قال الإمام المالكي الأندلسي القحطاني يَصِف نِساء الجَنّة
اعرض عن النسوان جهدك وانتدب
لعناق خيرات هناك حسانِ
في جنة طابت وطاب نعيمها
من كل فاكهة بها زوجانِ
أنهارها تجري لهم من تحتهم
محفوفة بالنخل والرمانِ
غرفاتها من لؤلؤ وزبرجدٍ
وقصورها من خالص العِقيانِ
قصرت بها للمتقين كواعباً
شُبِّهنَ بالياقوتِ والمُرجانِ
بيضُ الوجوهِ شُعورهنّ حَوالِكٌ
حُمْرُ الخُدودِ عَواتقِ الأجفانِ
فُلجُ الثُّغورِ إذا ابتسمنَ ضواحكاً
هِيفُ الخُصورِ نَواعمُ الأبدانِ
خُضرُ الثيابِ ثُديهنّ نواهدٌ
صُفرُ الحُليِّ عَواطر الأَرْدانِ
طوبى لقوم هن أزواج لهم
في دار عدن في محل أمان
يسقون من خمر لذيذ شربها
بأنامل الخدام والولدان
لو تنظر الحوراءَ عند وليها
وهما فويق الفرش متكئان
يتنازعان الكأسَ في أيديهما
وهما بلذة شربها فرحان
ولربما تسقيه كأسا ثانيا
وكلاهما برضابها حلوان
يتحدثان على الأرائك خلوة
وهما بثوب الوصل مشتملان
أكرم بجنات النعيم وأهلها
إخوان صدق أيما إخوان
جيران رب العالمين وحزبه
أكرم بهم في صفوة الجيران
هم يسمعون كلامه ويرونه
والمقلتان إليه ناظرتان
وعليهم فيهما ملابس سندسٍ
وعلى المفارق أحسن التيجان
تيجانهم من لؤلؤ وزبرجدٍ
أو فضة من خالص العقيان
وخواتم من عَسجدٍ وأساورٍ
من فضة كسيت بها الزَندانِ
وطعامهم من لحم طيرٍ ناعمٍ
كالبُختِ يطعم سائر الألوان
وصحافهم ذهب ودر فائقٍ
سبعون الفا فوق ألف خوان
إن كنت مشتاقا لها كلفا بها
شوق الغريب لرؤية الأوطان
كن محسنا فيما استطعت فربما
تجزى عن الإحسان بالإحسان
واعمل لجنات النعيم وطيبها
فنعيمها يبقى وليس بفان
المفضلات