عندما يصلُ الأمرُ بِكَ أن تُنكرَ ذاتك التي تعرفها
وتنامُ على شَوكٍ مِن الأشواق
" وتسعلُ بِراحتها عِشقاً، وخَلاص"
ولا تدري كيفَ بَدأتَ، ولا كيفَ وصلتَ لتجسيد ما كُنتَ تَمقتُهُ
ولعلّك تَهذي : أهَذهِ أجمل أيامي، أم أسوأها على الإطلاق..!
هل القادمُ أخطَر ؟
هل هي كفّارة جميع ذنوبي، أم هي أعظم ذَنوبي ؟
عِندما تنثالُ عليكَ عفاريتك مِن جِنيّات العِشقِ العَتيق
ولربّما تَصرُخُ في احتقار الذات، وتجلدها، وتقول لِنفسك :
" صُبّي، فقلبي لم يَعُد يرتاحُ ...... ولا تُشفي غليليَ راحُ "
يا أحبابُ.. إلى أين ؟!
يا حبيباتي الراحلات مِن ذاكرتي
والساكنات في خطيئاتي
في عُنقي دَينٌ، أردّهُ لَكنّ، فَعُدنَ .. ولكن، لاتَ حينَ مَناص..!
لا تجعلن مِنّي مرآةً لجسدِ غيري .. ولا لفؤاد غيري
لا تزرعن بترابي ورداً وشوكاً لغيري..!
فأنا لا أؤمنُ بتناسخ أرواح الموتى .. ولم أمت بعدُ أنا !!
كيفَ أعيشُ اليومَ .. بل كيفَ غداً ؟
.. أنا لم أحبّكِ بَعد..!
.. لا واللهِ، ما كنتُ عاشِقاً، ولا أوفيتكَ دمعتين غاليتين!
بِرغم ما غَرَفت يداكِ مِن قلبي .. أنا لم أبدأ بعد
.. جسدكِ ما زالَ يُمزّقني في كلِّ صلاة..!
.. باقة الوردِ، وأصابعي الأربعة، وقبضتكِ اللاشعوريّة .. يرحمُ اللهُ أباكِ
لم أطير بكِ بَعد..!
يا وصيفاتهن.. أنتُنّ أيضاً
أخرجنَ مِنّي..
ما هذا ..
"أنتَ مجنونٌ وساحِر"
كيفَ لنا معاً أن نشتمِلَ ثوباً واحداً
جسدين نحن وروحين وقلبين
تلاصقا وتآلفا وتحابّا
وأفضينا بِما فينا لنا
وأنا أحببتكِ في كانون الأول
وفي آذار
وكُلّما هاجَ البحرُ أحببتكِ
ما مرّ يومٌ والفؤاد فيه غيرك
وشعرتُ فيكِ كما لم أشعر بِذاتي
وسَبحتُ في قهوتكِ كُلّ صباح
وكلّ ليلٍ حين نطبِقُ الأجفان نشتاق
"هل طالَ ليلكِ بعدي، كَطولِ ليليَ بعدك ؟ "
لا زال اللحنُ عراقياً
يا غاويةَ الحُزن و نسخَ الأرواح، كفى ..
فهذا الصّدرُ أدفأ مِن فِراشٍ في قُرى عجلون
وهذا القلبُ أوسعُ مِن حُدود الروح
" فتَنَقّلي بين المباديءِ كاللقالِق "
دعيني كما أنا أهواكِ ..
لا زالَ جموحكِ يَجمحُ بي
لا زالَ حِرمانكِ يقتاتُ على حنيني
هاتي رأسكِ في صدري
"وظلّي قُربي .. غنيلي..!"
ودعيني أمسحُ بيدي على رأسكِ
وأغسلُ خطاياكِ، بِخطيئتي الطاهرةُ البيضاء
و "إداوكِ بالتي كانت هي الدّاءُ"
طِفلَةٌ رعناءُ أنتِ ..
وأنا أصبرُ أن لا أصفعكِ على قفاكِ بالألوان
ولكني لا أصبرُ عنكِ أكثر
فأنا أريدكِ زهرةً أسقيكِ كلّ مساء
وأحفظُ عِطركِ عن أنوفِ العالَمين
فلا تَفتنينَ، ولا تأثمين
وكلّما أشمّكِ أضمّ مِنِك ذاتي التي تعشقين
يا التي اجترحت سيئاتي
واحتَكرَت نبضاتي
وانتهكَت حُرماتي
وشَهِدَت جميع احتضاراتي
" يا مَن وَقفتُ دمي عليك "
إيهِ يا هذا الحَجَر..
مِمّ الحَذَر..؟!
مِن أي شيءٍ تحذرينَ وحالنا أفضت بِهِ لِبعضها حبّات المَطر
حينَ انهمَر .. وكـأنّها مُشتاقةٌ لأن تَزفّ لنا الخبَر
وأنتِ لليوم لا زلتِ تقولين : الحذَر !
لأيِّ قلبٍ ترحلين !!
ولأيِّ ذاتٍ تنتمين
و بأي ماضٍ تبحثين ...؟!
سَفينةُ الأحزانِ والأحلام
ها قَد بَدأ الطّوفان..
فعلى أيِّ جُوديٍ تَستوين..!
دوخي على كَتِفي ..
فهو مرفأكِ الأخير .
المفضلات