سرايا - كتب الدكتور حسن البراري مقالا في صحيفة الجوردان تايمز حملت عنوان "ليس على حساب الأردن" ، حيث أورد الدكتور البراري تجربة الأردن في الوساطة الفلسطينية - الفلسطينية خاصة تلك التي تتعلق بما كان الأردن يعمل عليه قبل أربع سنوات وهو العمل على إيجاد هامش مناورة سياسية في صياغة الملف الفلسطيني على صعيد حل الدولتين حيث اورد البراري ان مدير المخابرات السابق الجنرال محمد الذهبي كان اول من دفع باتجاه فتح قنوات الاتصال مع حماس وعدم حصر خيارات الاردن بخصوص الحل النهائي بعلاقته فقط مع السلطه الفلسطينيه .
سرايا قامت بترجمة المقال وتاليا نص الترجمة:
ربما لا أذيع سرا إن قلت أن ثقة الأردن الرسمي بالسلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس هي ثقة متواضعة، وربما القليل القليل فقط من الأردنيين لم يعودا يذكرون كيف أجرت منظمة التحرير الفلسطينية محادثات سرية مع الإسرائيليين وهي المفاوضات التي أفضت إلى اتفاق أوسلو، فالأردن الذي منح الفلسطينيين المظلة لوفد مشترك في مؤتمر مدريد لم يكن يعرف بأن عباس ورفاقه كانوا يجرون محادثات سرية مع الإسرائيليين.
وقبل أسبوع تقريبا وقعت الفصائل الفلسطينية الرئيسية (حماس وفتح) اتفاق مصالحة في القاهرة، والأردن لم يكن مشتركا في حيثيات الاتفاق ولم تتم استشارته في أي قضية رئيسية، وهذا السلوك يؤشر إلى أن السلطة الفلسطينية ورئيسها هما لاعبان لا يمكن الوثوق بهما في قادم الأيام.
وأمام هذا الواقع يمكن فهم تحذير رئيس الوزراء الأردني معروف البخيت الذي أكد بأن الأردن لن يدعم أي شكل من أشكال حل الدولتين، بمعنى أن حل الدولتين الذي يفرط بمصالح الأردن لن يكون حلا مرحبا به في عمان.
وينبغي على الأردن- حسب هذا المنطق- أن يقوم بما يلزم لتعطيل حل الدولتين إن كان ذلك سيفضي إلى تقويض مصالح الأردن في قضايا الحل النهائي. والتصريحات التي نطق بها رئيس الحكومة الأردني لم تأتي من فراغ، فقبل أكثر من ثلاث سنوات كان هناك عدد من الإستراتيجيين الأردنيين مثل مدير المخابرات أنذاك الجنرال محمد الذهبي يجادلون ويحذرون من أن على الأردن أن ينتبه إلى جوهر حل الدولتين ومخرجاته وانعكاساتها على الأردن.
الذهبي لم يكتفي بتعرية مخرجات الحل كما يفهم اسرائيليا وإنما حاول أن يوسع من هامش المناورة في السياسة الخارجية الأردنية عن طريق تبني مفهوم تنويع الخيارات، لهذا كانت هناك محاولة للتقارب من حماس بدلا من الثقة في السلطة الفلسطينية وهي ثقة ثبت للقاصي والداني بأنها في غير مكانها.
ولا ننسى أنه وقبل عامين ايضا صرح معروف البخيت نفسه عندما كان خارج السلطة بأن الوضع يحتاج لمتابعة أردنية، وقد حذر البخيت آنذاك من سيناريو يدخل فيه المفاوض الفلسطيني في محاثات مع الإسرائيليين من وراء ظهر الأردن يدفع ثمنها الأردن وطالب في الوقت ذاته أن يكون الأردن موجودا في هذه المفاوضات من خلال ممثل له.
التسريبات الأخيرة من مكتب صائب عريقات تبرهن على صحة نظرية الذهبي والبخيت، فالسلطة الوطنية الفلسطينية لا يمكن الوثوق بها.
الحال أن الرئيس عباس لا يشعر بأنه بحاجة لتنسيق مع الأردن، فالأردن دعمة بشكل كامل لدرجة مقاطعة حماس تقوية للسلطة، غير أن عباس يعرف تماما بأنه ليس بموقع من ينتزع تنازلات من إسرائيل تخدم مصالح الاردن، بمعنى أن الاردن سيكون كبش فداء لضعف السلطة، كما يبدو أن عباس لا يأخذ الأردن على محمل الجد وأنها في الجيب.
وهنا يتساءل بعض الأردنيين عن كيف يمكن تفسير سلوك عباس نحو الأردن، وهنا أيضا يتساءل البعض عن خيارات الأردن في حال اعلان عباس دولة فلسطينية من جانب واحد دون أن يعالج المسائل المتعلقة بالوضع النهائي التي بعضها يمثل مصلحة اردنية عليا. هذه الأسئلة يجب أن تكون موضع نقاش عام في الاردن وربما على الأردن أن يشكل خلية تفكير استراتيجية للتفكير مليا بخيارات الأردن في ظل السلوك الفلسطيني الرسمي الذي ينبيء عن عدم حساسية تجاه مصالح الاردن.
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اسمر66660
المفضلات