تامر حسني.. بعض غناء وقلة ذكاء
مشكلة تامر حسني نجم الأغنية الشبابية في مصر والعالم العربي قبل وبعد «أحداث ميدان التحرير» هي فقدان الذكاء وحسن التصرف، وهي القضية التي تروح وتقبل في نقطة «تشغيل المخ» لم يستخدم «مخه» وذكاءه بحجم شهرته وانتشار نجوميته؟ فالخلاصة ينجح فلان من النجوم في عالم الأغنية العربية بينما لا ينجح الآخر! ولا أقول يسقط ــ وإذا قلناها لا ضير ــ لأن مقومات النجاح لدى الفنان ليست فقط هي تلك العوامل التي يعتقدها العامة وبعض النقاد ضعيفو المرجعية الثقافية والإعلامية والفنية والذين يحددون العوامل بالكلمة واللحن والأداء، هذا صحيح ولأنها من وحي إعلام قديم ومتهالك، فالنواقص هنا كل شيء مثل التوزيع الموسيقي ومهندس الصوت والاستوديو ثم نجاح التوزيع على الأرض وإيصال المنتج إلى الناس، لكننا اليوم لسنا بصدد كل السالف من الكلام، إذ إن هناك عوامل أكثر أهمية المتمثلة في الذكاء توصل إلى استخدامها كثيرون مثل أم كلثوم وعبدالوهاب الذي كان يتصل بأصغر موظفي الإذاعة يومها ليقول له: هل استمعت إلى إسطوانتي الجديدة.. يا سلام لو تمعنت فيها، فهي كذا وكذا، وذلك للفت نظره وسمعه إليها ليركز عليها في اختياراته بين فترات الأغنيات، في الإذاعة وربما لم يهتم عبدالوهاب بمدير الإذاعة للفت نظره، وبالتالي يعمد مهندس البث الذي يذيعها بدوره مرة أو مرتين! هذا نموذج ذكاء الفنان الأكبر، أما غيره فهناك عبدالحليم حافظ الذي سيطر بذكائه على الإذاعة والأوساط الإعلامية كلها والسياسية أيضا ليقطع الماء والكهرباء عن نجوم جيله الذين حاربوا لوصول أعمالهم رغم أنهم أكبر منه إمكانات فنية، إلا أنهم «لم يوفقوا» في غير ذلك من متطلبات الذكاء في الحياة الفنية، مثل محمد قنديل وكارم محمود ومحرم فؤاد وقبلهم محمد فوزي. كان تامر حسني في فقدانه لجمهوره الشباب في الميدان أشبه بواحد من أولئك، بل إنه كلهم، أعتقد أني محق، ولأسباب كثيرة أهمها أن الذكاء وليس الإمكانات الفنية والجماهيرية هي العلامة الفارقة هنا وهناك.
المفضلات