سأل أحمد بن حنبل حاتم الأصم وكان من الحكماء : كيف السبيل إلى السلامة من الناس؟
فأجاب: تعطيهم مالك ولا تأخذ من مالهم .. ويؤذونك ولا تؤذيهم وتقضي مصالحهم ولا تكلفهم بقضاء مصالحك !..قال : إنها صعبة ياحاتم
!!..فأجاب : وليتك تسلم
هم حين يموتون لا يعاقبوننا بالموت معهم
هم يعاقبوننا بالحياة دونهم !!
عندما توشك الذكريات على الرحيل تزورك بكثرة أولا
كأنما ترغب أن تستهلكها حتى النهاية !
من الأفضل أن تستهلكها مثل وجبة مفضلة لدرجة أنك لن تشتهيها ثانية
من هنا تنقص قيمتها وبالتالي تسقط , ذات يوم ..
فريسة للنسيان !
عندما ندخل الى القصر الفخم
ترتسم على وجوهنا ابتسامة بلهاء ،
وجميعنا نصفق لا شعوريا !
حتى الأماكن لها سلطتها :
عندما تدخل إلى المقهى الشعبي
تصرخ بأعلى صوتك على الجرسون : ( يا ولد )!
عندما تدخل إلى الفندق ذي النجمات الخمس
تناديه بهمس : ( لو سمحت يا سيّد )!
حتى الأماكن لها سلطتها !
اكثر ما يؤلمك .. إذا رأيتَ الجميع يمضون في حياتهم إلا أنت .. يلاحقون المستقبل بينما تظل أنت بلا تحوّل بنقطة مركزية من الحزن في دائرة أفراحهم تلاحق سراباً لماضي تصرّ على زخرفته و تلميعه بالرغم من غزارة ألامه .
لأنكَ بوفائك الغبيّ ترفض أن تنسى , رغم أنكَ تُنسى بجدارة كًل يوم .
…شديد اليأس أنت لأنكَ تعلم أن الليل لا يعني لهم ما يعنيه لك .
بؤرة من الأوجاع المنسية وصندوق تنثرُ غباره كل يوم لأنه يحوي الكثير من الأوراق التي كتبتها بدمك إلى : لا أحد .
الغائب لن يعود أبداً , أنتَ تعلم ذلك جيدا
فلماذا تصرّ كل يوم أن تملئ نفسكَ أملا متعبا يذوب كل صباح كالقصور الثلجية ..
الأصوات الدافئة لن تتخلل مره أخرى أذنيك !
فلماذا أنهيتَ الليل كُله تبحث عنها بين ألحان الأغاني ؟
الكلمات العذبة لن تقال مرّه أخرى , فلماذا تدفن نفسك بين هذه الدواوين الشعرية ؟
أنتَ مرهق جداً .. فلماذا لا تعود إلى النوم دون أنّ تفكر إذا ما كان غيابك يعني لأحد
ليس اليتيم هو الذي مات أبوه،ولا اللقيط هو الذي لم يعرف أمه ولم يعرف أباه،أو الذي أحتضنته الملاجئ…وإنما اللقيط هو الذي يشعر أنه غريب في بيته.وأنه غريب بين أخوته.وأنه غريب بعين غرباء
كلمه
مؤلفة
من
ستة
أحرف
شئت ، أبيت
ستحذفها
من
قاموس
حياتك
(مستقبل)
في الجرائد العربيه لا فرق فعلا بين العنوان والجرج
كل صباحٍ يستيقظ مجموعةٌ
من الصحفيين ليعلّقوا آلامنا على الجدران فقط
. لأن آخر العناوين الجميله في تاريخنا كان قبل اختراع الصحافه
الحزن يا سيدي
أن تصبح مع الأيام
عينيّ اللتين أرى بهما
و هوائي الذي أتنفسه
ودمي الذي أعيش به
ثم أنزفك عند الرحيل دفعة واحدة
..
الحزن يا سيدي
أن أتعلم الطيران فلا أصلك
أن أفتح الدفاتر فلا أجدك
وأن أحفر الأرض فلا أجدك
وأن أقطع البحر فلا أجدك
وأن أخترع اللقاء فلا ألتقيك
المفضلات