سائق مستهتر يدهس توفيق ويولي هاربا
ملاك بريء بين الحياة والموت ويحتاج إلى نقله للمدينة الطبية للعلاج والتأهيل
حوّل سائق مستهتر حياة الطفل توفيق العموري، ذي السنوات الست، إلى "لا حياة"، بعد أن دهسه، وولّى هارباً، من دون أن يلتفت وراءه، لروح بريئة كادت أن تزهق تحت عجلات سيارته وطيشه.
أسرة الطفل العموري خرجت بعد أن ضج المكان حولهم بأصوات "تشحيط لسيارة، خمرية اللون، حيث هزت أركان منزل" عمته بمنطقة مرج الحمام في عمان.
لم يدرك والد توفيق "المكلوم"، وهو يلملم جسد ابنه الوحيد المسجى على الرصيف والشارع، بأن يلتقط رقم سيارة السائق، الذي خلت من قلبه الرحمة.
كان الطفل توفيق، الذي يهوى ركوب الدراجات ويعشق كرة القدم، يعود عمته، بصحبة والده وشقيقته الصغرى (ثلاثة أعوام) قبل نحو أسبوعين، وأثناء ممارسة طقوسه الطفولية باللعب مع أقرانه أمام العمارة التي تسكن فيها عمته، طاله طيش سائق ليدهسه، فترمي السيارة المسرعة جسد الطفل عدة أمتار أمامها، ليهوي على أرض الرصيف كالطير الجريح، بحسب والده الأربعيني إبراهيم، الذي ركض إلى مستشفى أحمد الحمايدة، أقرب مستشفى له، لعل الأطباء يساعدونه على إيقاظ ابنه، من غيبوبته التي لم يستيقظ منها حتى الآن.
يلتقط الطفل توفيق أنفاسه من خلال جهاز أوكسجين اصطناعي، وينام في سبات عميق (غيبوبة)، قد يستيقظ منها بعد عدة أشهر، خصوصاً وأن حالته الصحية ما تزال حرجة جداً، حسبما أكد استشاري جراحة الأعصاب والدماغ الدكتور فراس عجيلات.
وقال عجيلات، إن الطفل العموري، وإثر تعرضه لحادث دهس دخل في غيبوبة، سببها إصابته بنزيف دماغي (داخل أنسجة الدماغ والشبكة العنكبوتية الدماغية)، إضافة إلى نزيف آخر، والتهاب شديد في رئتيه، فضلاً عن كسر في كاحل قدمه اليمنى.
وأكد ضرورة الإسراع بنقل الطفل إلى المدينة الطبية، كونه بحاجة إلى عناية طبية وتمريضية وتأهيلية متخصصة، وخصوصاً أن علاجه يتطلب وقتاً طويلاً، قد يغرق أهله في متاعب نفسية ومالية، لن يتمكنوا من تحملها.
ورغم التدخل العلاجي من قبل الاستشاري عجيلات والفريق الطبي المعالج في المستشفى، فإن احتمالات حدوث مضاعفات قد تصيب الطفل عقب صحوته من غيبوبته "كبيرة" وقد تؤدي إلى تعطيل بعض الوظائف الحيوية، كفقدان النطق أو النظر، أو شلل الحركة، ومع هذا، فإن رحمة الله واسعة، بأن تشمل هذا الملاك البريء بلطفها، كما يقول عجيلات.
أمام هذا الوضع الصحي، أصبح والد توفيق عاجزاً عن التفكير، لكنه أصرّ بأن يشارك الجهات الأمنية البحث عن سيارة السائق المستهتر، وهي من نوع "كيا"، خمرية اللون، معروف صاحبها في المنطقة، لكنه اختفى مباشرة بعد الحادث، رغم وجود عدة شهود وقفوا على الحادث المؤلم، وفق والد الطفل.
وما بين تراكم الديون على والد الطفل، التي وصلت إلى 12 ألف دينار، وبين حلمه بأن يرى ابنه الوحيد واقفاً على قدميه، ليعود إلى مدرسته في منطقة جبل التاج، تزداد الحسرة والغضب والضعف يوماً بعد يوم في قلب الوالد، الذي لن تخمد نيرانه، حسب قوله، إلا حين يلقى القبض على الجاني، الذي ما يزال البحث جارياً عنه.
وأعرب والد الطفل عن أمله في أن ينقل طفله "الضحية" إلى مستشفى المدينة الطبية بالسرعة الممكنة، ليحظى بفرصة الحياة من جديد، وليتمكن من إعادة تأهيل جسده الضعيف، لعله يلتحق بصفوف مدرسته، ويتمكن من اللعب مع شقيقته الصغرى في "حوش الدار" من جديد.
المصدر : الحقيقة الدولية – الغد - حنان الكسواني 13.6.2011
المفضلات