المبايعة
وجد المماليك أنفسهم في وضع جديد فهم اليوم أصحاب الكلمة الأولى في البلاد ومقاليد الأمور في أيديهم، ولم يعودوا أداة في يد من يستخدمهم لتحقيق مصلحة أو نيل هدف وعليهم أن يختاروا سلطانًا للبلاد، وبدلاً من أن يختاروا واحدًا منهم لتولي شؤون البلاد اختاروا شجرة الدر لتولي هذا المنصب الرفيع.
أخذت البيعة للسلطانة الجديدة ونقش اسمها على [[سكة (عملة)|السِّكة]] بالعبارة الآتية "المستعصمية الصالحية ملكة المسلمين والدة خليل أمير المؤمنين".
جدير بالذكر أن شجر الدر لم تكن أول امرأة تحكم في [[عالم إسلامي|العالم الإسلامي]]، فقد سبق أن تولت [[رضية الدين]] سلطنة [[دلهي]]، واستمر حكمها أربع سنوات (634 - 638 هـ) الموافق (1236 - 1240 م). وحكمت [[أروى بنت أحمد الصليحي]] من سلالة [[بنو صليح]] [[اليمن]] من تاريخ (492 - 532 هـ) الموافق (1098 - 1138 م).
تصفية الوجود الصليبي
وما أن جلست شجر الدر على [[العرش]] حتى قبضت على زمام الأمور وأحكمت إدارة شؤون البلاد، وكان أول عمل أهتمت به هو تصفية الوجود الصليبي في البلاد وإدارة مفاوضات معه أنتهت بالاتفاق مع الملك [[لويس التاسع]] (القدّيس لويس، كما يسمّيه قومه)الذي كان أسيرًا [[المنصورة|بالمنصورة]] على تسليم دمياط وإخلاء سبيله وسبيل من معه من كبار الأسرى مقابل فدية كبيرة قدرها ثمانمائة ألف دينار، يدفع نصفها قبل رحيله والباقي بعد وصوله إلى [[عكا]] مع تعهد منه بعدم العودة إلى سواحل البلاد الإسلامية مرة أخرى.
المعارضة
غير أن الظروف لم تكن مواتية لأن تستمر في الحكم طويلاً على الرغم مما أبدته من مهارة وحزم في إدارة شؤون الدولة وتقربها إلى العامة وإغداقها الأموال والإقطاعات على كبار الأمراء، فلقيت معارضة شديدة داخل البلاد وخارجها، وخرج المصريون في مظاهرات غاضبة تستنكر جلوس امرأة على عرش البلاد، وعارض العلماء ولاية المرأة الحكم وقاد المعارضة [[العزّ بن عبد السلام]] لمخالفة جلوسها على العرش للشرع.
وفي الوقت نفسه ثارت ثائرة [[أيوبيون|الأيوبيين]] في [[الشام]] لمقتل [[توران شاه]] وأغتصاب المماليك للحكم بجلوس شجر الدرّ على سدة الحكم، ورفضت [[الخلافة العباسية]] في [[بغداد]] أن تقرّ صنيع المماليك، فكتب الخليفة [[المستعصم]] إليهم: "إن كانت الرجال قد عدمت عندكم فأعلمونا حتى نسيّر إليكم رجلاً". ...... يتبع
المفضلات