عمان - هام فاخوري- خرجت السياحة عن طابعها التقليدي المحصور بزيارة المواقع الأثرية فقط، إذ اختلفت أشكالها وتعددت مع تغير متطلبات السائح نفسه ومطالبه التي بينها البحث عن تجارب مختلفة ومتنوعة.
ومن ابرز الأنواع السياحية التي بدأت تشهد طلبا متزايدا خصوصا من الأسواق الأميركية والإنجليزية هي «سياحة التطوع» وهي نوع من السياحة البديلة التي تجمع بين المتعة وخدمة الآخرين.
ومع التغيرات التي تشهدها المنطقة والتي انعكست سلبا على السياحة ومدخلاتها، فرض ذلك واقعا جديدا على القائمين بالقطاع وهي البحث عن تجارب جديدة تستقطب السائح وتجعله أكثر رغبة لزيارة الأردن.
ورأى العاملون في القطاع أن الواقع الجديد الذي نعيشه يفرض علينا التحرك بمختلف الاتجاهات من اجل استقطاب السياح والتخفيف من ألازمة بسبب الأحداث السياسية التي تشهدها المنطقة.
وقال الناطق باسم الجمعية الأردنية للسياحة الوافدة مهند ملحس أن سياحة التطوع تجربه ناجحة ومختلفة عن السياحة التقليدية، كما أن لها جانبا مختلفا وهو ما ينعكس مباشرة على المجتمعات المحلية.
وقالت رجاء الجزار، مديرة شركة مختصة بالسياحة الوافدة، أن سياحة التطوع تجمع بين الثقافة والآثار والتعايش مع المجتمعات المحلية وهي صورة حقيقية عن أي دولة بعيدا عن المدن الكبرى التي أصبحت تتشابه في مختلف دول العالم.
ويعود تاريخ هذا النوع من السياحة إلى بدايات القرن الماضي حيث كان الشباب من أفراد الطبقات البرجوازية, وتحديداً خريجي الثانوية العامة, يرتحلون لمدة عام أو عامين لكسب الخبرات المختلفة ومساعدة أصحاب الوجهات السياحية وهو ما يسمى بـ»عام الفجوة».
وتجمع السياحة التطوعية عادة سياحا يحبون العمل التطوعي، ولكن بان يدفعوا كل تكاليف رحلتهم إلى الدولة وتكاليف العمل الذي يريدون العمل فيه مثلا يريدون دهان مدرسة فهم يدفعون تكلفة ما تحتاجه التجربة بالكامل.
وقال ملحس، المختص بهذا النوع من السياحة، أنه يمكن النظر إليها كنوع من التعويض عن التأثيرات السلبية المنعكسة على السياحة التقليدية، لأنها مزيج بين السائح والمتطوع، مشيرا إلى أن هذا النوع أصبح عليه طلب كبير ويتزايد بشكل ملحوظ.
وأوضح أن هذا النوع من السياحة يتميز بان السائح القادم من أي دولة يرغب في عمل رحلة سياحية ذات تجربة مختلفة فيكون ضمن البرنامج مشروع تطوعي مثل قطف الثمار أو التعليم أو المساهمة في بناء منزل للمحتاجين أو غيرها فيقوم بالعمل التطوعي بجهده وماله لذا فان انعكاساته المباشرة على المجتمع المحلي تكون قوية إضافة إلى أنها تنعكس على نفسيته وتجربته.
وبين أن تنظيم برامج للسياحة التطوعية عادة تكون بين شركات المنظمة للرحلات وجمعيات المجتمع المدني والمحلي بحيث لتستغل مباشرة على المجتمعات الأقل حظا والتي تحتاج إلى الدعم.
وقال أن تزايد الطلب على هذا النوع من السياحة يمكن استغلاله بالشكل الامثل، لان طبيعة السائح الباحث عن مثل هذه التجارب، يتجاوز فكرة أن المنطقة غير مستقرة سياسيا، وتكون لديه الرغبة القوية والشعور بالرضى عن الذات عبر التواصل مع المجتمعات المحلية.
وحض ملحس على ضرورة تسويق هذا النوع من السياحة والبحث عن أفكار جديدة أخرى لتسويقها لدعم صناعة السياحة التي تأثرت بالأحداث.
وقالت الجزار أن السائح في هذا العصر أصبح يبحث عن تجربة تبقى بذاكرته، لان زيارة المدن أصبحت لا تترك أثرا عليه بسبب أن المدن والعواصم أصبحت تتشابه بكل شيء في كل دول العالم.
وبينت أن تسويق فكرة السياحة التطوعية التي تعني انغماس السائح بالمجتمع المحلي، أصبحت تشهد طلبا من العديد من الأسواق ويتوقع أن يكون لها مردود جيد إذا ما سوقت بالشكل الصحيح.
وقالت أن موضوع السياحة التطوعية الذي يشهد تنامي في الأسواق العالمية، وتكون البرامج السياحية التقليدية حسب طلب السائح بأن يشتمل البرنامج على عدة ساعات من العمل التطوعي أو عدة أيام، كما يمكن عمل برامج محدده في مواسم قطاف الثمار أو غيرها.
وأكدت الجزار ضرورة أن تكون هذه البرامج مرتبطة بين شركات السياحة المنظمة للرحلات مع المنظمات غير الحكومية والجمعيات لكي لا تستغل بأسلوب خاطىء.
وهذا النوع من السياحة لا يحتاج الى الكثير من الاعداد او البنى التحتية وكل ما يحتاجه تنسيق وجهد لوجستي.
المفضلات