أبثك شوقي وأنيني وشجوني ودموعي .......
أبثك أجمل أغنيةً سمعتها على مدى الأيام ، كتبتها الظروف ، ولحنتها الدموع، وعزف أجمل أنغامها نزف روحي : _ ولكن حذارِ _
لم تعد مدينتي تلك السيمفونية : مدينة الأحلام والفضيلة ، مدينة كل من فيها سعيد ، ولا يزورها الحزن أبداً .... فبسمتها لم تعد يا حبيبتي تستطيع الوقوف أمام شلالات الدموع ......
لم تعد مدينتي تنتظر شروق الشمس .... كونها أصبحت تحرق أكثر ، ولم يعد الكرم صفة أصيلة في طبائع أهلها .... فالغرباء أصبحوا كثرٌ جداً ، وخطيرون ، وأصحاب شهاداتٍ في السوابق ، وسوء السلوك .......
لم نعد نزرع الورد كما كنا ، فقد انتشرت زراعة الشوك حول المدينة لييعد عنا الغرباء وشرورهم ومخططاتهم ...... وأمراضهم .
لم تعد الألوان المشرقة ، واللامعة هي المعتمدة في ألوان مدينتي ، صرنا نفضل الشاحب أكثر ، ونجد الرمادي الباهت شيئاً يتناسب مع حالتنا ......
لم نعد نزور بعضنا ، أو نجلس بجوار بعضنا ، حتى التحية يصعب علينا أن نتبادلها ، فأمراضٌ كثيرة غزت قلوبنا وضمائرنا ، واجتهد الأطباء في البحثِ عن علاجٍ لها ولم يفلحوا حتى الآن .....
لم نعد شجعان كما كنا نتغنى في السابق ، صرنا نخافُ حتى من أفكارنا ، ونهرب بلا اتجاه .... ونكتب كل ما يجول بلا أقلام ........
نحن الآن مدينةٌ هادئةٌ ، تبحثُ عن ضجيج ........
نحن أصبحنا كتلك الأرض الخالية الجرداء .......... بلا مطر
المفضلات