ما أظنني مبالغاً إن قلتُ أن أعظم نعمة بعد الإسلام علينا هي نعمة التوبة ، وحتى أخرج من المبالغة إن جعلها البعض كذلك فما أجد مخالفاً في قولي أنها من أعظم النعم بعد الإسلام .
كيف لا تكون كذلك وهي تعني أنك مهما فعلت مما يخطر على القلب من جرائم ثم جئت باكيا ،تائبا ، نادما ، فلا يُغلق دونك الباب ، وكيف لا تكون كذلك وقاعدتها " التوبة تجبّ ما قبلها " الله أكبر ما أعظم رحمته سبحانه .
اقرأ معي هذه الآيات واسمعها وأنا أعرف أنك قراءتها وسمعتها من قبل بل مراراً ، لكن نجدد القراءة والسماع معاً بتأمل ، تأمل :
يقول الرحمن " ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده " قالها أين ؟ في سورة اسمها سورة التوبة " سبحان الله " تأمل فالمقصود آتي : الله ........ نعم الله ... يقبل .. فهل أقبلت ؟
الله يقبل فهل أقبلت أنتَ ؟
ليست المشكلة في القَبول ... المشكلة في الإقبال ... هل أقبلت أم أدبرت ؟؟ رُحماك ربي .
ويقول الرحيم الرحمن " والله يريد أن يتوب عليكم " ......... الله يريد ... فهل أردت ؟
الله يريد ... وأنتَ .. نعم أنت .... ماذا ؟ هل تريد أم ترفض ؟؟
ويقول ايضا" يا أيها الذين أمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا"
هنا الله يأمر .... توبوا .... فعل أمر ... الله يأمر فهل أطعت أمره أم .... أم عصيته .
واكبر من هذا كله اسمع رعاك الله
يقول من وسعت رحمته كل شيء سبحانه " إن الله يحب التوابين "
لا إله إلا الله
الله ..... الله ........ مالك الملك .. قيوم السموات والأرض ....... ( يحب ) ... من ؟؟
التوابين
أهل الذنوب والمعاصي والجرائم ....... لكنهم تابوا ... النتيجة .........الله يحبهم !!
الله يحب وأنتَ هل تحب أم ... أم تكره ؟
الله يقبل والله يأمر والله يريد والله يحب .
وأنتَ إلى متى ؟ لا تقبل ولا تطيع ولا ترغب ولا تحب أن تتوب ؟ !!
التوبة أحبتي ..... يااااااااااااااااااااااااآه ما أعظم وأوسع رحمة الله .
أي ذنب مهما بلغ يقبل الله توبة صاحبه !!!!!!!!
والتوبة سهلة ميسرة وهذه وحدها نعمة في نعمة نور على نور
ما أسهلها وما أيسرها ؟ فهي أن تقول للنفس كُفّي وللشهوات يكفي .
التوبة : ندمٌ ، وعزم ، وإقلاع ، إقلاع عن حالة غير لائقة بمسلم بعبد لله ، وعزم على استمرار الإقلاع فلا يكون مؤقتا ، وندمٌ على تأخيره والتفريط فيما مضى .
التوبة ... أن تقف . .. وتنتهي ... وتكف .. عما يضرك ... فيقبلك الله ... بل يفغر لك ... بل يحبك
المفضلات