خمسة وستون عاماً من المجد والفخار والانجاز, لخّصت مسيرة اردنية ظافرة قادها الهاشميون بحكمة وبُعد نظر وقراءة عميقة للمشهدين الاقليمي والدولي واستطاعوا في رهان صائب على ارادة الاردنيين وصلابتهم وحسّهم الوطني والقومي ان ينتزعوا استقلال بلدهم ليكون قاعدة انطلاق اراده قادة الثورة العربية الكبرى لتوحيد الامة ولمّ شملها وتمكينها من تقرير مصيرها وإيجاد مكان على سطح هذه المعمورة يليق بأمجادها وتاريخها ودورها الحضاري الذي اسهم في نقل البشرية الى آفاق اكثر انسانية وغنى وحضارة.
في عيد الاستقلال يتطلع الاردنيون حواليهم بكل ثقة وأمل في المستقبل ورضى عما انجزوه وما هم في صدد انجازه على نحو يؤكد قدرتهم على العطاء والريادة واجتراح المعجزات بعد ان ظن كثيرون ان بلدا يفتقر الى الموارد الطبيعية وتكاد الصحراء تغطي ثلثي مساحته, قادر على الاستمرار او مواصلة مسيرة الاستقلال والتنمية.. وكانت خيبتهم كبيرة فازداد الاردن صلابة ومنعة ولعب ادواراً اقليمية وقومية ودولية كانت نتاج شجاعة قيادة وصلابة ارادة شعبه واستعداد اهله للتضحية وبذل الغالي والنفيس من اجل الدفاع عن وطنهم ومساندة اشقائهم والتمسك بحقوق الامة وعدم السماح لاحد بالتدخل في شؤونها او المسّ بكراماتها وحدودها.
في عيد الاستقلال ينظر الاردنيون الى ما يحدث في المنطقة من حرائق واضطرابات وعدم استقرار فيرفعون اكفهم الى الباري عز وجل على نعمة الأمن التي يعيشون في ظلاله وعلى حكمة قائدهم جلالة الملك عبدالله الثاني واصراره على المضي قدما في مسيرة الاصلاح والتنمية والتحديث والارتقاء بالاردن الى مصاف الدول المتقدمة في خدماتها وادارتها الحديثة كدولة ديمقراطية يسود فيها القانون وتحترم حقوق الانسان وتؤمن بالتعددية وحرية التعبير والرأي وتمكين المرأة وفي فصل تام بين السلطات الثلاث ووفق قانون انتخاب عصري واخر للاحزاب يلحظ حق الاردنيين جميعا في اختيار ممثليهم الى البرلمان والحكم المحلي والمشاركة في صنع القرارات التي تهمهم.
في عيد الاستقلال يستذكر الاردنيون باجلال واعتزاز وفخر ما صنعه الاباء والاجداد وما راكموه من انجازات ونجاحات وما قدموه من تضحيات كي يبقى الاردن حمى عربيا اصيلا يذود عن حقوق الامة ويدافع عن ثرواتها وحقها في الاستقلال والوحدة وفق ما بدأته مسيرة الثورة العربية الكبرى التي استطاعت ليس فقط يقظة العرب والدفع بصحوتهم الى صدارة المشهد بل وايضا في ايقاظ شعورهم القومي وتنمية وعيهم على حقيقة ان لا مستقبل للعرب بغير الوحدة والالتقاء على القواسم المشتركة وهي عديدة وكبيرة وعظيمة مقارنة بالقليل الذي يفرقهم وكان الجيش العربي هو عنوان البطولة والنداء والتضحية من اجل هذا الوطن الغالي ومن اجل شعوب هذه الامة رسالة عظيمة حملتها السواعد الاردنية ببسالة واقتدار في عيد الاستقلال ينظر الاردنيون حواليهم ويغمرهم الرضى بما انجزوه في حقول التربية والعمران والاقتصاد والمواصلات والاتصالات والصناعة والتجارة والبنى التحتية والسياحة والادارة والتعليم العالي والصحة والخدمات الراقية والتنمية التي طالت كل المدن والقرى والبوادي والمخيمات في توزيع عادل لعوائد التنمية.
في عيد الاستقلال يرفع الاردنيون اياديهم الى السماء ضارعين الى المولى عز وجل أن يحفظ قيادتهم الهاشمية الفذة التي يواصل فيها جلالة الملك عبدالله الثاني بذل كل جهوده وتكريس جل وقته من اجل تحسين مستوى معيشة الاردنيين وتوفير السكن الكريم لهم وفرصة العمل وكل ما يمكن ان يزيد من قوة هذا الوطن ويكرسه قلعة للديمقراطية والصلابة في وجه المؤامرات وتذليل التحديات التي تواجهه.
كل عام وانتم بخير قيادة حكيمة واسرة هاشمية كريمة وشعباً اردنيا وفياً ووطنا عزيزا كريما.
المفضلات