قررت أن أجعل الكون لوحةً أرسمك من خلالها ، ولا أخفيك أنني حاولت أن أكون أكثر احترافاً حتى من فناني الرسم عبر هذا العالم ، فتمعنت في لوحاتٍ كثيرة ، ووجدت أن صورتك لا تشبه أحداً ، حتى الجوكندا ، كانت بلهاء بلا روح أمام جمالك الغامض ........
أحضرت أدوات رسمي معي ، فأخذت من الشمس شعاعاً يجتاح كل مخابئ المهجة ، ومن القمر أعجبني هدوء مشيته في ليلةٍْ قمراء فكان جزءاً من لوحتي ، ورسمت لك من النجوم قلادة .......
ومن الأرض رسمت تواضعك الذي دعاني لوصفك بالملكة ............
لقد تزينت لوحتي بالفصول ، فرسمت من ثوراتك الشتاء ، وجعلت من سحر الربيع لون ابتسامتك .......
ومن الصيف رسمتك عطشاً آدمياً لرؤية ما خلف هذه اللوحة ، ورمزت كحال الفنانين التشكيليين والذين قلما فهموا ما رسمت أيديهم للخريف بذلك التضاؤل العجيب للأمل ...........
رسمتك في كل ما يمكن للمرء أن يحلم به ، رسمتك عبر البحار انعكاساً للحورية التي تظهر من بعيد ....... وتختفي عندما توجس منا اقتراباً ، وفي صحراء هذا العمر رسمتك الشباب الذي لا يعود .......
ورسمتك كتاباً لا يكاد المرء يفتحه حتى ينتهي ، وقصيدةً فقدت الوزن والقافية ........ والكلمات ..
رسمتك كمن يبني من الأوهام قصراً.........في الفضاء
المفضلات