ليس هناك في قاموس السياسة الأمريكية ما يمكن توصيفه بالصدفة ، ولا يمكن وصف العملية بالنظر من زاوية واحدة ، فأنا هنا سأحاول التسليط الضوء على العملية من زوايا متعددة ، راجياً أن أحيط الموضوع إحاطة جيدة :
بالنسبة للتوقيت : فالهدف الأول هو وضع هالة إعلامية للحدث للتغطية على أحداث خطيرة تؤثؤ على حلف الشر المثلث الإيراني _ الإسرائيلي_ الأمريكي ، حيث هناك محاولة لإبعاد المجازر في سوريا عن تصدر نشرات الأخبار ، كون النظام النصيري هو مدافع صامت عن مصالح الدول الثلاث ....
والهدف الثاني : هو محاولة وضع نهاية مشرفة للحرب الأمريكية الغربية على الإرهاب ، حيث فقدت معناها ولم تعد تتمتع بالزخم نفسه بعد أحداث الحادي عشر من أيلول .....
وبالنسبة للمكان : فقد أختيرت باكستان مكاناً لتنفيذ العملية ، فهو انتهاك واضح لسيادة الدولة المسلمة النووية الوحيدة ، و تقديم الإستخبارات الباكستانية كجهاز ساذج مغفل ........
وكان يمكن للإستخبارات الأمريكية اعتقال بن لادن ، ولكن ارتأت قتله حيث الهدف إعلامي أكثر منه أمني ،
ولو تم اعتقاله لتسبب بخيار صعب للقضاء الأمريكي حول مكان وطريقة محاكمته ، إضافة لكنز المعلومات الذي يمتلكه الرجل والذي كان سيؤدي لإحراج دول حليفة وفضحها ، وربما دوائر في الإدارة الأمريكية نفسها ...
فهل ستكشف لنا الأيام صحة هذه النظرية ، أم أن القادم من الأيام سيكشف لنا حقائق أخرى ، منها أن الرجل لم يقتل بعد ، وقضية دفنه في البحر هي لمداراة سقطة من سقطات الأستخبارات الأمريكية ؟؟
المفضلات