أشار نائب رئيس لجنة الأمن في مجلس الدوما الروسي، غينادي غودكوف، يوم الأربعاء، إلى أنه "لا يمكن تبرير الأعمال الإرهابية التي ترتكبها المجموعات المسلحة في سورية المدعومة من قبل جهات خارجية بأي حجج أو ذرائع يجري التستر بها"، معبرا عن إدانته لها وداعيا إلى معاقبة مرتكبيها.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن غودكوف أوضح ضرورة أن يحل الشعب السوري قضاياه الداخلية بنفسه دون أي تدخل خارجي، منتقدا محاولات الولايات المتحدة وحلف الناتو تصعيد الموقف وتكرار السيناريو الليبي في سورية.
وتعتبر روسيا من أبرز الدول التي تعارض اتخاذ أي قرار دولي أو إجراءات أممية ضد سورية فيما تسميه بعض الدول "قمع للمتظاهرين واستخدام العنف المفرط"، معتبرة أن التظاهرات في سورية منذ بدايتها لم تكن سلمية، كما انتقدت في وقت سابق دعوات البعض في "المعارضة السورية" لجر تدخل خارجي إلى البلاد، مبدية استغرابها من هذه الدعوات.
وأكد المسؤول الروسي على ضرورة أن يأخذ المجتمع الدولي في الاعتبار الإصلاحات التي أقرتها القيادة السورية مؤخرا والتي تثبت عزمها على تحديث المشهد السياسي في البلاد وتلبية المطالب المحقة للمواطنين، مشيرا إلى إقرار الحكومة السورية قانون الانتخابات العامة وقانون الأحزاب.
واتخذت السلطات السورية في الآونة الأخيرة تدابير إصلاحية لتهدئة موجة الاحتجاجات في سورية, حيث تم رفع حالة الطوارئ، وإعلان العفو مرتين، وطرح تعديلات على قوانين الانتخابات, ومشاريع تحسين المستوى المعيشي والوظيفي وغيرها من المشاريع الإصلاحية.
وكانت روسيا قد أعلنت في وقت سابق أنها تدعم وتؤيد الخطوات التي أقرتها القيادة السورية مؤخراً في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ولفت غودكوف إلى أن ما يجري في سورية ينعكس على الموقف السياسي والاستراتيجي وعلى السلام والأمن في الشرق الأوسط وفي الكثير من دول العالم وذلك نظرا للدور المحوري والمركزي الذي تلعبه سورية في استقرار المنطقة، مبينا أن سورية وروسيا عملتا معا من اجل إحلال السلام في الشرق الأوسط.
وأوضح ضرورة أن تتخذ الولايات المتحدة موقفا أكثر توازنا حيال قضايا الشرق الأوسط ومراعاة الخصائص القومية والتاريخية لشعوب المنطقة التي تواجه قضايا معقدة ومتداخلة، معتبرا أن ازدواجية المعايير والخلط المتعمد بين الحقوق المشروعة للشعوب في مقاومة الاحتلال الأجنبي وبين الإرهاب تسفر عن ازدياد خطر الأعمال الإرهابية.
وتشهد سورية حركة احتجاجات شعبية منذ منتصف آذار الماضي، تزامنت مع أحداث مؤسفة راح ضحيتها مئات الشهداء من المواطنين المدنيين وعناصر الأمن والجيش، تحمل السلطات الرسمية مسؤولية قتلهم إلى جماعات مسلحة ، فيما تتهم منظمات حقوقية أممية ودول غربية السلطات السورية باستخدام "العنف المفرط" في قمع التظاهرات.
سيريانيوز
المفضلات