قبل فترة ارتطمت سيدة بسيارتي وكان لا بد من عمل (كروكا)...
وقفت على يمين الشارع وهي بقيت في سيارتها... كانت مستاءة لأنها تأخرت على الصالون وسمعتها تتحدث مع (جورج) وتقول له: «في واحد غبي صدملي سيارتي»... بدى استنى حتى نعمل تقرير تحدثت مع «ماما» أيضاً وقالت لها: «ماما في واحد غليز صدم سيارتي».
ومن ضمن المكالمات التي أحصيتها أيضاً مكالمة مع (سوسو).... وقالت لسوسو: «في واحد أهبل ضرب سيارتي... كل ذلك تمّ على مسمعي.
بعد ذلك جاء الشرطي... ولم تنزل الأخت الفاضلة من سيارتها وأخبرتنا أنها ترتدي (بيجاما)... لهذا لن تغادر كرسي السائق... والأهم من ذلك أنها أعطت الشرطي بدلاً من الرخصة... بطاقة الصراف الآلي ولكنها استدركت... خطأها.
قالت للشرطي: «زنئني كتير كتير شكلوا بعرفش ايسوء لازم تسجنوه.... هادا خطر ممكن يعمل حوادس كتيره»..
وفي غمرة انشغالها بشرح الموقف جاءها هاتف من فوفو وقالت لفوفو نفس الجمل السابقة «حبيبتي بحكي معك بعدين في واحد مئلعط خبطلي سيارتي».
سألني الشرطي بعد ذلك وأخبرته أني لم (ازنئها) كل ما فعلته هو انني اوقفت السيارة واشعلت (الغماز) الرباعي ثم دخلت الى المخبز لشراء (ربطة) خبز وحين عدت وجدت الآنسة قد ارتطمت بسيارتي هذا ما حدث فعلاً.
تبيّن للشرطي أن رخصة سيارة الآنسة منتهية منذ (4) أشهر وتبيّن أن السيارة لا يوجد فيها تأمين... والأخطر أن الأخت الفاضلة كانت تريد أن تذهب إلى الصالون لأن لديها حفلة لصديقتها (نانسي)... وللعلم نانسي اتصلت للاطمئنان عليها واخبرتها: «ان رجلاً – وتقصدني – «زنخ وتئيل دم خبط سيارتي».
المهم ولحظة كتابة (الكروكا) وصل (ميدو) .. أظن أن اسمه (محمد) لكنها كانت تناديه (ميدو)... ولا أعرف الصلة التي تربطهم .. ولكن (ميدو) ابدى تعاطفاً شديداً معها.... و(جحرني) بعينه... كان يرتدي (3) اساور في المعصم الأيمن... وكان حاجبه الايسر غريب وحين تأملت وجدت أنه حلق نصف الحاجب... وبنطاله (ساحل) ناهيك عن انه وضع ما يقارب نصف رطل (جل) على رأسه..
جاءني (ميدو) وبلهجة خشنة قال لي: «شو اللي صار معها... هلأ بدي أعرف»... صمتُ قليلاً وتأملتُ الفتى ثم قلت (أسف .. أرجوك سامحني)... فهدأ ميدو.
لا أريد أن أكمل بقية القصة لأن الشرطي محرج من الموقف وأنا أريد الذهاب... وفي نهاية الأمر تجاوزت المسألة وغادرت.
لدي سؤال بسيط وهو لماذا يتم التسامح مع النساء في قضايا السير؟... ولماذا نخجل في المطالبة بحقوقنا حين يكون الخصم انثى... أنا لا أعرف الاجابة.
عبدالهادي راجي المجالي
المفضلات