عمان – هلا العدوان
تكتسب حماية المقدسات في القدس الشريف اهمية كبيرة لدى الاردن انسجاماً مع دوره التاريخي في رعاية وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشرقية المحتلة في الوقت الذي يرفض بشكل قاطع كل الخطوات الإسرائيلية التي يمكن أن تمس الهوية الإسلامية لباب المغاربة الذي تعتبره اليونسكو إرثا حضاريا وإنسانيا لا يجوز تغيير معالمه.
امام هذا يشير مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الى «الرأي» أمس ان الاردن يخوض غمار جهد سياسي و دبلوماسي يومي لرصد كل الانتهاكات الإسرائيلية فيها والعمل على وقفها في حين لدينا المئات من موظفي الأوقاف الإسلامية الأردنية لتأمين الرعاية والحماية للمقدسات هناك، لدعم صمود أهل القدس.
ويزيد المصدر ان الاعمار الهاشمي له دور كبير جدا في الحفاظ على الهوية العربية للمدينة المقدسة، مدعوما بموقف وإرادة سياسية تدافع عن الطابع العربي للمدينة في المحافل الإقليمية والدولية ومشددا على عدم شرعية الإجراءات الإسرائيلية المتعلقة بجسر باب المغاربة وضرورة احترام القانون الدولي واتفاقيتي جنيف الرابعة ولاهاي لسنة 1954.
و تمكن الاردن من استصدار العديد من القرارات الدولية التي من شأن تنفيذها اجهاض المشاريع الاسرائيلية لتهويد اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ونسف كافة مخططات حكومات اسرائيل المتعاقبة قدر الامكان.
وعلى صعيد ذي صلة افشلت الجهود الدبلوماسية الاردنية في خطوة استثنائية كافة المخططات الاسرائيلية بحق منحدر باب المغاربة بمدينة القدس القديمة من خلال قبول المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو في دورته 182 في باريس قرارا متقدما عن جميع ما سابقه الزم اسرائيل تنفيذ كافة واجباتها بموجب القانون الدولي .
وزير الخارجية ناصر جودة اشار ان الهاشميين هم أهل الولاية للقدس والوصاية وبذلوا التضحيات في سبيل صونها والحفاظ على هويتها مثلما قامت القيادات الهاشمية بمواصلة الأعمار في القدس دون انقطاع منذ عام1924على نحو قد أسهم بشكل فاعل في الحفاظ على المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة.
ويكتسب القرار182 اهمية خاصة بحكم ان الوفد الاردني في حينها استغل الظروف السياسية المواتية والمتمثلة بعدم رغبة الوفد الامريكي والوفود الاوروبية في تحويل الانظار عن انتخابات اليونسكو وجهود ادارة اوباما في احلال السلام من خلال التهديد باللجوء الى التصويت في منظمة تؤخذ قراراتها عرفا بالاجماع بعد تعنت الوفد الاسرائيلي قبول عدة فقرات اردنية .
وفي المحصلة خرجت مداولات الوفود على هامش الاجتماعات بقرار 182 متقدم عن سابقه المتعلق بتطبيق القرار 181 بشأن منحدر باب المغاربة بمدينة القدس القديمة حافظ على جميع مكتسبات قرار المجلس دون أي نقصان وزاد عليها من خلال معالجة بعض المشاغل الاردنية الاساسية .
ويدعو القرار 182في الفقرة 13 منه اسوة بالقرار السابق 181 الى ضرورة ابداء اسرائيل التعاون اللازم تنفيذا لواجباتها بموجب القانون الدولي بهدف تأمين الوصول لموقع تل المغاربة ،بيد ان القرار الحالي زاد على ذلك من خلال تأكيد المجلس التنفيذي بصورة قاطعة ان هذا الوصول هو للخبراء الاردنيين وبالرغم من مطالبة الوفد الاسرائيلي خلال المفاوضات بدخول مشروط للموقع الامر الذي رفضه الوفد الاردني
وبفضل الجهود الدبلوماسية الاردنية حرم المجلس التنفيذي اسرائيل من اللجوء للاجراءات الاحادية ضمن فقرات القرار والاشارة الى المخطط الاسرائيلي لباب المغاربة كمثال على تلك الاجراءات الاحادية مع اقرار المجلس بوجود قلق عميق ازاء ذلك المخطط وربط ذلك باتفاقية لاهاي لحماية الممتلكات الثقافية في المنازعات المسلحة لسنة 1954 والتي تعتبر الموقع ارضا محتلة بالرغم من جميع محاولات الوفد الاسرائيلي ازالة الاشارة لها مجددا.
وتمكن الاردن من دفع منظمة اممية الى استصدار قرار لم يسبق له مثيل ، فمن ناحية يشير في بنوده الى خروقات اسرائيلية ومن ناحية اخرى يوقع اسرائيل في مصيدة عدم الوفاء بالتزاماتها ومسؤولياتها القانونية امام المجتمع الدولي وبذلك يتفسح المجال امام الاردن بتحويل ملف القدس برمته الى محكمة العدل الدولية للطعن في شرعية الاجراءات الاسرائيلية.
وكانت حفريات إسرائيلية سابقة أدت إلى انهيار تلة باب المغاربة وهو ما دفع إسرائيل لتقديم مشروع لمنظمة اليونسكو لإقامة جسر بدلا من القديم المنهار إلا أن الأردن رفض هذا المقترح وأصر على انه الجهة الوحيدة المخولة الإشراف على المسجد مما دفع الاردن الى تقديم احتجاجه إلى اليونسكو وكافة الجهات الدولية لانها الجهة الدولية المعنية والمسؤولة عن التراث الحضاري الإنساني والحرم القدسي ضمن هذا التراث المهدد بالخطر ويأتي هذا بعد ان تمكن سفير المملكة لدى فرنسا في العام 1981 طاهر المصري تسجيل القدس على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر وذلك في خطوة غير مسبوقة منحت لمنطقة تحت الاحتلال.
ويذكر أن إسرائيل تريد بناء جسر عند باب المغاربة بدلا من جسر قديم تقول إسرائيل أنه أصبح آيلا للسقوط وتريد إسرائيل بناء الجسر الجديد، عند حائط البراق، لتستخدمه الشرطة لدى اقتحامها للحرم القدسي في حال حدوث مواجهات في المكان.
المفضلات