بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
عقيدة أهل السنة في الصحابة وآل البيت والخلافة
ومن أصول عقيدة السلف الصالح ؛ أهل السنة والجماعة :
حب أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وسلامة قلوبهم وألسنتهم تجاههم ؛ لأنهم كانوا أكمل الناس إيمانا ، وإحسانا ، وأعظمهم طاعة وجهادا ، وقد اختارهم الله واصطفاهم لصحبة نبيه- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وقد امتازوا بشيء لم يستطع أن يدركه أحد ممن بعدهم مهما بلغ من الرفعة ؛ ألا وهو التشرف برؤية النبي- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ومعاشرته .
والصحابة الكرام كلهم عدول بتعديل الله ورسوله لهم ، وهم أولياء الله وأصفياؤه ، وخيرته من خلقه ، وهم أفضل هذه الأمة بعد نبيها- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال الله تعالى : { والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم } والشهادة لهم بالإيمان والفضل أصل قطعي معلوم من الدين بالضرورة ، ومحبتهم دين وإيمان ، وبغضهم كفر ونفاق ، وأهل السنة والجماعة لا يذكرونهم إلا بخير ؛ لأن رسول الله أحبهم وأوصى بحبهم ، فقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم : « الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا بعدي ؛ فمن أحبهم فبحبي أحبهم ، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ، ومن آذاهم فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ، ومن آذى الله يوشك أن يأخذه » . وكل من رأى رسول الله- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وآمن به ومات على ذلك ؛ فهو من الصحابة ، وإن كانت صحبته سنة ، أو شهرا ، أو يوما ، أو ساعة . ولا يدخل النار أحد من الصحابة بايع تحت الشجرة ؛ بل قد رضي الله عنهم ورضوا عنه ، وكانوا أكثر من ألف وأربعمائة .
قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : « لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة » .
وأهل السنة والجماعة :
يكفون عما شجر بينهم من نزاع ، ويوكلون أمرهم إلى الله ؛ فمن كان منهم مصيبا كان له أجران ، ومن كان منهم مخطئا فله أجر واحد ، وخطؤه مغفور له إن شاء الله .
ولا يسبون أحدا منهم ؛ بل يذكرونهم بما يستحقون من الثناء الجميل ، لقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
« لا تسبوا أصحابي لا تسبوا أصحابي ؛ فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم، ولا نصيفه »
وأهل السنة والجماعة : يعتقدون بأن الصحابة معصومون في جماعتهم من الخطأ ، وأما أفرادهم فغير معصومين ، والعصمة عند أهل السنة من الله تعالى لمن يصطفي من رسله في التبليغ ، وأن الله تعالى حفظ مجموع الأمة عن الخطأ ؛ لا الأفراد .
قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : « إن الله لا يجمع أمتي على ضلالة ويد الله مع الجماعة »
وأهل السنة والجماعة :
عوف ، وأبو عبيدة بن الجراح أمين هذه الأمة رضي الله عنهم أجمعين ، ثم أهل بدر ، ثم أهل الشجرة أهل بيعة الرضوان ، ثم سائر الصحابة رضي الله عنهم ؛ فمن أحبهم ودعا لهم ورعى حقهم وعرف فضلهم كان من الفائزين ، ومن أبغضهم وسبهم فهو من الهالكين .
وأهل السنة والجماعة :
يحبون أهل بيت النبي ؛ عملا بقوله صلى الله عليه وآله وسلم : « أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي » وقوله : « إن الله اصطفى بني إسماعيل ، واصطفى من بني إسماعيل كنانة واصطفى من كنانة قريشا ، واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم » .
ومن أهل بيته أزواجه- رضي الله عنهن- وهن أمهات المؤمنين بنص القرآن ، كما قال الله تبارك وتعالى :
{ يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا }{ وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا } فمنهن : خديجة بنت خويلد ، وعائشة بنت أبي بكر ، وحفصة بنت عمر بن الخطاب ، وأم حبيبة بنت أبي سفيان ، وأم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة ، وسودة بنت زمعة بن قيس ، وزينب بنت جحش ، وميمونة بنت الحارث ، وجويرية بنت الحارث بن أبي ضرار ، وصفية بنت حيي بن أخطب .
ويعتقدون أنهن مطهرات مبرآت من كل سوء ، وهن زوجاته في الدنيا والآخرة ؛ رضي الله عنهن أجمعين .
ويرون أن أفضلهن خديجة بنت خويلد ، وعائشة الصديقة بنت الصديق التي برأها الله في كتابه العزيز ؛ فمن قذفها بما برأها الله منه فقد كفر ، قال النبي صلى عليه وعلى آله وسلم : « فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام »
" الوجيز في عقيدة السلف الصالح أهل السنة والجماعة "
والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى صحبه ومن والاه
المفضلات