تظاهر مساء اليوم السبت نحو ألفي شخص في القامشلي كبرى مدن محافظة الحسكة ضد التدخل الأجنبي في الشأن السوري الداخلي على خلفية الأحداث الأخيرة التي تشهدها البلاد.
وكانت اللجنة المنطقية للحزب الشيوعي السوري بالجزيرة قد دعت للتظاهرة في وقت سابق ضد التدخل الغربي في الشأن الداخلي السوري، وذلك بعد أن حصلت على موافقة رسمية من وزارة الداخلية.
وصرح عبد الرحمن خليل (44 عاماً) أحد كوادر اتحاد الشبيبة الشيوعية لسيريانيوز قائلاً إن التظاهرة هي ضد "التدخل الإمبريالي الفرنسي الأمريكي الصهيوني بشؤون بلادنا وضد التآمر الإمبريالي والرجعي العربي على وطننا الحبيب سورية".
وقال بلاغ اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوري إن الفترة الراهنة تتصف "بازدياد هذا الهجوم الإمبريالي وتصاعد النبرة المعادية لسورية... والمثال الساطع على ذلك ما ورد على لسان (الرئيس الأمريكي) باراك أوباما والمسؤولين الآخرين في الإدارة الأمريكية، رمز العدوانية واستعباد الشعوب. فبحضور المجرمين المجرم بنيامين نتنياهو أعلن أوباما أن الوضع في سورية يقع في صميم اهتمام القيادتين الأمريكية والإسرائيلية".
وفي وقت متأخر أمس الجمعة، شدد البيت الأبيض من لهجته تجاه دمشق، وأدان بقوة ما اعتبره "قمعاً عنيفاً ووحشياً" قامت به الحكومة السورية ضد المحتجين، وطالب بوقفه فوراً، وقال إن الرئيس السوري يقود شعبه نحو "مسار خطير"، معلناً دعمه لمشروع قرار قدمته دول أوروبية أمام مجلس الأمن الدولي يدين القمع في سورية، ويطالب بوقفه فوراً.
وقال الحزب الشيوعي السوري "كما ورد على لسان أوباما تعابير لا يمكن ترجمتها إلا كونها المطالبة لقيادة السورية بالاستسلام بدون قيد وشرط، تكون خطوته الأولى التخلي الكامل عن دعمها للقوى المقاومة في دنيا العرب، والتخلي عن تحالفاتها التي تشكل في الآن نفسه جزءاً مكوناً مهماً من منظومة المنعة الوطنية السورية".
وكان مجلس الأمن قد بدأ يوم الأربعاء الماضي بمناقشة مشروع قرار معدل تقدمت فيه أربع دول أوروبية بينها فرنسا وبريطانيا والبرتغال لإدانة ما أسموه "القمع ضد المحتجين" في سورية، وذلك وسط معارضة من روسيا والصين لصدور مثل هذا قرار.
وتقول منظمات حقوقية إن أكثر من 1100 مدني قتلوا منذ بدء الحراك الشعبي الذي تشهده البلاد منذ ثلاثة أشهر للمطالبة بمزيد من الحريات السياسية وإنهاء الفساد والفقر. فيما تنفي دمشق ذلك وتقول إن العدد أقل من ذلك بكثير وبأن "جماعات مسلحة" - تظهر تزامناً مع خروج المتظاهرين - تقوم بأعمال قتل وترويع للسكان واعتداء على نقاط أمنية وعسكرية.
ورفع المتظاهرون لافتات تقول "عاشت سوريا حرة أبية مستقلة عصية على الأعداء"، وثانية تقول "نشجب وندين تدخل القوى الإمبريالية الأمريكية والفرنسية وإسرائيل الصهيونية في الشؤون الداخلية لوطننا سوريا الأبية"، وثالثة تقول "سورية لن تركع".
وتعد هذه التظاهرة الأولى من نوعها في المحافظة ضد التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للبلاد، كما تعد التظاهرة الأولى من نوعها في المحافظة التي تحصل على ترخيص رسمي من السلطات، عكس التظاهرات التي تحدث في المدينة منذ أكثر من ثلاثة أشهر في أيام الجمعة والتي تطالب بالحرية والديمقراطية ولا تتقدم بطلب للحصول على موافقة.
وهتف المتظاهرون "هي لينا هي لينا.. سوريين ويا عزينا.. هي هي هي هي.. هي الوحدة الوطنية.. وحدة عامل وفلاح.. موظف وطالب وفلاح.. هي الوحدة الوطنية.. ضدك يا إمبريالية.. إمبريالية فرنسية.. والهجمة الأمريكية.. والهجمة الصهيونية".
ويصدر الحزب الشيوعي السوري الذي قاد المظاهرة صحيفة "صوت الشعب" الأسبوعية، وصوت الشباب (تابعة لاتحاد الشبيبة الشيوعية)، ومجلة براعم نيسان (تابعة لمنظمة الطلائع الشيوعية)، وللحزب مدرسة تثقيفية في مدينة القامشلي باسم مدرسة خالد بكداش – مؤسس الحزب الشيوعي السوري وأحد رموزه - يشرف عليها فرع الشبيبة، ومخيم لطلائع نيسان.
سيريانيوز - القامشلي
رد مع اقتباس
المفضلات