كتبت- هلا العدوان - لا يمكننا نكران ان الموقف الاردني الرسمي تجاه ما يحدث على الساحة السورية لا يزال ضبابيا ويثير تساؤلات وتناقضات لا حصر لها لدى العديدين.
ففي الوقت الذي ينتظر الجميع ان يتقدم الموقف الاردني على باقي المواقف العربية والدولية تجاه ما يجري في سوريا بسبب القرب الجغرافي للبلدين ووجود قضايا مشتركة مهمة بين البلدين نجده على النقيض اكثرها خجلا.
وفي الوقت الذي عمدت فيه دول عربية وغير عربية إلى سحب سفرائها من سوريا واطلقت تصريحات حادة ورسائل واضحة تجاه ما يحدث على الساحة السورية اكتفت الحكومة باعلان قلقها وحزنها على ما يجري في سوريا متمنية ان تتغلب لغة الحوار على لغة العنف.
لا يختلف اثنان بان ثمة تناقضا وتباعدا بين الموقفين الرسمي والشعبي، فالاخير يتضح في مسيرات تندد بـ»البطش» المرتكب بحق السوريين العزل، اما الموقف الرسمي فيطل وزير الخارجية ناصر جودة والناطق الرسمي باسم الحكومة عبد الله ابو رمان ليعبرا عن قلق الاردن حيال ما يجري في سوريا ويرفضا التدخل بالشان الداخلي السوري , ولا يتخذان مواقف على الاقل مماثلة لمواقف دول عربية واجنبية.
احدى الشخصيات السياسية لا تخفي قناعتها بأن على الموقف الاردني ان يكون اقوى مما هو عليه الان وامام هذا ان يكون للاردن مواقف تعكس رغبات وتطلعات الشعب الاردني والشعب السوري واقلها سحب السفير الاردني من دمشق ورفع وتيرة الموقف الى حد يصل الى قطع العلاقات الدبلوماسية واغلاق السفارة ان اقتضى الامر ذلك.
الدول العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية خرجت عن صمتها واتخذت مواقف متباينة ولكنها في مجملها اقوى من الموقف الاردني تجاه ما يحدث في سوريا من قمع وقتل للمواطنين العزل، مطالبة بضرورة وقف نزيف الدم ضد أبناء الشعب الذي يتمسك بالحرية فتعددت المواقف؛ فمنها من استدعى سفيره هناك، ومنها من أكد عدم استدعاء السفير، كالأردن الذي أدان العنف في سوريا ، وبذات الوقت لم يسحب سفيره من هناك ما يعكس تناقضا كبيرا في المواقف.
وفي المقابل فان الشعب الاردني تربطه بالشعب السوري علاقات متعددة فعلاوة
على علاقات الدين واللغة والمكان فلا ننس اختلاط الانساب وعلاقات حسن الجوار وبالتالي ومن منطلق انساني بحت فاننا نطلب من الحكومة لتي تمثلنا أن تتوافق مواقفها مع توجهات الشعب، الذي يرفض المشاهد المؤلمة من قتل وتنكيل واستفزازات وممارسات غير إنسانية بحق المدنيين العزل.
وهنا لا بد للحكومة الاردنية من سماع صوت المنطق والانسانية فتعلن موقفا واضحا دون استحياء للمساهمة بوقف نزيف الدم المتواصل في المدن السورية وذلك للحفاظ على حياة المدنيين، ووقف نزيف الدم الذي تشهده سوريا منذ آذار الماضي.
الخصوصية التي تربطنا مع دولة شقيقة متاخمة لنا بالحدود، تجعلنا ننظر بقلق إلى هذه المسألة ، لأن المساس بشأن سوريا الداخلي خط أحمر، وموقفنا سيلامسنا من هذا الخط الأحمر و يؤثر علينا بمختلف النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
والان لا يوجد امام الحكومة أي عذر لاتخاذ موقف رسمي تعكس من خلاله مطالبات الشعب الأردني العربي الغيور على مصالح العرب المسلمين وتتخذ اجراءات تخرج من دائرة الموقف الخجول الى دائرة الحسم والموقف الحاد الذي لا مانع من ان يصل الى طرد السفير السوري، واستدعاء سفيرنا من دمشق.
اذن الحكومة مطالبة الان وبالسرعة القصوى باتخاذ موقف يعكس مطالب الشارع الاردني تجاه الاحداث الدموية في سوريا دون مماطلة ولا استحياء .
المفضلات