أخي الشاب إن رمضان بالذات شهر له ميزة ، ووقت له فضل ، وزمان له مكرمات ، ولو تأملت قليلاً في هذا الشهر لأدركت حفظك الله برعايته أن قليلاً من أسرار رمضان توصل إلى عالم عظيم من الفرحة والسرور .
ولك أن تتأمل أخي الشاب بين رمضان الفائت ، ورمضان القادم ؟ كم من أخ جمعتنا به الأيام وصام معنا رمضان ثم رحل إلى عالم الآخرة ، ولكأني به اليوم رهين قبرة ، وأسير ظلماتة ، ، فما أجدرك أخي الفاضل بمحاسبة نفسك قبل رحيل كهذا الرحيل . لقد حفظ لنا الزمان آمالاً كانوا يعيشونها ، وطموحات يسعون لتحقيقها ، وكانوا ينتظرون رمضان لتحقيق بعض هذه الآمال ، وإنجاز هذه الطموحات غير أن الموت عاجلهم ، والقدر فاجأهم ، فكان الرحيل بلا ميعاد فأصبحو . ما بين فرح مسرور ، فتح له باب إلى الجنة فرأى فيها ما يتمناه فقال ربي عجّل بقيام الساعة وآخر ضاق قبره عليه حتى اختلفت أضلاعه ، وعاش في قبرة وكأنة في حفرة من النار بدون انيس ولا حبيب ، ورأى بعينيه منظر الحيات والعقارب تنهش جسده فصرخ وقال ربي لا تقم الساعة .
أولائك الذين حدثتك عنهم في الصورة السابقة رحلوا ، ونسيهم أهلهم و
أصحابهم ، وجاء رمضان وهم في عالم الآخرة والبعض ممن بقو احياء تعرضوا لحوادث مؤلمة ، فعاشوا مضاجعين لفراش المرض ، لهم سنوات لم يشهدوا شمساً ولا قمراً ولم يروا ليلاً ولا نهاراً ، فماذا يعني لهم رمضان هذا العام ؟ غير تجديد الحسرة ، ونفاذ الدمعة ، وحسرات الحاضر المر وأنت حفظك الله برعايته في ريعان شبابك ، وفي كامل قواك فماذا يا ترى أنت فاعل في ظل هذه النعم ، وتجاه مثل هذه المكرمات ؟
عاد رمضان هذا العام وفي بلاد المسلمين أحزان ماثلة ، وظلمات عاتية ، عاد وقد خلّفت الحرب في بلاد المسلمين يتيم يترقرق الدمع في عينيه لا يجد من يواسيه ، وأسرة فقدت معيلها فباتت ساهرة ليلها حزينة ، تنتظر ظهور الصباح لعرض شكواها على عامة المسلمين في سؤال عشاء ، أو البحث عن كساء ، وأحوال ترصدها العين ، من أشلاء ودماء ، وفراق وشتات ، وأنت آمن في بيتك ، مطمئن في حياتك ، مسرور بأفراحك ، فماذا أنت فاعل مع هذا القدوم المبارك لشهر رمضان اعلم يا رعاك الله ان .
الجرأة على المعصية ، والإقدام عليها ، سبب من أسباب سوء الخاتمة أجارك الله وهو أن يخونه قلبه ولسانه عند الاحتضار والانتقال إلى الله تعالى فربما تعذّر عليه النطق بالشهادة كما شهد الناس كثيراً من المحتضرين أصابهم ذلك حتى أنة قيل لبعضهم قل لا اله الا الله فلا يستطيع ان يقولها او ينطقها او ان يقول لا أستطيع أن أقولها وقال اخر وهو يحتضر ما ينفعني ما تقول وانا ما تركت معصية إلا ارتكبتها ثم مات ولم يقلها هذة الأحوال المؤسفة التي تكون نهايتها مؤسفة نتيجة الإصرار على المعصية عافاك الله من هذه العواقب .فكم من معصية استعذبها الإنسان مع مرور الزمن ، وصار له إلف بها ، وتعلّق بها حتى أصبحت وأمست تسيطر على فكره ، وتحُدثه في خلواته فلما ازداد به هذا الحال وصار يعرف به في حياته كلها أصابته فاجعة الموت ،إثر حادث على الطريق فإذا بالرجل يردد في سكرات الموت الشهوة التي تعلّق بها ، واستمر المسكين على حاله حتى فاضت روحه وهو على هذه الحالة فإنا لله وإنا إليه راجعون
أقبل رمضان وبين طياته حديث عظيم يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم (( ((إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار ، وصفدت الشياطين )) وشهر تفتح فيه أبواب الجنان ما أجدرنا إلى اغتنامه بصيام النهار الذي تحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فضله فقال : ((من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبة)) وقال علية الصلاة والسلام
(( ((من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه )) . فإن أبيت إلا أن تكون حريصاً على المعصية ، مصراً على التقصير في الطاعة ، حتى في زمن الخيرات فأخشى أن يحال بينك وبين الهداية والتوبة والرجوع الى الله ، وحينئذ تتحقق فيك عظيم الخسارة . فياليت شعري من يفيق من غفلته قبل فوات الزمان فإن للربح أياماً ، وللتجارة أوقاتاً . فاتته الفضائل وتمنى على الله الأماني والخاسرمن ها هو رمضان قادم وانت والحمد لله لا زلت على قيد الحياة فا ستعد للقائة فا الله اعلم قد يكون اخر رمضان لنا في هذة الدنيا فشمر عن ساعديك واستعد للعمل والتوبة الى الله وصدق علية الصلاة والسلام حين قال ( بعدا لمن ادرك رمضان ولم يغفر لة ) اي بعد من رحمة الله من ادركة رمضان وهو على قيد الحياة ولم يعمل بة بما يوجب لة مغفرة الله ورحمتة
المفضلات