غزة- تقرير أدهم الشريف
يُحيي الفلسطينيون، الأحد 5-6-2011، ذكرى حرب حزيران 1967 التي انتهت باحتلال بقية الأراضي الفلسطينية وبعض الأراضي العربية، بينما أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي حالة التأهب القصوى تحسبًا لتظاهرات ومسيرات زحف فلسطيني بمناسبة الذكرى الـ"44" "للنكسة".
ودعا ممثلو القوى الفلسطينية والجمعيات والاتحادات النقابية والمهنية والأطر والمؤسسات الأهلية والشعبية والشبابية واللجان العاملة في إطار الدفاع عن حق العودة والعديد من المؤسسات والشخصيات الوطنية، إلى أوسع مشاركة شعبية لإحياء الذكرى الـ"44" لـ"النكسة".
توسيع المشاركة
وطلب هؤلاء في بيان مكتوب، الجمعة، بتوسيع دائرة الفعل الشعبي ليشمل مناطق التماس في قرى الجدار العازل والحواجز والطرق الالتفافية، تأكيدًا من الشعب الفلسطيني على التمسك بحقوقه الوطنية غير القابلة للتصرف، وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير والاستقلال في دولة كاملة السيادة.
ودعا البيان المؤسسات الدولية والحقوقية وهيئات الأمم المتحدة ذات العلاقة إلى "إسماع صوته والوقوف عند مسؤولياتها في حماية الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، والضغط على حكومة الاحتلال للوقف الفوري لجرائمها في الأراضي الفلسطينية.
إلى ذلك، دعت لجنة مسيرة العودة- لبنان، ولجنة التنسيق والمتابعة لحملة حق العودة، أبناء الشعب الفلسطيني في مُخيمات لبنان إلى إحياء الذكرى الـ44 لـ"النكسة"، ضمن فعاليات التأكيد على حق العودة عبر إقامة تجمعات شعبية حاشدة داخل المخيمات، مؤكدين رفضهم المؤامرات ومشاريع التوطين.
وطالبت لجنة مسيرة العودة- لبنان، الجهات والسلطات المعنية بتسهيل وتأمين تحرك المشاركين في فعاليات إحياء ذكرى النكسة، وتمكين المشاركين مِن حرية التعبير عن عدالة قضيتنا، التزاماً بروابط الأخوة مع الشعب اللبناني الداعم لحقوقنا الوطنية المشروعة.
وأعلنت اللجنة تعليق التظاهرة الشعبية التي كانت مقررة إلى الحدود اللبنانية الفلسطينية غداً الأحد في ذكرى النكسة وتحويلها إلى إضراب عام في كافة مُخيمات الفلسطينيين. وأوضحت اللجنة في بيان لها، الجمعة، أنها اتخذت موقفاً بعد قرار السلطات السياسية والأمنية الرسمية في لبنان منع المشاركين من إقامة مسيرة العودة باتجاه حدود فلسطين المحتلة لإحياء يوم ذكرى النكسة.
بدورها، رأت حركة الجهاد الإسلامي، بأنه بات لزاماً على السلطات اللبنانية المبادرة إلى تفعيل الحوار الفلسطيني- اللبناني، ووضع إستراتيجية مشتركة، لمناقشة كل القضايا ورفع الظلم عن أهلنا وإقرار الحقوق كافة، وتأمين حقه في التظاهر السلمي على حدود أرضنا المحتلة، لأن ذلك هو السبيل الوحيد لمواجهة كل مخططات التوطين.
وشددت حركة الجهاد في بيان مكتوب، وصلت "فلسطين" نسخة عنه، الجمعة، على ضرورة رفض التعاطي مع اللاجئين من الزاوية الأمنية البحتة، والإمعان في الحصار المفروض على المخيمات، وتحويلها إلى منعزلات لتكديس اللاجئين، بعد أن ثبت للعالم أجمع أن قضية اللاجئين هي قضية سياسية بامتياز، ويجب التعاطي معها من هذه الزاوية دون غيرها.
وتطلق تسمية "النكسة" على حرب حزيران/ يونيو 1967، التي احتلت فيها (إسرائيل) الضفة الغربية وقطاع غزة وشرقي القدس وهضبة الجولان السوري وسيناء المصرية.
تأهب إسرائيلي
في المقابل، وُضِع جيش الاحتلال الإسرائيلي في حالة تأهب تحسباً لتظاهرات فلسطينية مرتقبة في الذكرى الرابعة والأربعين "للنكسة"،على ما أفادت به إذاعة الجيش الاحتلال.
وأرسل تعزيزات إلى الحدود اللبنانية وهضبة الجولان المحتلة، حيث يقع خط إطلاق النار مع سوريا، وإلى حدود قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، كما أضافت الإذاعة.
وتأتي هذه التعزيزات الإسرائيلية تخوفًا من زحف فلسطيني عند حدود شمال فلسطين التاريخية مثلما جرى أثناء إحياء الذكرى الـ63 للنكبة الفلسطينية عام 1948.
وكان 10 فلسطينيين استشهدوا في الأحداث التي جرت في الخامس عشر من مايو/ أيار الماضي، حيث ذكرى النكبة، وذلك داخل الحدود السورية الفلسطينية، واللبنانية الفلسطينية، في حين أن عشرات الجرحى سقطوا في ذات اليوم إثر إطلاق الاحتلال نيرانه صوب مسيرة شارك فيها آلاف الفلسطينيين شمال قطاع غزة، وبالتحديد في محيط معبر بيت حانون.
وفي سياق استعدادات (إسرائيل) لمواجهة ذكرى "النكسة"، ألغى جيش الاحتلال مأذونيات عطلة نهاية الأسبوع وجهز وحدات منتشرة على الحدود بأسلحة مكافحة الشغب لاسيما القنابل المسيلة للدموع لمواجهة توغل محتمل من قبل متظاهرين.
تعزيز قُوات الحدود
وأعلن رئيس أركان جيش (إسرائيل) بيني غانتز، الخميس، أنه سيتم تعزيز القوات ومراكز القيادة على الحدود لمواجهة أي احتمال.
وبالانتقال إلى الجانب اللبناني، وضع جيش الاحتلال الخميس الماضي، شريط أسلاك شائكة جديداً إضافة إلى الموجودة أصلاً في منطقة "العديسة- كفركلا" المقابلة لمستوطنة المطلة الإسرائيلية.
إلى ذلك، حذَّر رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، من أي انتهاك للحدود خلال التظاهرات التي ستنظم غدًا. وقال نتنياهو:" من حق (إسرائيل) مثل أي دولة في العالم أن تحمي حدودها وتدافع عنها"، حسب قوله.
وأضاف: "لهذا تعليماتي واضحة: ضبط النفس لكن مع التصميم اللازم لحماية حدودنا ومواطنينا".
المصدر: فلسطين أون لاين
المفضلات