محمد فودة يكتب:
الشيخ محمد بن سحيم العاشق لأرض الكنانة
[justify]من دوحة الخليج إلى أرض الكنانة.. تحية وسلاماً، وحبلاً للوداد واصلاً لا ينفصم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.. تاريخ بناه الأجداد ..يسير على دربه الأبناء والأحفاد جيلاً بعد جيل.
هكذا تبادر الى ذهنى أثناء اللقاء الذى جمعنى بالشيخ محمد بن سحيم آل ثانى عقب المؤتمر الصحفى الذى كان أحد أعمدته الرئيسية والذى تم خلاله عن اطلاق مشروع مصرى قطرى يحمل اسم "حديد المصريين" بالشراكة مع رجل الأعمال المصرى أحمد أبو هشيمه.
توقفت كثيراً أمام كلمات الرجل وهو يقول :من نيل مصر شربنا ،ومن شرب منه إليه عاد وقرت العين بواديه وبمن سكن فيه فمصر أرض الكنانة وأرض العزة والكرامة وقلب العروبة، وقبلة كل من طلب العلم ورام الحضارة، تسمرنا أمام الشاشات نتابع لحظة بلحظة ثورتها التى صنعها شعبها الأبى الأصيل الذى اعتاد أن يصنع التاريخ كيفما شاء ووقتما شاء ليفجأ العالم بما لم يخطر له على بال .
وحينما بدأ حديثة للصحفيين بتأكيده على أن زيارة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفه آل ثان أمير قطر لمصر فى الثالث من مايو الجارى كانت بمثابة تدشين لجسر جديد من العلاقات التاريخية بين الشعبين المصرى والقطرى، وذلك انطلاقا من إحساسه العميق بفضل مصر ودروها وليفتح الطريق أمام كل العرب ليعودوا آمنين مطمئنين لمصر الشقيقة الكبرى فى عهدها الجديد.
الشيخ محمد بن سحيم آل ثانى كان صادقا مع نفسه حينما أشار الى أن زيارة سمو أمير قطر قد أعطته الثقة الكاملة وأكدت صواب نهجه فى مواصلة الاستثمار فى مصر بل التوسع فى هذه الاستثمارات، على الرغم من كل المخاوف التى تناقلتها وسائل الإعلام والتى لا تشجع أبداً أى مستثمر على العودة وإنما تدفع البعض الى أن يتمهل قليلاً .
وهنا يثور السؤال لماذا جاء سعادة الشيخ محمد بن سحيم آل ثانى دون انتظار ؟
إن الجواب ليس عسيراً ولا معضلاً، فهو يؤمن بأن مصر الحضارة قادرة على تجاوز أحلك الظروف، ومن قرأ تاريخها يعرف أنها عبرت بسلام كل الكبوات، فما بالنا ومصر تقف الآن لتصحح مسيرتها وتبنى نهضتها على أصولها ثابتة وفروعها فى عنان السماء .
والشيخ محمد بن سحيم عربى النشأة مصرى الهوى إن صح التعبير فهو يرى أن الشعب المصرى الأبى صاحب أعرق حضارات العالم سرعان ما سيعيد تريب البيت وتهيئة المناخ للانطلاق ليجعل من مصر أهم مركز اقتصادى فى منطقة الشرق الأوسط، ولأنه صاحب رصيد هائل وخبرات لا يستهان بها فى عالم الاستثمارات العملاقة فى العديد من بلدان العالم، فإنه يعطى الأمل فى أن مصر الآن تمثل فرصة رائعة للاستثمار أفضل من أى وقت مضى ومن أى بلد فى المنطقة فهى تملك سوقاً ضخمة قوامها 80 مليون نسمة، وتمتلك الكوادر والخبرات والكفاءات ورصيد ضخم من الطاقة والمياه والأراضى وفرص البناء والاستثمار الصناعى والزراعى والتعدينى والعقارى وهى تمثل فضاءً بكراً ينتظره مستقبل كبير تنموياً واقتصادياً.
قال لى الشيخ محمد بن سحيم أن اختيار منطقة الصعيد وتحديداً محافظة المنيا ليدجشن فيها واحداً من المشاريع التنموية العملاقة لصناعة الحديد وهو مصنع " حديد المصريين " ليكون باكورة لسلسلة من المشروعات التنموية فى مصر وفى صعيدها على وجه الخصوص،وهذا المصنع لا يكتسب أهميته من كونه أول استثمار حقيقى بهذا الحجم بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير حيث تبلغ استثناراته 1.2 مليار جنيه ولا من حجم انتاجه المستهدف مع اكتمال مراحله الثلاث والذى يصل إلى 1.5 مليون طن من الحديد،وإنما فى تلك الأبعاد الاجتماعية التى قامت عليها فلسفة المشروع، فهو يضع فى فى اعتباره جنباً إلى جنب مع الربح كهدف لأى مستثمر تنمية المجتمع المحلى والنهوض به عبر صناعة كثيفة العمالة، ولقد راعينا أن تكون الأولوية لأبناء إقليم الصعيد .
والشيخ محمد بن سحيم الذى يطلقون عليه "ملك الإتصالات " ذو اهتمامات واسعة ومتشعبه وله وجهة نظر فيما يشهده العالم العربى من احداث جسام فقد أشار الى ضرورة أن يهدأ الإعلام المصرى قليلاَ ليقوم بواجبه التنموى لمصر ما بعد الثورة، فهذه المرحلة تحتاج جهوداً جبارة من الإعلام لتوعية الناس بضرورة ترك القضاء المصرى العادل يؤدى مهمته فى محاكمة كل من فسد أو أخطأ لينزل بالمسئ العقوبة الرادعة ويلبس ثوب البراءة لمن يستحقها وفق القانون الذى ارتضاه الجميع ،وأن يعود الجميع لميدانهم الحقيقى ميدان العمل والبناء من أجل نهضة مصر وتدارك ما فاتها فلن يبنى مصر سوى تلك السواعد التى صنعت هذا التحول التاريخى فى مسيرة مصر. إن أى مستثمر يأتى إلى مصر فى يقينه أن كل ما يحتاجه من كوادر سوف يجده بين أبناء هذا الشعب،ولا يوجد من يفكر فى الاستثمار فى مصر بأيد غير مصرية، فلا حل سوى العمل وجودة العمل ومضاعفة العمل حتى يجنى الجميع ثمار ذلك العهد الجديد الذي يرقبه العالم أجمع لينظر ماذا سيصنع المصريون بعدما صنعوا ثورتهم .
---------------------
نقلا عن الجورنال نت[/justify]
المفضلات