عمان – سمر حدادين - مدرسة خارج إطار الزمن.. لم تدخل قطار الألفية الثانية وبقيت بانتظار أن تلحق به لإنقاذ الوضع التعليمي، الذي يصفه أهالي يبلا الكفارات/ لواء بني كنانة بأنه «واقع مزر»، ويحتاج من الحكومة خطوات متسارعة لإنقاذه.
المدرسة وفق ما جاء في بيان أهالي يبلا الذي يحمل توقيع 62 مواطنا وموجها إلى رئيس الوزراء ووزير التربية، «تأسست مع بواكير الاستقلال ومنجزاته عام 1957 وما زالت كما هي منذ التأسيس باقية على حالها تعانـي من قلة الغرف الصفية وانعدام المرافق اللازمة والمتطلبات الأساسية لاستكمال العملية التعليمية من مختبرات و وسائل ضرورية».
المدرسة بحسب أهالي يبلا «الآن تئن من وجع الإهمال واكتظاظ الطلاب ليصل في الكثير من الصفوف 40 طالباً في الصف الواحد»، متسائلين في بيانهم عن «أي بيئة تعليمية هذه التي ستتحقق أمام هذا الواقع المزري.... فالمختبرات موجودة بالاسم فقط، ناهيك عن وضع الحواسيب الموجودة بالهيكل فقط، والتي عفا عليها الزمن وبنت العناكب بيوتها على شاشاتها منذ أمد....».
ولفت البيان إلى أن جولة صغيرة في أرجاء المدرسة توصلك إلى المرافق الصحية التي تشكل مكرهة صحية لا تليق بأنقاض مدرسة ....
والأدهى والأمر بوضع المدرسة وكما أوضح أهالي يبلا في بيانهم أن «ما تعكس بيئة المدرسة يتحقق في واقع النتائج المؤلمة ، فعلى مدى ثلاث سنوات متتالية لم ينجح في الثانوية العامة من الذكور أحد....».
وأضاف البيان «أنه من الواضح جداً أن إدارات التربية والتعليم تولي جل اهتمامها في دراسة الظاهرة ومتابعتها وتحليل الأسباب وإيجاد الحلول المناسبة.....خاصة وأن الطلاب الذين يرجى منهم خير ونفع يتسربون إلى المدارس المجاورة هرباً من بيئة لا تصلح لأدنـى قدر من التعليم».
وأكد البيان «إننا إذ نتحدث عن هذا الواقع المؤلم لا نتهم أي مسؤول..، بل إن المشكلة قائمة منذ سنوات وأن هذا يجري تحت سمع وبصر المسؤولين، سيما وأن أهالي البلدة قد قاموا برفع عدة شكاوى إلى مديرية التربية والتعليم.... وتمت وعود باستملاك أرض وبناء مدرسة منذ سنوات.... لكن الوعود بقيت حبيسة الأدراج...».
وطالب أهالي يبلا رئيس الوزراء ببناء مدرسة شاملة للذكور في بلدتهم وتشكيل لجنة فنية متخصصة، داعين إلى تشكيل لجنة فنية بالتعاون مع لجنة من الأهالي للوقوف على الوضع الراهن للمدرسة.
مدير تربية لواء بني كنانة الدكتور عويد عوض أقر أن مبنى المدرسة قديم، وقد أدرج على سلم الأولويات لبناء مدرسة بديلة، لافتا إلى أن المديرية تخاطب وزارة التربية والتعليم سنويا تطالب بتخصيص موازنة لبناء مدرسة جديدة.
لكن لا توجد مخصصات لمدرسة يبلا على موازنة 2011 وفق مدير إدارة المشاريع في الوزارة المهندس منصور العبادي، الذي قال ل»الرأي» أن مدارس المملكة معظمها قديمة، مضيفا أن الوزارة سترسل فريقا فنيا هندسيا لمعرفة واقع المدرسة، وإدراجها ضمن خطتها لتوفير المخصصات لبناء مدرسة.
وتوقع أن تدرج على موازنة العام المقبل، وفقا لتقرير الفريق الفني الذي سيزور المدرسة.
وقال العبادي أنه من الممكن أن تجرى تصليحات وتحسين للمدرسة مؤقتا إلى حين بناء مدرسة جديدة.
وبخصوص تراجع الوضع التعليمي للمدرسة قال مدير تربية لواء بني كنانة الدكتور عويد عوض أن فريقا من إدارة الامتحانات إلتقى بطلاب الصف الثاني ثانوي(توجيهي) وعددهم خمسة طلاب وهم من الفرع الأدبي، لبحث وسائل تحسين مستواهم التعليمي في الفصل الدراسي الثاني، إذ لم ينجح أحد منهم بالفصل الأول.
وأضاف ل «الرأي» أن الطلبة وضعوا تحت مراقبة مشرفين لمتابعة أدائهم ولإرشادهم وتقوية مستواهم التعليمي، وخضعوا لامتحان موحد على مستوى اللواء شبيه بامتحان الثانوية العامة، لتدريبهم على أداء الامتحان، مشيرا إلى أن ذلك يتم بموازاة خطة علاجية لبقية الصفوف لرفع سوية المدرسة تعليميا.
المفضلات