته مع قادة الدول الكبرى منصبة بالدرجة الاولى على الاعتراف بالمشروع القومي النهضوي العربي الذي جسده طيب الله ثراه كخطة سياسية تنفيذية قائمة على منهج الاسلام والعروبة وبعث امجاد الامة واحياء تراثها وحضارتها.
ونتيجة لحرص الحسين بن علي مفجر الثورة العربية الكبرى طيب الله ثراه على إعداد أبنائه الامراء سياسيا وعسكريا ورجال دولة كان الملك المؤسس أول وزير للخارجية في الحكومة العربية الاولى التي تم تشكيلها بعد اعلان الثورة العربية الكبرى.
كما كان من أبرز قادة الثورة العسكريين إذ تولى قيادة الجيش الشرقي الذي حاصر المدينة المنورة والذي شل قدرة أكبر حامية عسكرية تركية كانت تتمركز هناك وقوامها 14 الف جندي وبقيت تحت الحصار حتى نهاية الحرب العالمية الاولى حيث استسلمت لقوات الثورة بقيادة عبدالله بن الحسين عام 1918 .
وخرج عبد الله بن الحسين طيب الله ثراه في أولى تحركاته من الحجاز متوجها الى الشام على رأس كوكبة من جند الثورة العربية الكبرى وحين بلغ مدينة معان وجه نداء لاحرار العرب للانضمام اليه بعد أن أعلن أهدافه في حماية الامة العربية والحفاظ على استقلالها.
ويسجل التاريخ وأحرار الاردن والامة العربية بكل اعتزاز دور الملك المؤسس في انقاذ الاردن وتخليصه من كل المخططات التي استهدفت الارض والهوية العربية بعد ان تمكن من اقناع الدول الكبرى انذاك وفي مقدمتها بريطانيا بذلك مثلما يسجل له التاريخ بحروف من نور تلك الحكمة السياسية والقدرة الفائقة للتعامل مع الغرب وخاصة بريطانيا التي كانت تمسك بزمام الامور في منطقة الشرق الاوسط في انقاذ الاردن من العديد من المخططات التي كانت تستهدف عروبته وحريته.
وترجمة لفكر الملك المؤسس الوحدوي وانتمائه القومي الاصيل فقد فتح أبواب الاردن أمام أحرار العرب حيث اصبح هذا البلد في عهده موئلا للاحرار الذين وفدوا اليه من سوريا وفلسطين ولبنان والعراق والحجاز ووفر لهم الفرصة للمشاركة في بناء الاردن الحديث وفي صنع سياسته الداخلية والخارجية.
فقد كان الملك المؤسس طيب الله ثراه حصيفا ثاقب النظر في استقراء ما يتهدد الامة العربية وما هي مقبلة عليه وكان أول الزعماء العرب الذي أطلق صيحته محذرا من ضياع فلسطين وحين هبت الجيوش العربية لمساندة الاشقاء في فلسطين وانقاذ ما يمكن انقاذه كان الجيش الاردني في مقدمة الجيوش العربية يخوض معارك الشرف والبطولة ويحافظ على عروبة القدس التي رويت أسوارها بدم الشهداء من الجيش العربي.
والى جانب الدعم العسكري لم يبخل طيب الله ثراه بالدعم السياسي والمادي لتمكين الاشقاء من الصمود على أرضهم ومواصلة كفاحهم من أجل هويتهم الوطنية.
لقد كان طيب الله ثراه أول من وضع لبنة الديمقراطية وأول المنادين في تلك المرحلة بالتعددية السياسية فشهد الاردن في بداية حكمه تأسيس أول حزب هو حزب الاستقلال العربي وقد حظيت المعارضة السياسية في عهده بعطفه ورعايته وكان يجلس الى الكتاب والشعراء والمفكرين يسمع الرأي والرأي الاخر ويحاورهم في كل ما يهم شؤون البلاد والعباد.
المفضلات