صدقني .... أو ربما لن تصدق ، كنت أظن أن الحياة ستتوقف بمجرد افتراقنا ، ولكنني لم أفترض هذه الفرضية التي لم تكن لتزور خيالي في السابق ، ولكنها تعيشني واقعاً.........
فالهواء الذي أتنفسه لا زال هو نفسه ، وإن كان امتزج بتلوث أكبر .... وصخبٍ أكثر .........
ولكنه هواءً جافاً افتقد الروح التي كنت انتعش بنسيمها وهي تتلاعب بخصلات شعري ، لتأخذه إلى الجهة التي يهرب فيها دلالاً وحياء .......في فردوسٍ صرت لبعده أظنه حلماً .......
وطعامي لا زال هو الطعام ، فأنا كما تعرف لا زلت نباتية ، ولكن طعامي امتزج بتلك الغصة التي لازمتني منذ المدة التي امتزج فيها بداخلي .... ذلك المرض الذي يصعب الإعلان عنه ، ويصعب تشخيص أعراضه ، أما علاجه فهذا لغز ، حيث لا يعرف العلاج سوى المريض ، ولكن سجوننا الاجتماعية تمنعنا حتى من مجرد ذكره !!!!!!!
لم أعد أهتم كما عهدتني بقراءة المجلات ، وأركز على الموديلات ، ومستحضرات التجميل ، فقد وصلت لتلك المرحلة التي لا أحتاج فيها لجمالي .......
كما أنني لا زلت أعشق اللون الفيروزي ، وأحب ورد الياسمين
فهي أشياءً وإن كانت لا تلزمني ، فهي ذكرى دائمة لذوقنا معاً
كما أن هذه الورقة ربما أمزقها عندما يطرق بابي الآن أي قادم ، فأنا كما عهدتني أحب أن أحدثك عن يومياتي ، رغم أنها شذرات خاصة قد لا تهم أحداً آخر ........وفأنا أكتب لك في الصباح لأمزق ما أكتبه في المساء ، فأنا أخشى أن تتراكم أشياؤك ، فمنذ افترقنا ظلت رسائلي تكتب لك كل صباح.
المفضلات