الأربعاء, 08 يونيو 2011 22:03 .مع بداية موسم الأعراس، وفيما تشتكي بعض العائلات الجزائرية، من عدم وجود قاعات أعراس، واكتظاظها، وارتفاع أسعارها، فإنّ عائلات أخرى تتعرض للمقالب من المشرفين على تلك القاعات في آخر لحظة، هؤلاء المشرفون الذين تسببوا في فضائح أفسدت العرس، وأساءت لسمعة القاعة، ومنها تأجير القاعة لأكثر من عائلة، وحتى طرد العائلة من القاعة قبل انتهاء العرس لاستقبال أخرى·
ما وقع مؤخراً في إحدى قاعات الأعراس ببلدية بوزريعة، جعل المواطنين، ممن سمعوا بالحادثة، ومن عاشوها طبعا يتساءلون فيما بينهم عن مدى مصداقية بعض القاعات، وفيما إذا كان المشرفون عليها يتحلون بقليل من المهنية، أو أنّ كلّ همّهم هو جني الأموال، أمّا راحة الزبون ورضاه بالخدمات المقدمة فيأتي في النهاية، كلّ تلك الأسئلة حاولنا الإجابة عليها، وتفسير ما فعلته بعض القاعات بداية هذا الموسم بعائلات كانت قد استأجرت القاعة قبل أشهر كثيرة، قبل أن تصدم بأنها لم تكن الوحيدة، وتضطّر إلى أن تجد حلا سريعا، وربما تؤجل موعدا انتظره الجميع، وهو موعد الزفاف، وقد تُضطر كذلك إلى تقاسم القاعة مع عائلة أخرى، كما قد تًُضطر، أو تعرض إلى الطرد مبكرا من القاعة لأنّ صاحبها كان قد أجّرها إلى عائلة أخرى، هي مهازل تعرضت لها بعض العائلات العاصمية، والتي انتهى بعضها بشجار ومأساة، بعد أن كانت المناسبة فرحا، أو كانت من المفروض أن تكون كذلك، لولا الجشع والطمع، والخيانة، وقلة المهنية التي تميّز تعامل بعض هؤلاء المشرفين، خاصّة وأنّ بعض القاعات يديرها مراهقون، لا يتجاوز سنهم السابعة عشر، مثل القاعة سابقة الذكر، والتي كان من المفروض أن تقيم عائلة "ع" فيها عرس ابنتهم، قبل أن يفاجئوا وفي الساعة الصفر، بذلك المشرف صاحب السادسة عشر من العمر، والذي يشرف على القاعة رفقة أصدقاء له، بعد أن افتتح والده قاعة أخرى في حيّ آخر، وترك المسؤولية لابنه، ودون حتى أن يلقنه أساسيات التجارة، أو على الأرجح لم يفعل، خاصّة وأنه لم يدخل إلاّ في الدقائق الأخيرة ليصلح الوضع، أو يُحاول، بعد أن اتّصل به محمد، ربّ العائلة، والذي قال لنا ساخطا: "لا بدّ أن تكون هناك مراقبة على تلك القاعات، وأن يسيرها أشخاصٌ ذوو كفاءة وخبرة، أو على الأقل لا يكونوا أطفالا صغارا"· ويضيف محمد: "لقد طلب مني ذلك الولد الذي يسير القاعة، ولم يكن يشرف عليها عندما قمنا باستئجارها، قال إنه عليّنا أن نكمل العرس على الساعة الخامسة، لأنّ الفترة المسائية أجّرها لآخرين، وهو الأمر الذي دفعني إلى التشاجر معه، والاتصال بوالده، الذي ولحسن الحظ منع المأساة، ولكن العائلة الأخرى أجّل عُرسها، وهي مهزلة حقيقة للقاعة التي سيفقد مشرفوها الكثير من مصداقيتهم" وإن كان محمد أنقذ عرس ابنته في آخر لحظة، فإن آخرين عرضوا لمقابل أبشع، مثل عائلة تريكي، والتي استأجرت القاعة في شهر ديسمبر من السنة الماضية، لتجد نفسها تقاسمها مع عائلة أخرى، حيث أنّ القاعة التي تقع في الشراقة واسعة، وفكّر صاحبها في أن يؤجرها لعائلتين في نفس الوقت، وأن يفصل بين القاعتين الواسعتين اللتين تحتوي عليهما الصالة حتى يربح الضعف، وهو الأمر الذي لم يكن متفقا عليه منذ البداية، بل هو، وبحسب تعبير السيدة حسينة، أم العريس، خيانة ومهزلة، خاصّة وأنّ العائلتين اضطرتا إلى إقامة العرس في القاعة، وتحمل كلّ ما تلا ذلك من عواقب، واختلاط القاعة على المدعوين، وفوضى في الموسيقى المنبعثة من الصالتين، وكلّ ذلك، تقول لنا حسينة إنها وعائلتها انتظرت أن ينتهي الحفل لكي يحاسبوا فيه المسؤول عن الأمر"· هذا وأكدت لنا الكثير من العائلات أنّ فوضى كبيرة تعرفها قاعات الأعراس، وأنّ بعض المشرفين، وعوض أن يُتسابقوا لربح الزبائن، فهم يضيعونهم في حوادث مشابهة، والتي تفقد القاعة ثقة المواطنين، وتجعلهم يعزفون عنها·
مصطفى مهدي
المفضلات