اشحذي الهمة لنيل تلك الجنة :
فإن كنت أيتها المشتاقة تطلبي أعلى الدرجات فاجتهدي أن لا يسبقك أحد بطاعة الله تعالى فقد أمرك المولى جل وعلا بالمسابقة والمنافسة فيها فيقول عز من قائل سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ((الحديد:21)
هيا أخيتي إلى التسابق إلى الخيرات .. هيا ولندع الjo1jo.net/jo1jo.net/ل ونشمر عن سواعدنا ..
كانت الواحدة من نساء السلف إذا رأت من يعمل للآخرة أكثر منها نافستها وحاولت اللحاق بها بل مجاوزتها ، فكان تنافسهن في درجات الآخرة !! واستباقهن إليها كما قال تعالى وفي ذلك فليتنافس الْمُتنافسون ((المطففين:26) هكذا كانت نساء السلف ..
كانت أم حسان مجتهدة في الطاعة ، فدخل عليها سفيان الثوري فلم ير في بيتها غير قطعة حصير خَلِق ، فقال لها: لو كتبت رقعة إلى بني أعمامك لغيروا من سوء حالك ، فقالت: يا سفيان قد كنت في عيني أعظم وفي قلبي أكبر مذ ساعتك هذه ، أما إني ما أسأل الدنيا من يملكها فكيف أسأل من لا يملكها ، يا سفيان والله ما أحب أن يأتي علي وقت وأنا متشاغلة فيه عن الله بغير الله فبكى سفيان. .
وإذا كانت النفوس كباراً ******** تعبت في مرادها الأجسام
ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة .. ألا تستحق الجنة منا وضع الخطة لنيلها والتماس الوسائل لتحقيقها ومراقبة النفس ومحاسبتها بل وتهذيبها إذا هي قصرت
ومن رام العلا من غير كدٍّ ******** أضاع العمر في طلب المحال
فاعلمي أن الدنيا دار سفر لا دار إقامة ، ومنزل عبور لا موطن حبور، فينبغي للمؤمنة أن تكون فيها على جناح سفر، تهيئ زادها ومتاعها للرحيل المحتوم ، فالسعيدة من اتخذت لهذا السفر زاداً يبلغها إلى رضوان الله تعالى والفوز بالجنة والنجاة من النار.
فالعاقلة من جعلت الدنيا مزرعة للآخرة ، وخالفت هواها ، فما أهلكنا والله إلا طول الأمل وإتباع الهوى ، نعوذ بالله من غلبة الهوى ؛ فإنه يصد عن الحق ، ومن طول الأمل ؛ فإنه ينسي الآخرة..
فإن الراحة ليست هنا ، فالدنيا دار عمل ، والآخرة دار جزاء..
والآن أيتها الجوهرة واللؤلؤة النفيسة ..
فحيّ على جنات عدن فإنها ******** منازلك الأُولى وفيها المخيم
ولكننا سَبي العدو فهل ترى ******** نعود إلى أوطاننا ونسلّم ؟
الجنة هي موطنك الأصلي لولا سعي العدو لإخراجكِ منها .
ألا تحبين أن تكونى من ملكات الجنة
ألا تحبين أن تجتمعى بمريم وفاطمة وعائشة وخديجة رضي الله عنهن جميعاً في الجنة
ألا تحبين أن تبلغي من علو الهمة ما بلغته آسيا بنت مزاحم هان عليها مُلك الدنيا ونعيمها فكفرت بفرعون وألوهيته فسألت ربها الجوار قبل الدار فقال تعالى على لسانها إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ ((التحريم:11)
ألا تريدين الملك والخلد في دار الخلد ؟!!
أختي الغالية ..
استشعري بقلبك , وقد فتحت مصاريع أبوابك , وأرخيت عليك ستائر خيمتك , وحف من بين يديك الخدم والولدان , والكل قد سارع إلى إسعادك وتحقيق أمانيك , فأتوك بكل أمنية ..
فتخيلي الكأس من الياقوت والدر , وفيها الخمر والسلسبيل والتسنيم وكل ذلك وضع بين يديك رهن إشارتك !! مع زوجك إن كنت متزوجة بالدنيا
ألا تريدين أن تنالي زوجا تعشقينه ويعشقك وتنغمسي وإياه بلذة ونعيم الجنة
فأي نعيم هذا ؟! وأي لذة تلك ؟!
فهل من مجتهدة للوصول إلى عيشة راضية وجنة عالية ؟!
ألا هل من قائمة بالليل والناس نيام من أجل الفوز بأعلى الجنان ؟!
ألا هل من آمره بالمعروف وناهية عن المنكر؟!
ألا هل من بارة بوالديها , وواصلة لأرحامها للفوز بقبول دعائها والفوز بالجنة
ألا هل من زوجة مشتاقة للجنة تنفذ أوامر زوجها المباحة..
زوجة عاشت في الدنيا محافظة على صلاتها...
محافظة على حجابها ..متصفة بأجمل صفات الحياء والأخلاق
إنها من نساء الدنيا المؤمنات اللاتي يدخلهن الله الجنة برحمته ..
بالله عليكن أيتها المشتاقات هل هذه الطلبات صعبة أم يسيرة مقابل كل نعيم الجنة الذي عرفناه ؟
المفضلات