عندما كنت صغيرا و لم اكن اعرف الا اللهو و اللعب و القفز هنا و هناك و لم اكن اعرف ما هو الوطن و معنى الانتماء للوطن و كان ابي حفظه الله احد افراد الجيش العربي الاردني الباسل و عندما كان يجلس ليتحدث عن الوطن و الدفاع عنه و بذل الغالي و الرخيص كنت اترك كل شيء مهما كان مهما في نظري و اجلس استمع بشغف الى احاديثه التي كانت تلامس قلبي و عقلي و خاصة عندما كان يتحدث عن المعارك التي خاضها الجيش الباسل دفاعا عن الوطن و حدوده و كنت اتصور نفسي مع اؤلئك الجنود البرره احمل بندقيتي و اقاتل بكل شجاعة و اقدام و لا يخرجني من هذا التصور الوردي الا صوت و ابي و هو ينادي علي قائلا ( يبني جيبلي كاسة مي ) فانهض مسرعا كالبرق لاجلب لابي ما يبل به ريقه من ماء و اعود اتابع جلوسي مستمعا لكل كلمة و حرف لما يتحدث به والدي عن التضحيات التي قدمت لهذا الوطن .
كبرت و كبر الوطن في قلبي و نفسي و ادركت ما كان يعنيه والدي باحاديثه عن الوطن و حب الوطن و عرفت ان الاحساس الذي كان يلامس قلبي هو احساسي بحب الوطن و الانتماء له و رحت اعمل بكل جد و نشاط منطلقا من محبتي لهذا الوطن العظيم ... وطن الشرفاء و الهاشميين و الانقياء و الاتقياء ووطن كل الشرفاء و بدأت اعرف ان اجمل احساس هو الاحساس بالانتما ء للوطن و حب الوطن و التضحية من اجل الوطن فما اجمل الانتماء للوطن و عاش وطني الاردن عزيزا قويا محفوظا من الله من كل شر .
مقاله رائعه تحكي بلسان كل نشمي ونشميه .. احببت
ان اضعها بين ايديكم .......
عبدالله المعايطه
المفضلات