أكدت اللجنة التنسيقية لمنظمى مليونية "فى حب مصر المدنية" موافقة الحكومة على تنظيم المليونية فى ميدان التحرير يوم الجمعة المقبلة، فيما تسيطر حالة من الغموض على الموقف من تنظيم تلك المليونية، ويستمر التصدع داخل البيت الصوفى.
وتتضارب الأنباء التى تؤكد عدم اتفاق الرأى بين الصوفيين بما يعكس حدوث انقسامات كبيرة بين الكيان الرسمى (المجلس الأعلى للطرق الصوفية) من جهة، وجبهة الاصلاح الصوفى وبعض الطرق الصوفية المنضوية تحت لوائها من جهة أخرى.
واستقبل رئيس مجلس الوزراء الدكتور عصام شرف بمكتبه الليلة الماضية وفدا من اللجنة التنسيقية لمنظمى جمعة " فى حب مصر المدنية ".
ضم الوفد الدكتور عبد الجليل مصطفى ممثلا للجمعية الوطنية للتغيير،والسيد علاء ماضى أبو العزايم شيخ مشايخ الطرق العزمية، والدكتور ابراهيم زهران رئيس حزب التحرير ( تحت التأسيس ) والناشط القبطى شريف دوس، وعصام شعبان المتحدث الرسمى باسم الحزب الشيوعى المصرى.
جاء ذلك فيما أصدر المجلس الأعلى للطرق الصوفية بيانا عقب اجتماع الليلة الماضية رفض فيه الدعوات التى أطلقت من جانب بعض مشايخ الطرق الصوفية لتنظيم مليونية يوم 12 اغسطس القادم بمشاركة القوى السياسية.
وقال عصام شعبان المتحدث باسم الحزب الشيوعى المصرى الثلاثاء إن لقاء وفد منظمى المليونية مع الدكتور شرف اتسم بالتفاهم والود من الجانبين حيث أبدى رئيس مجلس الوزراء موافقته وتفهمه لمطالب المنظمين فى التعبير عن أنفسهم، مؤكدا حق المصريين فى التظاهر السلمى أيا كانت معتقداتهم باعتبار ذلك حقا أصيلا للمواطنين وأحد مكتسبات ثورة 25 يناير.
وأضاف شعبان أن الوفد دعا رئيس الوزراء للمشاركة فى الافطار الجماعى فى ميدان التحرير والمشاركة فى الاحتفالية التى تعقبه والتى تتضمن ابتهالات دينية لأشهر المنشدين الدينيين الى جانب أنشطة ثقافية وحوارات سياسية بين المشاركين فى المليونية، مؤكدا ان طلب نائب رئيس الوزراء الدكتور على السلمى بنقل الاحتفالية من ميدان التحرير قوبل بالرفض من جانب كافة أعضاء الوفد.
وشدد على أن أعضاء وفد اللجنة التنسيقية للفعاليات تمسكوا بتنظيم المليونية عقب صلاة المغرب فى ميدان التحرير، دون أى مكان آخر، وتعهدوا بإخلاء الميدان وتنظيفه بعد انتهاء الاحتفالية، على أن يتخلل تلك الفترة صلاة المغرب والعشاء وصلوات للإخوة الأقباط واحتفالات ثقافية وإفطار للمشاركين، كما طالب الشيخ علاء أبو العزائم بضرورة إعلان موقف مجلس الوزراء من الدستور والاعتداءات السلفية على الأضرحة والكنائس والتمييز الدينى، وتفعيل قانون الغدر.
على صعيد متصل، لاتزال ردود الأفعال داخل البيت الصوفى تتوالى، فقد أكد المستشار محمود أبو الفيض، عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، إن مشايخ الطرق الصوفية أبدوا استنكارهم لما تناولته وسائل الإعلام فى اليومين الماضيين حول تنظيم مليونية صوفية.
ووصف أبو الفيض فى تصريحات للصحفيين الدعوة لتلك المليونية بأنها دعوة إلى فتنة يراد بها الإضرار بمصر، كما أن تلك الدعوة تهدف إلى شق وحدة الصف الإسلامى والوطنى، حسبما قال.
وأضاف أنه برغم سفر رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية الدكتور عبد الهادى القصبى شيخ مشايخ الطرق الصوفية إلى الأراضى المقدسة لأداء العمرة إلا أنه كلف أكبر الأعضاء سنا لينوب عنه وهو الشيخ مالك علوان لرئاسة المجلس فى غيابه، مشيرا إلى أن القصبى شارك حتى وقت متأخر من الليلة الماضية فى إعداد بيان المجلس عن طريق الهاتف من السعودية.
