أنا حزين جدا على (زبن الخوالدة) حارس مرمى الفيصلي...وحزين على النادي الذي امضيت صباي حول اسواره , وكنت أهرب من مدرستي كي لا تفوتني مبارياته ويا ما خضت شجارات عنيفة في مدرستي دفاعا عن ابو العوض وصبحي سليمان وجريس تادرس.
ما الذي حدث لزبن؟....شيء لا يقبله العقل ولا يقبله الوجدان...كان اوسم لاعب في الفيصلي والسمار الذي توشحت به قسمات وجهه كان يوحي بأنه قادم الى الملاعب لتسجيل اسمه في دفتر النجوم...وأخلاقه في الملعب كانت توحي أيضا أن الفتية الذين يأتون من قرى وأرياف (بني حسن) لهم جلد وإصرار في الحياة..على أن يكونوا جيادا لا يسبقها الريح.
ولكنها عبثية أشخاص رجموه بالحجارة لانه يلعب كرة القدم فقط ولم يقترف ذنبا سياسيا ولم يحرك مسيرة ولم يكن عائقا في وجه الاصلاح فقط جريمته هي الإبداع والتفوق وعشق الأخضر المستطيل...
أنا من جيل هرم قليلا أخي زبن...واعترف اني قاتلت مع الفيصلي في الإعلام وفي المدرجات..وكنت شرسا في دفاعي عنه كونه النادي الذي أعطى للكرة الأردنية الكثير...وتحملنا في سبيله كل شيء واعطيناه وقتا وجهدا..ولكننا لم نفكر للحظة واحدة أن الرياضة سيكون لها شهداء وأنت ستكون أول شهيد رياضي....في الأردن وقدر الفيصلي أن ينتج أيضا فوق الإبداع شهادة....وقدره ان يبقى برغم صعوبة الظرف وألم المشهد.
من هم هؤلاء الأوغاد الذين طاردوك..ولماذا؟ وعلى أي اساس يطارد لاعب كان قادما من مباراة وكل ما أرتكبه في هذه المباراة أنه قدم ابداعا وأخلاقا... ولماذا تحملهم شوارع عمان وتسمح لهم بأن يقذفوك بالحجارة وهل الرياضة كانت يوما وسيلة تصفية حسابات ام انها روح ومساواة واخاء...؟
نريد أن نعرف أسماء ووجوه هؤلاء الأنذال نريد أن نعرف من وجههم ومن أدارهم ولماذا طاردوا زبن ورفاقه...ونريد أن نعرف التفاصيل الدقيقة دون طبطبة ودون تجاوز ودون خوف من أحد..او حسابات مريضة...فالذي حدث هو أمر يستحق الوقوف عنده ولا يجوز أن يمر أبداً.
وأنا هنا لا أكتب كعابر سبيل أو صحفي ولكني عضو في الهيئة العامة للنادي الفيصلي.. ولي صفة قانونية فيه وهذا الكلام الذي أفرده على صفحات الرأي هو أمانة حملني اياها نجوم الفيصلي والمشجعون.
رحمك الله ايها الفتى الوسيم الجميل وألهمنا جميعا الصبر والسلوان وتأكد أخي زبن أن الناس ستحملك في قلوبها..وأن الرياضة الأردنية ستحملك أيضا في وجدانها....وأن القصة بكل تفاصيلها المؤلمة لن تكون عابرة بل سيكون فيها جردة حساب...وأنت أيها الساكن قبرك والمبتسم للدنيا فأعلم أنك شهيد الرياضة الأردنية, وانك فارسها ونجمها وأعز من أنجبت العشيرة.
المفضلات