10:42
بثت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية 'بترا' خلافا للعادة المقتطفات التي وردت في لقاء صحافي للملك عبدالله الثاني دافع فيها عن زوجته الملكة رانيا العبدالله ردا على حملة شعواء تشن عليها وعلى عائلتها منذ تم تعيين ابنها الأمير حسين وليا للعهد.
جاء ذلك في الوقت الذي بث فيه بالتزامن أحد ناشطي المعارضة القبلية رسالة اتهم فيها الملكة بالوقوف وراء حملة تعذيب بدنية ونفسية ادعى أنها طالته في السجن وانتهت بخلل في قلبه ومرض السكري.
ولأول مرة تنشر وكالة الأنباء الحكومية تحذيرا شديدا على لسان الملك بخصوص محاولات المساس الزائفة بعائلة زوجته والملكة أيضا، حيث قال الملك عبدالله الثاني ان هؤلاء الذين يحاولون تشويه صورة الناس يعتقدون بأنهم سيفلتون دوما من العقاب وأنهم لن يتحملوا مسؤولية أفعالهم.
وكانت الصحافية الأمريكية الشهيرة كريستان أمانبور قد وجهت سؤالا مباشرا للملك عبد الله الثاني حول الحملة ضد زوجته وحول الكلام بخصوص وجود دور سياسي لها.. وفورا اعتبر الملك ان الهدف من هذه الأكاذيب التي وصفها بأنها سخيفة زعزعة الأردن والنيل منه شخصيا وليس من الملكة.
وعمليا خرج الملك عن المألوف عندما توسع في الرد على من يروجون الأكاذيب بخصوص عائلة زوجته حيث قال: إن جميع ما سمعته، في هذا الشأن، سخيف للغاية ومحزن جدا. فكثير من الأردنيين يعلمون ما بذلته الملكة رانيا من أجل النساء والأطفال ليس فقط في الأردن، بل في المنطقة، وأبعد من ذلك.
وأعتقد - أضاف العاهل الأردني - أننا نعيش في جو يسعى فيه من يريد زعزعة الأردن والنيل مني، إلى النيل من حلقة أضعف. والنيل من الملكة رانيا برأيي، وانحدار البعض إلى هذا المستوى، أمر محزن للغاية لنا جميعا. ونفى الملك عبر حديثه لقناة 'آي بي سي' الأمريكية تدخل الملكة في عمل الحكومة لان مسؤولياتها كانت دوما في مجال التعليم، وقال: آمل أن يدرك مجتمعنا هذا الأمر، وأن يضع حدا له، لأن آثار ذلك أضحت مضرة لحد بعيد للأردن، ليس فقط في ما يتعلق بالملكة رانيا، بل بالعديد من الناس الذين عانوا من اتهامات باطلة من قبل من يعتقدون بأنه لن تتم محاسبتهم.
وحسب مصادر سياسية اضطر الملك للتحدث بهذا الموضوع بسبب المحاولات المستمرة للإساءة لعائلته من قبل شخصيات عشائرية ومجموعات سياسية قبلية أصدرت عدة بيانات تلمح لاتهامات باطلة ضد الملكة وتتهم عائلتها بتسجيل أراض، وهو ما نفته العائلة قبل الملك شخصيا، فيما اتهمت الملكة بتجنيس عشرات الالاف من الفلسطينيين.
ويبدو واضحا ان بث تحذيرات الملك عبر الوكالة الرسمية خلافا للعادة يقصد التذكير بأن الشائعات تهدف الى النيل من الملك شخصيا، خصوصا عند تقصد محاولة الإساءة للملكة.
وفي غضون ذلك أعلن الناشط السياسي الدكتور احمد عويدي العبادي في رسالة وزعها عبر شبكة الإنترنت بأنه سيدخل المستشفى للمرة الرابعة لإجراء جراحة في قلبه متهما مسؤولين كبارا تدعمهم الملكة رانيا، وفقا للرسالة الإلكترونية، بالوقوف وراء حملة تعذيب نفسية طالته عندما سجن العام الماضي إثر دعوى قضائية ضده سجلها وزير الداخلية الأسبق عيد الفايز. وسبق لعائلة الياسين التي تضم أقرباء الملكة أن أعلنت أنها ستلجأ للقضاء ضد من يروجون الشائعات بحقها، لكن الناطق باسم العائلة قال لاحقا بأن الملف برمته بين يدي الديوان الملكي، فيما تسرب مجموعة الـ36 التي تضم ناشطين عشائريين بأنها ستطالب قريبا بسحب لقب 'ملكة' من زوجة الملك علما بأنها المجموعة الأولى التي تجرأت على ترويج الشائعات بحق الملكة.
ويقول سياسيون ان الاستمرار في هذا التحرش يسيء للاستقرار في الأردن ويختبر صبر القصر الملكي على مثل هذه الإساءات التي تجد سياسيين ومسؤولين يروجونها أحيانا.
المفضلات