وفي الجانب المقابل أكد المجلس الأعلى للطرق الصوفية - فى اجتماعه الطارئ بمقر العشيرة المحمدية بالقاهرة- رفض كل حديث مزعوم عن مليونية صوفية مزمع عقدها إذ لم يصدر عن المجلس الأعلى أو رئيسه قرار بذلك وأن ما أثير فى هذا الشأن لا ينسب إلا إلى صاحبه ومصدره ولا شأن ولا علاقة للمجلس الأعلى للطرق الصوفية بذلك.
وأضاف المجلس فى بيانه، أن جموع الطرق الصوفية وعددها 76 طريقة صوفية ترفض هذه المليونية المزعومة اللهم إلا عدد لا يزيد عن أصابع اليد الواحدة من طرق صوفية معلومة ولا يتصور أبدًا أن تفرض قلة قليلة رأيها أو تصورها أو أغراضها على الكثرة الساحقة من الطرق الصوفية.
وحذر المجلس الصوفى الأعلى من إثارة الفتن التى تضر بكيان الوطن وتضرب وحدة الصف الوطنى وذلك لمصلحة قوى خارجية معلومة ويهيب المجلس الصوفى الأعلى بكل أبناء الوطن مسلمين ومسيحيين بالتكاتف وعدم الفرقة وعدم إثارة خلافات واهية تضر بمصالح الأمة وأنه لا وجود لصدام أو خلافات بين الصوفية وغيرهم من المسلمين وغير المسلمين.
وشدد البيان، أن المجلس الأعلى للطرق الصوفية برئاسة سماحة الدكتور عبد الهادى القصبى شيخ مشايخ الطرق الصوفية هو الممثل الشرعى الرسمى الوحيد للطرق الصوفية وجموع الصوفية فى مصر وهو وحده المتحدث فى الشأن الصوفى وفقًا لأحكام القانون 118 لسنة 1976 الخاص بتنظيم الطرق الصوفية.
من ناحيته، أكد السيد محمد الشهاوى شيخ الطريقة الشهاوية ومؤسس جبهة الاصلاح الصوفى انه يتحفظ على المليونية نظرا لعدم تشاور الشيخ أبو العزايم مع بقية مشايخ جبهة الاصلاح الصوفى قبل الدعوة لها، مؤكدا ان تلك الدعوة قدمت ما وصفه بـ" قبلة الحياة" لشيخ المشايخ عبد الهادى القصبى ليقدم نفسه بشكل جيد للحكومة وللنظام الحالى فى مصر.
وأوضح الشهاوى ان القصبى الذى كان عضوا فى لجنة السياسات بالحزب الوطنى المنحل وأحد قياداته كان ينتظر قرارا بالتطهير ضمن قيادات المؤسسات والهيئات والوزارات التى تتضمن عناصر قيادية من الحزب المنحل، وأدى قرار تنظيم المليونية لإحياء آماله فى النجاة من مقصلة التطهير ومنحه الفرصة للتشكيك فى مصادر التمويل، حسب قوله.
وكان السيد علاء الدين أبو العزايم شيخ الطريقة العزمية قد نفى فى تصريحات سابقة تلقيه أى دعم أو أموال من رجال أعمال أقباط مثل نجيب ساويرس أو رامى لكح لتمويل مشاركة الطرق الصوفية فى مليونية فى حب مصر يوم الجمعة المقبل الموافق 12 أغسطس.
وقال أبو العزايم إن الدعوة لهذه المليونية جاء من جموع الصوفيين، ولا يمكن ان يتم حصر الدعوة لها فى طريقة معينة أو فى جبهة الاصلاح الصوفى او حتى المشيخة وغيرها، مؤكدا ان الصوفيين جزء من الشعب المصرى الذى استفزته جموع السلفيين والوهابيين الذين نزلوا لميدان التحرير يوم 29 يوليو الماضى.
ووصف شيخ الطريقة العزمية، جمعة 29 يوليو الماضى التى تجمع فيها السلفيون والإخوان المسلمين والعديد من التيارات الإسلامية الأخرى، بأنها كانت جمعه "قندهار"، وذلك فى إشارة إلى اللافتات التى رفعها السلفيون والهتافات التى رددوها فى ميدان التحرير، مؤكدا إنه دعا إلى جمعة "الصوفية" يوم 12 أغسطس فى ميدان التحرير للرد على جمعة "قندهار".
وأضاف إن ملايين الصوفية سيشاركون فى الجمعة المقبلة، ويشاركهم الأقباط والعديد من التيارات السياسية، بهدف لم الشمل والتوافق الوطنى ورفض أى محاولات للفرقة.
المفضلات