[justify][justify]عامان ماجف لي دمع على خد ٍ ,
عامان ماجف لي حبر على ورق ٍ
عامان لم ينس العقل والقلب كل تلك السنين التي قضيناها معاً
عرفتني وليـــــــداً , رضيعــــــــاً , وماشيـــاً
عرفتني طالبــــاً, ناجحـــــــــــــاً, ومتخرجاً
ولكن للأسف لم ولن تعرفني موظفا ًأو متزوجـــا ًكما تمنيت .
عرفتك حنوناً, قاسياً, عطوفاً, غاضبـاً
عرفتك , عاملا ً, مجتهدا ً, مرهقا ً
عرفتك, مصلياً, خاشعاً, وحملتك ونظرت إليك مريضا ًوميتاً
سأظل أعرفك وتعرفنـــــــي, ستظل في قلبي وشراييني, ستظل في ابتساماتي ودمعاتي, ستظل في سروري وأناتي, ستظل في عقلــــــــي وقلبي ولساني.
ستظل تعرفني في صلواتي ودعواتي , في زياراتي وترحماتي , ستظل تعرفني قريبا ً منك وإليك كما كانت عادتي , حتى وان لم تكن ظاهرة في واقعي أو على تصرفاتي .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
عامان منذ أن فارقتني ومازالت دموعي تبكيك بل وتنهمر على خــــــــدي, فعند الفجر أسمعك تناديني أن أقوم إلى صلاتي, وعند الظهيرة أراك متجها ً أو راجعاً في يديك مفاتيح مسجدنا القريب في الحارة بعد أن تقاعدت من عملك,
أما قبل تقاعدك أراك تفترش صالة المنزل , تأكل من خبز أمي الحار الخارج لتوه من التنور والمرشوش بحبات السمن المتلألئة والمنصهرة في الوعاء , بعدها تبدأ ساعة العمل التي سيأخذك منا يومين بلياليها , يأتي الليل فتناظر عيني ساعة الحائط , إنها الثامنــــــة مساءً أتخيل سماعة الهاتف ترن أنه موعد اتصالك للحديث معنا والاطمئنان عن أحوالنا , صوتك الدافئ الممزوج بتعب الوقوف أمام بوابة العمل , أو الذهاب والإياب في أروقته وممراته .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
عامان لا زلت أراك باكرا ً بعد أن تقاعدت من العمل تتجــــــــــه عند السادسة أو السابعة إلى أمام التلفاز فنادرا ًماكنت تستطيع الخلود إلى النوم بعد أدى صلاة الفجر جمـــاعة .............. تضغط بمفتاحي التشغيل مرة ً واحدة , أحدهما لتشغيل التلفاز والآخر للرسيفر , تبدأ يومك بالسماع لتلاوة ٍ عطرة من القرآن الكريم بصوت الشيخ عبد الرحمن السد يس أو سعد الغامدي على قناة الفجر أو اقرأ , وبعد حوالي الساعة أو نصفها , تبدأ بالخروج من عالم الروحانية مع الله و آياته , إلى عالم الإنسان بجميع تركيباته وتناقضاته , " قناتي الجزيرة والعربية " هما من كنت تثبت عليهما لتتابع آخر الأخبار ومعرفة مايدور من حولك , وحولنا والتي لم تكن مجرد متابعــــــــــة , بل استقاء للخبر والمعرفة في وقت ٍ واحد .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
ياااااااااااااااااااه يا والدي العزيز اليوم كان موعد حضور بناتك وحفيداتك إلى دارك , كم رأيت دموع الشوق إليك َ في عيونهم , عندما تعمدت طرق الباب طرقا ً خفيفا بعد عودتي من الجامع لأدى صلاة الجمعة , ,,, فكنت تطرقه طرقاً خفيفا قبل فتحه ليتهافت إليك الكبار قبل الصغار منحنيين مقبلي ركبتيك كلاً يريد أن يضفر بطلب الرضاء أولا .......
اليـــــــــوم أيضا رأيت دموع الشوق في عيني جارنا الحاج // حميـــــــــــد , كما رأيتها يوم رحيلك , عندما صافحني بحرارة بعد الخروج من الجامع واتبعها بآه ٍ تسبق كلماته " رحمــــــــــــك الله يا محمد حيدر " ثم التفت إلي مخاطباً " لا تنســــــــــوه " شعرت حينها بدمعة ٍ تتوقف في مقلتي وآه تجتاح صدري , شعرت كأنه يعاتبني فيك , فهل نسيناك أبتي ...؟؟؟؟
هل سنقوى على أن نجعلك وحيداً في قبرك,,,؟؟؟؟
لا وألف لا ......... لم ولن نفعلها بأذن الله ..... وأنت تعرف ذلك فتوقيت التاسعة في تلفون أخي الكبير مازال يرن , فهو موعد السلام عليك والدعاء لك قبل أن ينــــــــام , وأخي الأوسط مازال يزورك في الجمعة كل أسبوعين في مسقط رأسك حيث واريناك الثرى , يزورك حتى قبل أن يذهب إلى منزل أهل زوجته , يزورك وفي يده إكليل الرياحين والماء , وفي فمه ذكر يلهج بسورة الفاتحة والدعاء , أما بناتك فأنهن يحاورنك بعد كل صلاة ويذكرنك ليلا ًونهارا , ويزورنك كلما سنحت لهن الفرصة بذلك ...........
أبي , حبيبي , وقرة عينـــــــي ........... ستظل في قلوبنا وعقولنا وعلى ألسنتنا مادمنا على قيد الحياة......... لنحيا معاً ونموت معــــــاً.
في الأخيـــــــــــر : أبشرك وأطمئنك فقد نفذت وصيتك وأحيينا زفاف ابنك وابنتك كما وصيت , وخلال أشهر قليلة إن شاء الله سيهل علينا حفيدك من ولدك ................
المفتقد لك دوما ابنك " الولــــــــــــيد "
[/justify][/justify]
المفضلات