البقاعي لسيريانيوز: تهريب المازوت يبدأ من محطات الوقود لتقصير الجهات المشرفة على مراقبتها
عممت مديرية الجمارك العامة على كافة الأمانات الحدودية أجهزة مخصصة للكشف عن مخازن تهريب الوقود في السيارات والشاحنات، إضافة للتشدد في مخالفة المهربين، وذلك في إطار سعيها لمكافحة تهريب مادة المازوت إلى الأسواق المجاورة.
وقال مدير عام الجمارك مصطفى البقاعي لسيريانيوز إن "ضبط أي تهريب لمادة المازوت سيعاقب بفرض غرامة مالية تقدر بثمانية أمثال قيمة المواد المهربة، بعد أن كنا سابقاً نفرض غرامة تعادل خمسة أمثال قيمة المواد المهربة، فضلاً عن عقوبة الاعتقال وفق المرسوم رقم 42".
وكان الرئيس الأسد أصدر المرسوم رقم 42 للعام 2008، والقاضي بتحديد عقوبة تهريب أو الشروع في تهريب مادة المازوت والمشتقات النفطية والمواد الأخرى المدعوم سعرها من الدولة بالاعتقال والغرامة المالية بهدف التشدد في قمع عمليات التهريب.
ويعاقب من يهرب أو يشرع في تهريب هذه المواد بالاعتقال من ست سنوات إلى اثنتي عشرة سنة وبمدة لا تقل عن عشرة سنوات في حال اقترن التهريب باستعمال العنف أو لسلاح، إضافة إلى الغرامة المالية التي لا تقل عن خمسة أمثال قيمة المواد المهربة، إضافة إلى غرامة تحدد بعشرة أمثال القيمة إذا اقترن التهريب باستعمال العنف أو لسلاح.
وعن فاعلية هذه العقوبات في ردع المهربين، قال البقاعي إنه "إذا لم تكن هذه العقوبات كافية لردع المهربين وإيقافهم لن تردعهم أي عقوبة أخرى غير عقوبة الإعدام".
وكانت إدارة الجمارك اتخذت مع صدور قرار تخفيض سعر المازوت عدة إجراءات لمنع تهريبه إلى الأسواق المجاورة، حيث تعامل مخالفة تهريب المازوت من حيث الشدة والقمع معاملة تهريب الأسلحة والمخدرات التي تدخل إلى القطر.
وتابع البقاعي إنه "تم تزويد الأمانات الحدودية كافة بأجهزة مخصصة للكشف عن مخابئ مادة المازوت في السيارات والشاحنات، لضبط أي محاولة لتهريب المازوت خاصة بعد تخفيض سعره"، مشيراً إلى أن "أمانات الجمارك تعمل على تحصيل الفرق في سعر المازوت بين سعره العالمي وسعره المحلي الذي يصل إلى 32 ليرة سورية".
وكانت رئاسة مجلس الوزراء، أصدرت يوم الثلاثاء، قرارا بتخفيض سعر ليتر مادة المازوت بمقدار 5 ليرات، أي من 20 ليرة سورية إلى 15 ليرة، وذلك بعد قيامها بتخفيض سعره في العام 2009 من 25 ليرة إلى 20 ليرة.
وكشف البقاعي إنه "ضبط خلال الستة أشهر الماضية 5 مليون لتر من المازوت المهرب، وكانت هذه الكميات في معظمها مهربة إلى أسواق تركيا ولبنان حيث أسعار المازوت في هذين البلدين مرتفعة مقارنة بسعره محلياً".
وأوضح البقاعي إن "الحدود مع تركيا جبلية في مساحات كبيرة منها، وبالتالي لا يوجد مراكز للجمارك في تلك المناطق، لذا تعد المناطق الجبلية الوعرة والوديان مثل حدود سورية مع تركيا وحدودنا مع لبنان، أكثر المناطق التي تشهد عمليات تهريب لمادة المازوت".
ويبلغ سعر ليتر المازوت في تركيا 96 ليرة سورية، فيما يبلغ سعر ليتر المازوت في لبنان 48 ل.س.
وفيما يتعلق بتهريب المازوت من محطات الوقود، قال البقاعي إن "مراقبة محطات الوقود ليست من مهمة الجمارك، حيث تبدأ عمليات التهريب من هذه المحطات عند تزويد السيارات -غير المرخصة لتوزيع المازوت على الناس- بالمازوت تمهيداً لتهريبه، فهناك لجنة مؤلفة من أعضاء من عدة جهات معينة كمديرية التجارة ومدير فرع شركة محروقات وغيرها مهمتها مراقبة عمل هذه المحطات والتأكد من عدم تهريب الوقود منها، ومن الواضح وجود تقصير في عمل اللجان، ليقع اللوم وأعباء ملاحقة المهربين في الجبال ومناطق الوعرة على عاتق الجمارك في نهاية المطاف".
وحول وضع المعابر غير الشرعية، لفت البقاعي إلى "وجود لجنة مشكلة بالتعاون مع وزارة الدفاع لتحديد المعابر الغير شرعية على الحدود لإقامة مراكز مراقبة ثابتة ومتحركة، وضبط عمليات التهريب، لأن ضبط الحدود بالكامل من مهام الحرس الحدودي، حيث تأتي مهام أمانات الجمارك بعده في المعابر النظامية فقط".
وحددت كميات المازوت المسموحة للسيارات التي تخرج من القطر بـ750 ليتر للشاحنة المبردة بعد أن كانت 600 ليتر سابقاً، والسيارة الشاحنة كانت الكمية المسموح بها 400 ليتر أصبحت اليوم 550 ليتراً، وبالنسبة للباصات كانت 200 ليتر أصبحت 400 ليتر، والميكروباص 200 ليتر بدلاً من 100 ليتر.
وكانت الحكومة السابقة رفعت سعر ليتر المازوت من 7 ليرات إلى 25 ليرة في أيار عام 2008، ثم قامت بتخفيضه عام 2009 إلى 20 ليرة، على خلفية انخفاض أسعار النفط عالميا.
وكان العديد من المواطنين من قطاعات الزراعة والصناعة والمواصلات، رحبوا بقرار تخفيض سعر ليتر مادة المازوت معتبرين أنه سيسهم في خفض تكاليف المعيشة بشكل ملحوظ.
يذكر أن الفترة الأخيرة شهدت إصدار العديد من القرارات والمراسيم التي تضمنت عددا من التغييرات، التي تصب في خانة القرارات، التي صدرت على القيادة القطرية والخطة التي أعلن عنها الرئيس بشار الأسد في خطابه الأخير مؤخرا في استئناف وتفعيل عملية الإصلاح في سورية.
سيريانيوز
المفضلات