عمان–بترا–قال سمو الامير الحسن بن طلال ان مستقبل المنطقة سيظل متعلقا بالاحتمالات، وان المهمة الجسيمة التي يتوجب تنفيذها خلال السنوات العشر المقبلة هي تطوير ادوات سياسية واقتصادية ومؤسسية ورقمية من اجل تأسيس مجتمعات متماسكة في المنطقة وإيجاد طرق افضل لرعاية الابداع والابتكار لاسيما تلك المتعلقة بالقطاعات الشبابية.
واضاف سموه خلال افتتاحه امس الاثنين المؤتمر السنوي الثالث لمنتدى غرب آسيا وشمال افريقيا (وآنآ) تحت عنوان «إقليم متغير»اننا بحاجة الى نظام متكامل للوقاية وليس للتدخل، يستند الى القوة الناعمة وليس الصلبة، ويكون قادرا على ايجاد منظومة ثقافية وتعليمية ومهنية وقانونية، في خدمة الكرامة الانسانية.
وبين سمو الامير الحسن ان جيلا باكمله في منطقة غرب آسيا وشمال افريقيا قد نضج في ظل ميراث ثقيل خلال العقد الماضي، فحسب ارقام البنك الدولي يجب ايجاد مئة مليون وظيفة في المنطقة بحلول سنة2020، مذكرا سموه بالتقديرات التي توصلت اليها مجموعة فور سايت التي تفيد بان اكثر من8 مليارات دولار تم انفاقها على شراء الاسلحة في الشرق الاوسط بين عامي2001 – 2003 والتي توقعت ان يتضاعف الانفاق خلال السنوات التسع المقبلة.
واكد سموه ان الفشل في العمليات التشاركية للمياه والطاقة والمصادر الزراعية وفق اسس فوق قطرية يخلق ضغوطا مباشرة على قدرة الدول في رعاية شعوبها.
وعرض المدير التنفيذي لمنتدى «وآنآ» عمر الرفاعي اهم القضايا التي يتمحور حولها نقاش المنتدى بإعتباره فرصة سنوية يلتقي خلالها الخبراء والمفكرين لاجتراح الحلول للعديد من الازمات والقضايا المعاصرة التي تمر بها دول المنطقة.
وقال رئيس مؤسسة نيبون اليابانية يوهي ساساكاوا إن ما حدث في اليابان قبل شهرين من تهدم ودماربسبب الزلازل اثر على الشعوب بشكل كبير، واكبر مما يتحمله الشعب حيث بينت الكارثة بأن لدينا ضعفا في مواجهة قوة الطبيعة، لاسيما وان الضرر قد وصل الى المفاعلات النووية التي تبين خلالها ان التكنولوجيا عاجزة عن مواجهة ذلك التحدي.
واشار الى ان هناك تقييما اظهرته شعوب المنطقة المنكوبة لاعادة بناء حياتهم مجددا، مثبتين قدرتهم على التكيف بشغف العواطف من خلال المشاركة والتشجيع الذي اظهره الشباب بإستجابتهم وقدرتهم على مواجهة هذه الازمة.
وفي الجلسة الاولى للمنتدى التي جاءت بعنوان «طبيعية التغيير في منطقة غرب آسيا وشمال افريقيا وتوجهاته، طرح رئيس مركز سياسات الحوار في دولة بنغلادش رحمن سبحان العديد من الاسئلة عن المقصود بالتغيير، أهو عملية طويلة الاجل، ام انه سلسلة من الاحداث، وهل ينبغي على المنطقة ان تبني على الترتيبات المؤسسية الحالية، ام انها تشهد مجرد تغير في الوجوه.
واشار سبحان الى ان الفترات الانتقالية في الحكم غالبا ما يتولاها العسكر، الذين يقودون حركات التغيير ثم تنتشر في عهدهم الديمقراطية لكن سرعان ما يجهزون عليها، مبينا ان فلول الحكم السابق في مناطق الثورات غالبا ما يتدخلون بطريقة وباخرى بالعملية الانتقالية.
وتحدث في الجلسات محررة شؤون الشرق الاوسط في شبكة السي إن إن سابقا اوكتافيا نصر ومن المكتب التنفيذي لائتلاف شباب الثورة المصرية سالي مور ومنسق المجلس الوطني الانتقالي وحركة الثوار الليبيين في المملكة المتحدة جمعة القماطي ورئيسة تحرير صحيفة اليمن تايمز ناديا السقاف والمنتجة والعاملة في المجال الابداع في الاردن نادين طوقان. يشار الى ان المنتدى الذي يستمر يومين يضم120 مشاركا من مختلف دول العالم، يناقشون خلاله مختلف القضايا المستجدة في دول غرب آسيا وشمال افريقيا والتحولات التي تشهدها المنطقة العربية إضافة الى القضايا السياسية الاقتصادية والاجتماعية فيها.
المفضلات