قريباً ستحتضن الأرض الأردنية غابات تايلندية أيضاً، ويُعلن عن افتتاحها رسمياً. هذا ما أعلن عنه على الملأ وزير الزراعة سمير الحباشنة مؤخراً، وأكده سفير تايلند لدى البلاط الملكي الهاشمي إسينثورن سورنفاي، المُعتمد من قبِل جلالة ملك تايلند بوميبول أدولياديج، لتطوير العلاقات بين الشعبين والدولتين بشكل يريده ملك تايلند أن يكون متميزاً ولافتاً وغير مسبوق، كما كان صرّح جلالته بذلك، وأكد الملك عليه لسعادة سفيره سورنفاي مشدداً وناصحاً بأن تكون العلائق مع أُردن عبدالله الثاني مثلاً يُحتذى على الأرض وليس بالأقوال فحسب.
تشديدات جلالة ملك تايلند على علاقات غير مسبوقة مع الاردن تعني الكثير في الدبلوماسيتين الرسمية والشعبية، والروابط بين قيادتي الدولتين، لكون القيادات الأولى تعمل على أن يَلمس ناسها جميعاَ ثِمار الروابط الثنائية، من خلال إنعكاساتها على الأرض وفي المشاريع الثنائية، ومن أجل أن تتحسن أوضاعهم في المناشط الإقتصادية والتجارية، والثقافية، وهذه المرة في حقل جديد لم يُطرق بَعد بين بانكوك وعمّان، ألا وهو حقل البيئة وحمايتها، وتنمية الغابات أفقياً في المملكة، وتنشيط "سياحة الغابات" "الداخلية والخارجية"، أي بين الأوساط الشعبية المحلية والأجنبية، وفي صفوف مُحبي الطبيعة وعالم الحيوان والطير، وحماية البيئات ونظافة الفضاء الكوني.
نفـّذ جلالة الملك عبدالله الثاني زيارته الأولى إلى بانكوك في ديسمبر 2005، فقد كانت فرصة للشعب التايلندي الإستماع الى الشرح المُسهب لجلالته عن (رسالة عمّان)، مِن على منبر أقدم جامعة وأشهرها في تلك المملكة- شولالونكورن، حيث أعادت تايلند، وما تزال للان، تنشر خطاب الملك عبدالله الثاني في إصدارات مُمّيزة وبعدة لغات، ووزعتها على المهتمين في العالم أجمع، مما يشير الى صلابة العلاقات وعمقها وهو ما تؤكده ايضاً ثمارها.
وفيما يخص افتتاح سفارة تايلند في عمّان، فقد احتفلت بالذكرى الرابعة لإفتتاحها(31آذار2007)، أي عشية عيد السنة التايلندية الجديدة (سونكران)، وكان احتفال السفير بالمناسبتين مع أوساط من الاردنيين، لتعظيم العلاقات الثنائية الطيبة القائمة بين البلدين.
"سياحة الغابات" ناشطة في تايلند. الغابات هناك كثيرة وكبيرة، والمياه متوافرة "بكثرة"، أما الأمطار الطبيعية والمستمَطرة فحدّث ولا حرج، والخبرات التايلندية في تعظيمها لا حد لها، من هنا تعمل تايلند على نقل تراكماتها العلمية في هذا المجال إلى الاردن، بالتعاون مع الوزارات المعنية، ومنها الزراعة والمياه والري، بالإضافة الى السياحة بالطبع، والعلائق الثنائية بين البلدين متشعبة، فقد كان آخرها التعاون بين قيادتي قوات الدرك وتبادل الخبرات بين هاتين المؤسستين.
لا بد من الإشارة هنا، الى الإقتراحات المتلاحقة التي يستقبلها الاردن من تايلند بشأن السياحة وتنشيطها هادفة للغاية، ومن جانب آخر فالملكية الاردنية، سفير الاردن الى العالم، "تطير" بهمة عالية بإتجاه بانكوك منذ عشريات عديدة، وقد غَدتْ بانكوك وعمّان وجهتين سياحيتين موثوقتين وسهلتين لشعبي البلدين، ولا عناء للوصول إليهما، تماماً كما هي البترا وجرش والعقبة وبتايا وبوكيت وتشانغماي والمدن الأخرى في الجهتين الآسيويتين، وجهات سياحية معتمدة للعائلة المالكة التايلندية.
الغابات في تايلند شيء آخر تماماً غير الذي نعرفه ونتصوّره. وأنصح الكل لدينا بالتجوّل في أرجائها ونقل خبراتها، بغية تأسيس مناطق مشابهة في الاردن تستطيع جذب السياح والزوار، وتعزيز صفاء البيئة، فالغابات هناك منمّقة، وكأنها لوحة فنية متكاملة لجوانب مضيئة في الطبيعة، أضفى عليها الإنسان طابع الآنسنة، فغدت واحات سلام غنّاء، ينشدها محبو الأستقرار والتآمل والصفاء الذهني والعقلي.
marwansudah@hotmail.com
مروان سوداح
المفضلات