جدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء أمس الثلاثاء التأكيد على موقفه بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة بعد عام، وفق اتفاق المصالحة بين حركتي التحرير الوطني الفلسطينية (فتح)، والمقاومة الإسلامية (حماس). كما أعلن المجلس الثوري لحركة فتح تشكيل لجنة قيادية عليا لمتابعة تنفيذ اتفاق المصالحة.
وقال عباس -في كلمته أمام المجلس الثوري لحركة فتح- "ما قلته في الماضي أيضا جاد فيه، لن أرشح نفسي للانتخابات".
وشدد عباس على جدية السلطة الفلسطينية وحركة فتح في المضي نحو تطبيق اتفاق المصالحة، وأضاف "الكثيرون منا كانوا يشككون في نوايانا، وكنا نسمع بعض التعبيرات والهمزات واللمزات بأننا لسنا جادين فيها، لكن ثبت بما لا يقبل الشك أننا منذ اللحظة الأولى جادون قبل وبعد التوقيع".
وأشار الرئيس الفلسطيني إلى أن الوحدة الفلسطينية ضرورية من أجل عملية السلطة، وقال "عندما ذهبنا إلى أنابوليس، قال لنا الأميركيون والإسرائيليون، إن أي اتفاق يمكن أن تصلوا إليه لن يتم تطبيقه ما لم تكن هناك وحدة وطنية بين طرفي الوطن".
أجواء متفائلة
من جانبه، صرح نائب أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح صبري صيدم بأن اجتماع المجلس الثوري المنعقد في رام الله قرر تشكيل لجنة متخصصة من أعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري لمتابعة تنفيذ اتفاق المصالحة.
وأشار إلى أن عدد أعضاء اللجنة سيكون 25 عضوا من أصحاب الكفاءات، وسيعملون على توفير كل المناخات اللازمة لإنجاح اتفاق المصالحة الوطنية.
"
عزام الأحمد:
خطاب مشعل خلال مراسم توقيع اتفاقية المصالحة الوطنية في القاهرة ينسجم تماما مع كلمة عباس وبرنامج حركة فتح
"
وفي سياق متصل، قال رئيس كتلة حركة فتح البرلمانية عزام الأحمد إن وجود انسجام في مواقف الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل دفع إلى توقيع اتفاق المصالحة، معتبراً أن الثورات العربية لعبت دوراً في الوصول للاتفاق.
وقال الأحمد -الذي رأس وفد فتح لاتفاق المصالحة خلال لقاء مع الصحفيين في رام الله- إن خطاب مشعل خلال مراسم توقيع اتفاقية المصالحة الوطنية في القاهرة ينسجم تماما مع كلمة عباس وبرنامج حركة فتح.
وعزا سبب إنضاج ظروف المصالحة في الوقت الراهن إلى عدة عوامل، منها الثورات العربية التي غيرت تفكير الساسة العرب، ومن ضمنهم الفلسطينيون، وإضعاف تأثير القوى الإقليمية في الورقة الفلسطينية، بالإضافة إلى التحرك الشبابي الفلسطيني.
وأشار عضو اللجنة المركزية لحركة فتح إلى أن حجم المعارضة الدولية لهذا الاتفاق صغير جدا، مبيناً أن المعارضة تقتصر على الولايات المتحدة وإسرائيل التي كانت تتخذ من الانقسام ذريعة للتهرب من استحقاقات السلام، والعمل على "قبرصة الحالة الفلسطينية".
قطار المصالحة
من جانب آخر، أكد رئيس وزراء الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية في حديث لوكالة الأنباء الألمانية أن قطار المصالحة الذي انطلق لن يتوقف وسيواصل مسيره، مشددا على أن رئيس الوزراء القادم سيكون تعيينه بالتوافق ومن بين شخصيات وطنية مشهود لها بالكفاءة والنزاهة بغض النظر عن موقعه السياسي.
وأضاف أن "القناعة بالانعكاسات السلبية للانقسام تجعل الجميع حذرا من العودة مجددا له، وتفضيل العمل من أجل استعادة الوحدة الوطنية، فضلا عن وجود إرادة إقليمية مساعدة، ودور مصري مساند يدعم ويتابع تطبيق هذا الاتفاق لضمان نجاحه".
المصدر: وكالات
المفضلات