عمان- منال القبلاوي- كشف مدير برنامج زراعة الخلايا الجذعية ونخاع العظم واستشاري الامراض السرطانية في مركز الحسين للسرطان الدكتور فوزي عبد الرحمن ان المركز سيستحدث بنكا لتخزين الحبل السري بهدف اجراء عمليات زراعة الخلايا الجذعية والنخاع العظمي للمرضى خلال التوسعة الحالية الجديدة للمركز والتي تنتهي بعد ثلاث سنوات .
واوضح خلال حديث صحافي امس ان التبرع للبنك سيكون اختياري مثل التبرع لبنوك الدم .
وبين ان المركز اجرى منذ تأسيس البرنامج عام 2003 حوالي 650 عملية زراعة مشيرا الى نسبة نجاح هذه العمليات بلغت67% وهي تضاهي النسبة العالمية وتزيد عنها .
واوضح ان ابرز عمليات زراعة الخلايا الجذعية والنخاع العظمي تتم لمرضى سرطانات الدم الحادة مثل اللوكيميا وبنسبة 28 % من مجمل العمليات في المركز تليها سرطانات الغدد اللمفاوية بنسبة 25% وبعض السرطانات الاخرى وبعض الاورام الحميدة مثل فشل نخاع العظم اللانسيجي .
واشار الى ان امراض وراثية اخرى تجرى لها زراعة نخاع مثل مرضى الثلاسيميا ونقص المناعة الوراثي مشيرا الى ان نجاح عملية زراعة النخاع لمرضى التلاسيميا تبلغ حوالي 97% وهي تجرى للاطفال في سن مبكرة .
واضاف ان اغلب عمليات الزراعة هي لمواطنيين اردنيين بنسبة 75% فيما تبلغ نسبة العمليات التي اجريت لغير الاردنيين حوالي 25% والنسبة الاكبر لاشقاء من فلسطين والعراق واليمن والسودان ورعايا دول الخليج العربي .
وقال ان البرنامج يسعى الى التوسع من خلال اضافة ثلاث اسرة جديدة للقسم خلال الاسبوع المقبل والتي تبلغ حاليا 12 سريرا ومع التوسعة الجديدة للمركز خلال السنوات الثلاثة المقبلة ستصل الى 24 سريرا مشيرا الى اجراء 101 عملية زراعة العام الماضي مقارنة مع 80 الى 90 عملية خلال السنوات السابقة.
وقال لا يوجد قوائم انتظار بالنسبة لمرضى السرطان لكن هناك اولويات اما بالنسبة لمرضى الثلاسيميا فهناك قوائم انتظار طويلة لمرضى الثلاسيميا متوقعا تخصيص سرير خاص لمرضى الثلاسيميا خلال الفترة المقبلة.
واوضح ان عمليات الزراعة نوعين الاولى هي زراعة ذاتية باخذ خلايا جذعية من المريض نفسه وهي لمرضى مثل مرضى سرطانات الغدد اللمفاوية حيث يكون الهدف من الزراعة اعطاء جرعة عالية من العلاج الكيماوي للقضاء على المرض وكون الجرعة عالية فان نخاع العظم لا يتجدد تلقائيا وحتى يتمكن الفريق الطبي من اعطاء الجرعة يتم تجميع الخلايا الجذعية للمريض قبل اعطائه الجرعة ثم بعد العلاج يتم ارجاع الخلايا الجذعية للمريض من اجل تجديد الخلايا وانقاذ النخاع.
اما النوع الثاني فهو الزراعة من متبرع (مطابق للانسجة )اما ان يكون من قريب او غير قريب .مشيرا الى وجود بنوك للخلايا الجذعية في الدول الاوروبية والولايات المتحدة او من خلال المصدر الثاني وهو «دم الحبل السري «موضحا ان هناك بنوك في العالم مختصة ايضا بذلك . وحول محددات الاستخدام اوضح ان العلاج الاول لمرضى السرطان هو العلاج الكيماوي واذا تعرض المريض لانتكاسة فانه تجرى له عملية زراعة مشيرا الى ان العملية للاطفال تجرى في اي عمر فيما لكبار السن فهي لمن لم يتجاوز 70 عاما .اما الزراعة من متبرع فيعطى المريض جرعة عالي من الكيماوي لغاية عمر 50 سنة .
واشار الى من هم بعمر 50 عاما او اكثر يكونون بحاجة الى زراعة جزئية وفي تلك الحالة يتلقى المريض جرعة مخففة من الكيماوي والتي تعتمد على الجهاز المناعي للمتبرع مبينا ان الخلايا من متبرع احيانا تهاجم الخلايا السليمة في جسم المريض.
وحول الكلفة اوضح بان عملية الزراعة الذاتية تكلف من 25 الى 30 الف دينار فيما تبلغ الكلفة في الولايات المتحدة مثلا حوالي 200 -250 الف دينار اما الزراعة من متبرع فتبلغ كلفتها من 55الى 60 الف دينار فيما تصل في الولايات المتحدة الى حوالي نصف مليون دينار تقريبا.
وحول مضاعفات الزراعة اشار ان هناك مضاعفات مبكرة للعلاج الكيماوي مثل تساقط الشعر و التعب والتعرض للالتهابات الحادة مشيرا الى ان المريض يحتاج الى غرفة عزل ونقل وحدات دم وصفائح.
اما المضاعفات المتأخرة خاصة من متبرع فهي»تناحر الخلايا «والتي يتم خلالها مهاجمة بعض الخلايا للخلايا السليمة في جميع انحاء الجسم موضحا ان احتمالية حدوث ذلك مرتبط بالعمر فعند الاطفال دون 20% وللفئة العمرية 20-40 سنة تصل النسبة 30% وفوق الاربعين عاما تصل الى 40% .وبعض انواع الزراعة تؤدي لعقم دائم حسب انواع العلاجات.
وحول بعض الحالات التي اجريت لها عملية زراعة اشار د. فوزي الى اجراء عملية لامرأة في الخامسة والعشرين من العمر كان لديها فشل في نخاع العظم اللانسيجي والتهاب متكرر موضحا انه اجريت لها اول عملية زراعة من شقيقتها بنجاح الا انه بعد سنة الى سنتين كان هناك رفض من جسمها للخلايا ثم اجريت لها عملية زراعة ثانية قبل عامين بنجاح موضحا ان المريضة الان حامل في الشهر الخامس وهي بصحة ممتازة.
وقال ان هناك افاق كبيرة لاستخدام الخلايا الجذعية في العديد من الامراض مثل السكري واحتشاء عضلة القلب ...الا انه اكد ان جميع ذلك لا يزال تحت الاختبار و في طور البحث وهو غير معتمد رسميا كعلاج.
المفضلات