خالد شمت-برلين
ذكرت أسبوعية دير شبيغل الألمانية أن الخارجية الإسرائيلية أعدت خطة سرية تهدف لإشراك دبلوماسييها في كافة دول العالم -لاسيما الأوروبية- في حملة واسعة تهدف لرفض إعلان قيام الدولة الفلسطينية عند التصويت عليه خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول القادم.
وأضافت أن خطة تل أبيب التي أرسلت في الثاني من الشهر الجاري إلى جميع سفاراتها بالخارج تضمنت مطالبة الدبلوماسيين الإسرائيليين بالتواصل مع كبار السياسيين في البلدان التي يخدمون فيها للتأثير على قرار دولهم باتجاه التصويت في المنظمة الأممية ضد إعلان الدولة الفلسطينية.
وأشارت دير شبيغل إلى أن خطة أعدها الأمين العام للخارجية رافاييل باراك بمشاركة كبار مسؤولي الوزارة، شددت على أهمية استعانة الدبلوماسيين في تنفيذ الخطة بمساعدة القوى الاجتماعية الفاعلة كالجمعيات اليهودية والمنظمات غير الحكومية، إضافة إلى توظيف وسائل الإعلام وتنظيم حملات عامة للتأثير في الرأي العام وكل القوى المتنفذة بالبلدان المستهدفة.
"
أسست الخارجية الإسرائيلية مجموعة عمل أسمتها "منتدى سبتمبر/ أيلول" وكلفتها بتحليل كل إجراء يقدم عليه الفلسطينيون وإعاقته
"
مجموعة عمل
وأشارت المجلة الألمانية إلى أن إسرائيل -المدركة لإجراء التصويت بالجمعية العامة بأغلبية الأصوات وبعيدا عن حق الفيتو الموجود بمجلس الأمن الدولي- تهدف من خلال خطتها السرية إلى حشد أكبر عدد ممكن من دول العالم لرفض إعلان الفلسطينيين الأحادي لدولتهم.
وأضافت "وجهت الخطة السرية الدبلوماسيين الإسرائيليين لإقناع كبار السياسيين في الدول التي يخدمون فيها بأن الفلسطينيين يسعون من خلال لجوئهم للأمم المتحدة، لتحقيق أهدافهم بعيدا عن المفاوضات المباشرة التي تعد الطريق الوحيد لحل النزاع القائم في الشرق الأوسط".
وأوضحت دير شبيغل أن تل أبيب ألغت عطلات جميع دبلوماسييها في سبتمبر/ أيلول القادم، وحثت كل سفير على التقدم حتى الثاني من الجاري بتصوره لإمكانيات تحركه لدفع الدولة الممثل فيها للتصويت ضد قيام الدولة الفلسطينية.
وأشارت إلى تأسيس الخارجية الإسرائيلية مجموعة عمل أسمتها "منتدى سبتمبر/ أيلول" وكلفتها بتحليل كل إجراء يقدم عليه الفلسطينيون وإعاقته، وأوضحت أن هذه المجموعة مكلفة بإعداد خطة عمل على المستوى الدبلوماسي وفي أوساط الرأي العام بالعالم، وتقييم أسبوعي لجهود الدبلوماسيين الإسرائيليين بالخارج لمعارضة الدولة الفلسطينية.
نتنياهو سيقوم بجولة أوروبية لإقناع المترددين بعدم التصويت (الجزيرة)
استهداف أوروبا
وذكرت دير شبيغل أن مجموعة عمل الخارجية الإسرائيلية أولت اهتماما بالغا بالدول الأوروبية وقسمتها إلى ثلاث مجموعات وفق مواقفها المحتملة من التصويت بالجمعية العامة للأمم المتحدة، وقالت إن المجموعة الأولى تضم الدول المحتمل معارضتها لإعلان الدولة الفلسطينية وفي مقدمتها ألمانيا، والثانية هي الكثير من دول شرق أوروبا المترددة بتحديد موقفها من التصويت، والثالثة هي الدول المحتمل تأييدها للدولة الفلسطينية ومن بينها السويد والبرتغال.
وتحدثت المجلة عن تكليف إسرائيل لسفرائها بدول غرب أوربا بمحاولة التأثير على التقارير الإعلامية هناك باتجاه رفض الدولة الفلسطينية، وإبلاغ هذه الدول باستعداد كبار المسؤولين الإسرائيليين لزيارتها لتقديم مزيد من التوضيحات للرأي العام فيها حول أهمية رفض الدولة الفلسطينية.
ولفتت دير شبيغل في هذا السياق إلى عزم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زيارة بولندا والتشيك وسلوفاكيا والمجر ورومانيا وبلغاريا لإقناعها بحسم ترددها، والتصويت ضد إعلان الدولة الفلسطينية.
لكن المجلة الألمانية خلصت إلى أن من وضعوا خطة التحرك الإسرائيلية لإعاقة إعلان الدولة الفلسطينية يبدون غير مقتنعين بجدوى هذه الخطة وفرص نجاحها، ويتوقعون تصويت عدد كبير من الدول لصالح قيام الدولة الفلسطينية.
المصدر: الصحافة الألمانية
المفضلات