أصدر الرئيس بشار الأسد، يوم الأربعاء، قرارا جمهوريا يقضي بتشكيل هيئة تكون مهمتها وضع الأسس لحوار وطني وتحديد آلية عمله وبرنامجه الزمني، وتتألف الهيئة من عدة شخصيات على رأسهم نائب الرئيس، فاروق الشرع، حيث اجتمع الرئيس بهم وبحث معهم أهمية الحوار الوطني خلال المرحلة القادمة لتجاوز الحالة الراهنة.
وذكر بيان رئاسي أن "الرئيس الأسد اجتمع بعد ظهر اليوم مع أعضاء الهيئة، حيث تم بحث أهمية الحوار الوطني خلال المرحلة القادمة لتجاوز الحالة الراهنة وما اتسمت به من اضطراب سياسي واجتماعي".
وأوضح البيان أن "الرئيس الأسد قال إن على هيئة الحوار الوطني صياغة الأسس العامة للحوار المزمع البدء به، بما يحقق توفير مناخ ملائم لكل الاتجاهات الوطنية للتعبير عن أفكارها وتقديم آرائها ومقترحاتها بشأن مستقبل الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في سورية، لتحقيق تحولات واسعة تسهم في توسيع المشاركة، وخاصة فيما يتعلق بقانوني الأحزاب والانتخابات، وقانون الإعلام، والمساهمة في وضع حد لواقع التهميش الاجتماعي والاقتصادي، الذي تعاني منه بعض الشرائح الاجتماعية".
وأضاف البيان أن "الرئيس الأسد أكد أن هذا الحوار أصبح ممكنا وقادرا على توفير نتائج أفضل بعد صدور العديد من القرارات والمراسيم، التي تسهم في تعزيز الوحدة الوطنية وتعزيز المشاركة من مختلف المكونات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتحسين الوضع المعيشي للمواطنين".
وأصدرت القيادة السورية، في الآونة الأخيرة، عدة قوانين وإجراءات تهدف إلى تسريع عملية الإصلاح في سورية منها إنهاء حالة الطوارئ وإلغاء محكمة امن الدولة العليا، وإجراءات لتحسين الوضع المعيشي للمواطنين، وذلك في وقت شهدت فيه مدن سورية عدة مطالبات تنادي بإصلاحات سياسية واقتصادية.
كما لفت البيان إلى أن "الرئيس الأسد استمع إلى آراء أعضاء الهيئة بآفاق المرحلة القادمة، وإلى مقترحاتهم حول أفضل السبل لتحقيق حوار وطني يستوعب كل أطياف المجتمع، ويعكس اهتمامات ومصالح مختلف الشرائح الاجتماعية والسياسية، التي تؤمن بالحوار سبيلا لتحقيق الإصلاح والنهوض بالعمل الوطني وتعزيز وحدة البلاد".
من جهتهم، بيّن أعضاء الهيئة أن إطلاق الحوار الوطني في هذه المرحلة الهامة من تاريخ سورية يعتبر خطوة أساسية على طريق تجاوز الظروف الراهنة ومعالجة عواملها وأسبابها المختلفة.
وتتألف الهيئة من فاروق الشرع، والدكتور صفوان قدسي، والدكتور هيثم سطايحي، والدكتور ياسر حورية، وحنين نمر، وعبد الله الخاني، ووليد إخلاصي، والدكتور منيرالحمش، والدكتور إبراهيم دراجي.
ويأتي قرار تشكيل الهيئة بعدما كان الأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي، محمد سعيد بخيتان، قال يوم الاثنين إنه "خلال 48 ساعة سينطلق الحوار الوطني بمشاركة حزب البعث وأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية ومستقلين، وسيكون الحوار كله تحت سقف الوطن".
وجاء هذا التصريح بعدما كان وزير الإعلام عدنان محمود أشار مؤخرا إلى أن سورية سوف تشهد في المرحلة القادمة حوارا وطنيا شاملا، دون أن يضيف أية تفاصيل أخرى.
يشار إلى أن هيئة الحوار الوطني تعتزم عقد اجتماعات مكثفة ودورية وفق خطة عمل مدروسة وآليات محددة وجداول زمنية تمكنها من تحقيق الأهداف المتوخاة من إنشائها، بحسب وكالة "سانا".
سيريانيوز
المفضلات