عمان - بترا - فايق حجازين- أعرب جلالة الملك عبدالله الثاني امس الأربعاء عن دعمه للمشروعات الاقتصادية والاجتماعية التي ينفذها الصندوق الهاشمي لتنمية البادية الأردنية، الهادفة إلى تحقيق التنمية الشاملة في مختلق مناطق البادية.
وأكد جلالته خلال لقائه مجلس أمناء الصندوق، حرصه على تطوير مناطق البادية الأردنية والنهوض بمستوى معيشة المواطنين فيها، عبر تنفيذ مشروعات تنموية ريادية تسهم في الحد من مشكلتي الفقر والبطالة.
واستمع جلالته إلى إيجاز حول المشروعات التي ينفذها الصندوق والخطط والبرامج المستقبلية في مناطق البادية الجنوبية والوسطى والشمالية.
وعرضت الشريفة زين الشرف بنت ناصر رئيسة مجلس أمناء الصندوق، بحضور رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور خالد الكركي، وأعضاء مجلس الأمناء، والمستشار في الديوان الملكي عامر الحديدي، أهم انجازات الصندوق والفرص والإمكانات الاستثمارية في البادية وأبرز التحديات التي تواجه عمل الصندوق.
وقالت إن الصندوق يعمل بشكل مباشر مع المجتمع المحلي في البادية من خلال الجمعيات التعاونية، وعددها12 جمعية، على تنفيذ مجموعة من المشروعات الزراعية من خلال توزيع أراض بمساحة25 دونما لكل جمعية لتعمل على زراعتها بالأعلاف، وفق شروط الصندوق المتمثلة بعدم البناء عليها واستخدام عمال أردنيين على أن يعود ريع الأرض للجمعية والمجتمع المحلي.
وأكدت الشريفة زين الشرف بنت ناصر ان المشروعات التي ينفذها الصندوق أسهمت في توفير100 فرصة عمل لأبناء البادية بصفة دائمة و200 فرصة عمل موسمية، والتي يمكن أن تتضاعف في وقت ذروة الإنتاج، إلى جانب جمعيات ومؤسسات المجتمع محلي التي تمثل نحو2000 أسرة.
وتتنوع المشروعات التي ينفذها الصندوق الهاشمي لتنمية البادية بين زراعة الأعلاف والنباتات الرعوية ومشروعات الحصاد المائي والسياحة البيئية وسياحة المغامرة وزارعة أشجار النخيل والزيتون وتربية الأغنام.
ويسعى الصندوق إلى نقل التجربة التي نفذها الصندوق في منطقة المحمدية لتطبيقها في منطقتي صبحا والرويشد في البادية الشمالية.
وفي مداخلة لرئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت، أكد أن الحكومة مستمرة في دعم الصندوق وستعمل على رفع المخصصات من500 الف دينار إلى نحو3 ملايين دينار لتغطية النفقات المتعلقة بخدمات البنية التحتية في مناطق البادية.
وأعرب عن أمله في أن يقوم الصندوق بإجراء دراسات جدوى اقتصادية للمشروعات التي سينفذها بحيث تحافظ على استمراريتها وتسهم في توفير فرص عمل لأبناء البادية لاسيما مشروعات الحصاد المائي التي تغذي نشاط الزراعة والثروة الحيوانية.
وقدم مدير عام الصندوق عمر الرافعي إيجازا حول نشاطات الصندوق والمشروعات التي ينفذها والخطط المستقبلية.
وقال ان الصندوق من خلال مشروعي الأعلاف الوطني في المحمدية في البادية الجنوبية وصبحا في البادية الشمالية، تمكن من تأمين احتياجات المملكة من بذار الشعير بكمية بلغت1700 طن، وكذلك إنتاج أعلاف خضراء وإنشاء مزارع نموذجية لتنمية وتطوير الثروة الحيوانية، وزراعة أشجار الزيتون، إضافة إلى تأهيل وتشغيل مصنعي ألبان في منطقتي قرين وصبحا.
وبين ان الصندوق نفذ مجموعة مشروعات لإحلال زراعة النخيل وزراعة الخروع وإنشاء مركز تدريبي لزراعة النخيل وتقديم الخدمات الإرشادية لأبناء المجتمع المحلي، إضافة إلى إقامة مشروع زراعة الخروع والذي يتضمن مزرعة لإنتاج الزيت في منطقة الرويشد.
