كتب–حاتم العبادي - عكست النتائج الايجابية للزيارة الملكية الى الولايات المتحدة الاميركية حجم المكانة الدولية التي يحظى بها الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، الذي على الدوم يحرص على أن يقدمه «أنموذجا» وحالة متطورة ومتقدمة على مختلف الصعد.
وتجلت هذه المكانة على أكثر من صعيد ومحور، فالنتائج التي أفرزتها مباحثات جلالة الملك مع الإدارة الاميركية من دعم مباشر للأردن ومواقف تساند مواقفه إزاء كثير من قضايا المنطقة وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
فتصريحات رئيس الولايات المتحدة الاميركية باراك أوباما عبرت عن حجم الثقة بقدرة الاردن بقيادة جلالة الملك بأن يكون نموذجا لدولة ناجحة وحديثة.. وكذلك الثقة في دور المملكة المؤثر في صناعة المستقبل للمنطقة.
فالرئيس أوباما خاطب جلالة الملك خلال الحديث الصحفي بالقول « أنت مرحب بك دائما هنا والشعب الاميركي لديه مشاعر مودة عالية للشعب الأردني وأننا واثقون انه خلال هذا الوقت الذي تشهد فيه منطقة الشرق الأوسط تطورات ان الاردن سيكون في المقدمة في قدرته على المضي قدما ليكون نموذجا لدولة عربية ناجحة وحديثة ومزدهرة تحت قيادتكم».
وتشير مدلولات نتائج المباحثات التي أجراها جلالة الملك على الصعيدين الرسمي مع الإدارة الاميركية وتلك مع المنظمات الأهلية الى مدى الاحترام والتقدير الدولي الذي يحظى به جلالة الملك، على الصعيد الشخصي.. وعلى صعيد ما يقوم به من إجراءات اصلاحية من أجل الاردن والأردنيين لجهة تحسين الأوضاع المعيشية وتعزيز الحياة الديمقراطية في كافة جوانبها الحزبية والبرلمانية وحرية التعبير والأعلام وغيرها.
كما أن هذا التقدير والاحترام ينسحب الى الموقف الأردني تجاه قضايا المنطقة ، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، فما خرج من مباحثات القمة الاردنية- الاميركية، يؤكد نجاح الدبلوماسية الاردنية بقيادة الملك في إعادة الاهتمام الى ملف القضية الفلسطينية، بالرغم من الأحداث والتطورات التي تشهدها المنطقة، على الصعيدين السياسي والاقتصادي.
فخرجت مباحثات القمة باتفاق في غاية الأهمية، على صعيد القضية الفلسطينية مفاده بأنه التغييرات في المنطقة وبسببها أيضا فانه من المهم أكثر من أي وقت مضى ان يتمكن الفلسطينيون والإسرائيليون من العودة والبدء بعملية تفاوض للتوصل إلى حل الدولتين، دولة فلسطينية تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.
ويربط مراقبون بين الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي يقوم بها الاردن داخليا، ودوره في المساهمة في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة ودعم ومساندة قضايا الأمة، لجهة ان تلك الإصلاحات من شأنه تعزيز الجبهة الداخلية وتماسك النسيج المجتمع والحياة السياسية والاقتصادي، ما يجعل الاردن أكثر قوة ومنعة.. أردن قادر على مساعدة الآخرين.
وتبرز أهمية النتائج التي حققتها مباحثات جلالة الملك من جهة «عامل الوقت»، ففيما يأتي الدعم الاميركي المباشر وغير المباشر، في وقت باتت توصيات ومقترحات اللجان الوطنية المكلفة برسم خارطة الطريق للحياة السياسية والاقتصادية، في مرحلة قريبة من التنفيذ.
بينما بددت نتائج مباحثات جلالة الملك مع أوباما على صعيد القضية الفلسطينية واستئناف جهود السلام، المخاوف، التي كانت تطرحها الأوضاع غير المستقرة في المنطقة، بسبب الأوضاع في عدد من دول المنطقة، لجهة ان تأخذ تلك الظروف أولوية.
فنتائج المباحثات، أبقت القضية الفلسطينية على سلم اولويات الأجندة الدولية، باعتبارها قضية مركزية في المنطقة والتوصل الى حلها، سيساهم في حل كثير من القضايا في المنطقة والعالم.
كما أن الموقف الذي أعلن عنه الرئيس الاميركي إزاء القضية الفلسطينية، ترتبط أهميته بأنه يأتي قبيل الخطاب المقرر أن يلقيه أوباما للحديث عن الوضع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.، وكذلك زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء الاسرائيلي الى واشنطن.
وبالعودة الى المساعدات والدعم الاميركي المباشر للأردن، يرى به مراقبون بأنه دلالة على أهمية الخطوات التي يقوم به الاردن في صناعة وصياغة مفردات مستقبله الذي يطمح اليه الشعب الأردني، ليكون القدوة في المنطقة.
زيارة جلالة الملك الى الولايات المتحدة الاميركية واللقاءات المتعددة التي أجراها مع مسؤولين أمريكان وممثلين عن منظمات ذات تأثير في صياغة القرار هنالك، تؤكد على حقيقة أن جلالة الملك يدرك ضرورة استغلال جميع الظروف والوسائل من أجل نصرة القضايا العربية، فكان لقائه مع ممثلين عن المنظمات العربية والإسلامية الأمريكية، وقبلها ممثلين عن منظمات يهودية أمريكية تدعم حل الدولتين وحق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة ذات سيادة، تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، وتتخذ مواقف رافضة لسياسة الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، وتدعو إلى التوصل لسلام شامل في الشرق الأوسط من خلال البناء على مبادرة السلام.
كما ان جلالته يحرص من خلال هذه اللقاءات على تقديم الاردن بصورته الحقيقية.. الاردن الديمقراطي المعتدل المحب للسلام والطامح للتغيير نحو الأفضل، هذا من جهة.. ولإمكانية مساهمة مثل هذه المنظمات المؤثرة في تعظيم الدعم والمساعدة لما يقوم به من إجراءات اصلاحية شاملة.
القمة الاردنية- الاميركية.. كانت «ناجحة» بكل المقاييس وعلى مختلف الأصعدة سواء الوطني منه او القومي الذي يتطلب مساندة وتكاتف عربي من أجل تجسيد التأكيدات الاميركية إزاء القضية الفلسطينية حقائق على ارض الواقع.. وعدم انتظار الوقت،الذي ليس في مصلحة القضية.
فالقمة الاردنية- الاميركية، وما تمخض عنها من نتائج كانت بمثابة المفتاح الذي أبقى باب الأمل مفتوحا لإنهاء الصراع العربي- الاسرائيلي.
المفضلات