بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
الغلو في الرسول صلى الله عليه وسلم لدى الحلاج
يعتبر الحلاج أول صوفي جاهر بعقيدة الحلول في أوساط الصوفية إذ كان يرى أن من هذب نفسه بالطاعة ، وصبر على اللذات والشهوات ارتقى إلى مقام المقربين ، ثم لا يزال يصفو ويرتقي في درجات المصافاة حتى يصفو عن البشرية ، فإذا لم يبق فيه حظ من البشرية حل فيه الإله الذي حل في عيسى ابن مريم ، ولم يرد حينئذ شيئا إلا كانا كما أراد ، وكان جميع فعله فعل الله ، وقد ادعى الحلاج أن روح الله حلت فيه كما حلت في الأنبياء من قبل- حسب زعمه - وكلامه في ذلك واضح في أشعاره ، وكتبه التي خلفها .
وفي ذلك يقول :
أنا من أهوى ومن أهوى أنا ... نحن روحان حللنا بدنا
فإذا أبـــصـــرتـنـي أبـصرته ... وإذا أبـصـرته أبصرتنا
ويقول :
مزجت روحك في روحي كما ... تمزج الخمرة في الماء الزلال
فإذا مـسـك شــــيء مـسـنـي ... فإذا أنــــت أنـــا فــي كل حال
وهو القائل :
سبحان من أظهر ناسوته ... ســـــر سنا لاهوته الثاقب
ثـم بـدا فــي خلقه ظاهرا ... في صورة الآكل والشارب
حــــتـــى لقد عاينه خلقه ... كلمحة الــحاجب بالحاجب
ويقول :
أنا أنــــت بلا شـك ... فسبحانك ســبحاني
فتوحيدك توحيدي ... وعصيانك عصياني
ويتمادى الحلاج في كفره حين يقول :
كفرت بدين الله والكفر واجب ... لدي وعند المسلمين قبيح
ويقول :
إذا بلغ الصب الكمال مـن الهوى ... وغاب عن المذكور في سطوة الذكر
فيشهد صدقا حيث أشهده الهوى ... بــأن صلاة العاشقين مــــــــن الكفر
ويقول :
ألا أبلغ أحبائي بـــــــــــــــأني ... ركبت البحر وانكسر السفينة
على دين الصليب يكون موتي ... فــلا البطحا أريد ولا المدينة
هذه نبذ من شعره توضح اعتقاده بالحلول وتصرح بكفره الذي أقر به على نفسه ، بل اعتقد أن الكفر بدين الإسلام واجب عليه . فلا عجب بعد ذلك إذا ادعى الألوهية قائلا :
أنا الحق والحق للحق ... لابس ذاته فما ثم فرق
محبة الرسول بين الإتباع والإبتداع ج1 ص211
لا ادري لماذا يدافع بعض الناس عن الذي أجمع المسلمون على كفره ؟ !
والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
المفضلات