فهد عامر الأحمدي
أشياء كثيرة لم يخف تعلقي بها من سن الطفولة (من بينها رغبتي في السفر عبر الزمن).. ولأنه يستحيل فعل هذا (وهذا اعتراف متأخر بعدم جدية الفكرة) إلا أنه يظل جائزا إن اتفقنا على بقائنا حيث نحن، والاكتفاء بسفر عقولنا وأرواحنا فقط...
نعم أيها السادة ؛ فما يبدو لي أن عقولنا وأرواحنا قادرة على تجاوز حواجز المكان والزمان بصورة "آنية" وحرية لا تتمتع بها أجسادنا الغليظة (بدليل سفرها عبر الزمن خلال النوم وذهابها لما وراء المحيطات خلال الأحلام).. وأذكر أنني ذهبت الى جنيف لأول مرة - قبل خمسة عشر عاما - لزيارة معرض "المنظمة العالمية للملكية الفكرية" . وقبل السفر بعدة أيام حلمت أنني أمشي في شوارع المدينة وأتجول في متحف المنظمة وأقرأ الملخصات الموجودة أسفل كل اختراع... المهم هنا أنني حين وصلت؛ مشيت في نفس الشوارع وشاهدت (تقريبا) نفس المعروضات ورأيت (عن قرب) نفس الاختراعات.. ورغم أنني ندمت حينها على ثمن التذكرة والفندق - إذ كان واضحا أنني رأيت كل شيء مسبقا - إلا أنني بدأت أتساءل عن كيفية انتقال الروح والعقل الى مناطق بعيدة ، وهل يمكن إخضاع هذه الموهبة لتحكم الإنسان؟!
أقول هذا وكلي ثقة بأن معظمكم حلم بأحداث وأماكن اكتشف لاحقا أنها حقيقية .. وكلي ثقة أيضا أن معظمكم شعر اثناء النعاس وكأنه (يسبح في الفضاء) فيذهب لأماكن لم يزرها من قبل ثم يستيقظ وفي ذهنه شعور بالخبرة والمعرفة حيالها !
... وهناك بالفعل أشخاص استطاعوا التحكم بهذه الموهبة وإخضاعها لسيطرتهم . وهي موهبة تدعى (الرؤية عن بعد) وتجعل الإنسان يرى بعين بصيرته ما يعجز البصر عن رؤيته .. وما يبدو لي حاليا أن هذه الموهبة لم تقتصر على أغراض التجسس النفسي (كما يدعى لدى المخابرات الأمريكية) بل واستعملت أيضا لأغراض البحث العلمي والاستكشاف الفضائي .. فإن أمكن لأي إنسان الانتقال بروحه (اثناء النوم) الى موسكو وتايلند فما الذي يمنع ذهابه الى المريخ والمشتري وإخبارنا بما يرى هناك!!!
... وهناك كتاب يدعى "قبطان مركبتي" يتضمن فصلا عن استكشاف المريخ بهذه الطريقة . وهو كتاب من تأليف سكيب اتوتر - الذي عمل كخبير في "الرؤية عن بعد" لدى المخابرات الامريكية - ويقوم فيه باستغلال موهبة جوزيف ماكمونجيل الذي عمل بدوره لدى المخابرات الامريكية كجاسوس نفسي .. فقد أخضعه لتنويم مغناطيسي عميق وأمره بالذهاب الى مناطق محددة على المريخ يعرفها قلهة من العلماء . وفي 80% من الحالات نجح ماكمونجيل في وصف البقع المطلوبة في حين أتى وصفه مبهماً في ال20% الباقية - (والاسم الاصلي للكتاب Captain of my Ship للمؤلف Skip Atwater ويتضمن شريطا صوتيا للحوار بين الرجلين !!)
ومن الذين استطاعوا التحكم بظاهرة "الرؤية عن بعد" (وسبق أن كتبتُ عنه مقالا خاصا) النيويوركي أنجو سوان. وقد خضع سوان لتجارب قاسية في جامعة ستانفورد تحت إشراف عالميْ الفيزياء راسل تارج، وهارولد باثوف - ووردت معظم التجارب التي تمت عليه في كتاب للبروفيسور راسل يدعى "حدود العقل" .. وكان سوان قد ادعى أنه يستطيع ( الذهاب بتفكيره) إلى أي منطقة في العالم ووصفها بدقة متى ما أعطي خطي الطول والعرض. وفي أول محاولة أعطي منطقة حددت بدرجتين جنوب خط الاستواء و (34) شرق غرينتش . وعلى الفور أغمض عينيه وبدأ يصف منطقة واسعة من المياه وأماكن لرسو القوارب ومرتفعات عالية في الغرب (وكان يصف بحيرة فكتوريا في افريقيا) ..
وفي المرة الثانية سئل عن جزيرة صغيرة جدا في المحيط الهندي (لدرجة لاتوجد على الخرائط وتدعى كيرجولين) فقال إنها جزيرة صخرية صغيرة يبرز منه جبل مغطى بالغيوم (يدعى جبل روس) . كما رسم سواحلها بدقة وقال إن فيها مستوطنة ومطارا صغيرا وبعض الأجهزة الغامضة (وكان يصف محطة فرنسية للرصد الجوي ) !!
المفضلات