وحول مشروع إعادة استخدام المياه المستصلحة الذي نفذه الصندوق في منطقة وادي موسى، قال الرافعي انه تمت زراعة محاصيل علفية على مساحة1069 دونما بالتعاون مع جمعية السد الأحمر لمستخدمي المياه المستصلحة، حيث يستفيد من المشروع44 مزارعا منهم ثلاث سيدات يشرفن على تنفيذ مشروع ريادي لزراعة النباتات الطبية.
وقال ان من بين المشروعات التي ينفذها الصندوق الهاشمي لتنمية البادية مشروع وادي عربة السياحي/ بئر مذكور، لربط وادي عربة بالمسارات السياحية في المنطقة ومشروعات الحصاد المائي وإعادة تأهيل المراعي في الهاشمية والحدلات وباير.
واشار الرافعي إلى اهتمام الصندوق في دعم المجتمع المحلي وتطوير قاعدة البيانات المتعلقة في البادية من خلال استضافة الصندوق لوحدة قاعدة البيانات والمعلومات الخاصة ببرنامج تعويضات البيئة التي تعد المرجع الأساسي للمعلومات والبيانات الخاصة بالبادية الأردنية كافة.
وحول تطلعات الصندوق قال الرافعي «سنعمل على الاستمرار في تنفيذ برنامج الأعلاف الوطني وإنشاء مشروعات أخرى بحيث تعمل كبؤر تنموية في مختلف مناطق البادية». وأضاف أن الصندوق يتطلع إلى استكمال التمويل الخاص ببرنامج الأعلاف الوطني من خلال تقديم حوافز حكومية للمشروعات الزراعية التنموية، والتوسع في مشروعات الحصاد المائي والمراعي وتنويع مصادر الدخل من خلال تنفيذ مشروعات سياحة المغامرة والبيئة في البادية. وأكد الرافعي أهمية وجود مرجعية موحدة للتخطيط وتحديد أولويات التنمية في البادية لاسيما الأنشطة التي تستهدف جيوب الفقر ومشروعات التعليم ومحو الأمية والصحة وإسكان الأسر الفقيرة، وصياغة إستراتيجية تنمية البادية بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة كافة.
وقالت الشريفة زين الشرف بنت ناصر، في مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن أهم التحديات التي يواجهها الصندوق تتمثل في اتساع رقعة المناطق التي يخدمها وتباعد التجمعات السكنية، الأمر الذي تحتاج فيه المشروعات التي ينفذها الصندوق لوقت طويل حتى تظهر أثارها الايجابية على مجتمع البادية.
وأكدت ان الصندوق يسعى إلى تعظيم الفائدة للمشروعات التي ينفذها من خلال نقل التجارب التي حققت نجاحا مثل المشروعات التي جرى تنفيذها في منطقة المحمدية إلى مناطق أخرى من البادية.
وأكد عضو مجلس أمناء الصندوق من البادية الشمالية الدكتور رضا العظامات ان مجتمعات البادية استفادت كثيرا من المشروعات التي ينفذها الصندوق خصوصا تلك التي تتصل بالنشاطات التقليدية لأهل البادية مثل تربية الثروة الحيوانية والتوسع في زراعة الأعلاف ودعم الجمعيات التعاونية وتنويع مصادر الدخل.
يشار الى أن الصندوق الهاشمي لتنمية البادية الأردنية تأسس بمبادرة من جلالة الملك عبدالله الثاني في منتصف عام2003 وصدر قانون الصندوق وباشر أعماله في النصف الثاني من عام2006، حيث جاء تشكيل الصندوق لخدمة البادية الأردنية، وفي مختلف مناطقها الشمالية، والوسطى والجنوبية.
ويسعى الصندوق إلى تحسين الواقع الاقتصادي والاجتماعي لأبناء البادية الأردنية، والمساهمة في الجهود الرامية إلى التصدي لمشكلتي الفقر والبطالة، وتحقيق التنمية الشاملة في مناطق البادية الأردنية، واستثمار قدرات أبنائها البشرية وتطوير إمكانياتهم.
المفضلات