كتب - حيدر المجالي - لعل ابلغ مشهد تأثر به الحضور في افتتاح البيوت الجماعية للأشخاص ذوي الإعاقة في محافظة الكرك أمس، وقوف المستفيدين من هذه البيوت، وهم من أصحاب الإعاقات البسيطة على مسرح كلية الكرك الجامعية يلوحون بأيديهم لأمير الإنسانية رعد بن زيد رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأشخاص المعوقين الذي سره ان أصبح حلمه حقيقة.
فكانت القبلة التي طبعها احدهم على رأس الامير بمنزلة الشكر على جهد سموه في ادخال السعادة والسرور الى قلوب هذه الفئة التي كانت تشعر بظلم الناس، الذين لم يدركوا انهم جزء من هذا المجتمع ولا بد من اعادة حقوقهم المنقوصة.
شاب آخر اقترب من الصف الامامي حيث يجلس الامير وبعبارة بريئة حيا سموه بالقول»قوك» وهي التحية الكركية التي تعني الله يعطيك الصحة والقوة.
اما ممثل منظمة (yai) الامريكية التي ساهمت في تطوير المشروع فقد عبر عن سعادته بهذا الانجاز وقدم للمستفيدين لوحتين فنيتين رسمتا من قبل شباب اميركيون من ذوي الاعاقة كهدية تعلق في كل بيت من البيتين.
المجتمع الكركي تقبل فكرة البيوت الجماعية التي تتيح للاشخاص ذوي الاعاقة العيش فيها باستقلالية تامة في جو اسري، فكان تصفيقهم للامير دليل واضح على تشجيعهم لهذا الانجاز الذي نقله الامير من دول اخرى متقدمة ناجحة في هذا المجال.
الحشد كان كبيرا والاحتفال بهذه المناسبة حظيت باهتمام كبير من الجهات ذات العلاقة سواء بقطاعيها العام والخاص، اذ اعتبرتها وزيرة التنمية الاجتماعية سلمى المصري التي حضرت الاحتفال، بداية على الطريق الصحيح في دمج الاشخاص ذوي الاعاقة.
ان الفكرة تستحق الوقوف عندها فهي تجربة تتيح لكثير من الاشخاص ذوي الاعاقة الذين حرموا من الاجواء الاسرية ان يعيشوها بعيدا عن دور الرعاية الاجتماعية وروتينها الممل.
المشرفون على المشروع يرون ان فرصة تدريب هؤلاء الاشخاص على الاعتماد على النفس في القيام بالاعمال الخاصة والمنزلية، كما انها وسيلة سهلة لكي يعيش الاشخاص ذوي الاعاقة بمجتمع الاسرة.
البيوت كانت مرتبة ومنظمة وتحتوي على جميع وسائل الراحة من غرف نوم واسرة بحيث يسكن كل اثنين بغرفة واحدة اضافة الى صالة جلوس تحتوي على تلفاز وجهاز حاسوب.
رئيس المجلس الاعلى يطمح ان يتوسع المشروع في جميع محافظات المملكة، مؤكدا ان المجلس يسعى لتنفيذ برنامجه في هذا الاتجاه، لانه برأي الامير خير وسيلة لدمج الاشخاص ذوي الاعاقة، باعتبار انه لامس هذه التجربة خلال زيارته لبيوت مشابهة في بريطانيا.
وتعتقد مديرة المشروع غدير الحارس ان البرنامج يسهم في تنمية القدرات الذهنية والحسية لدى الاشخاص ذوي الاعاقة، لانهم يمارسون الاستقلالية في الحياة وسط جو عائلي داخل بيت خاص مهيئا.
بلال البيايضة احد المشرفين على سكان هذه البيوت التي تقع في منطقة «زحوم» مقابل كلية الكرك الجامعية، يجد بان ثمة حاجة ماسة لمثل هذا المشروع، لان العمل الروتيني في دمج الاشخاص ذوي الاعاقة وان حقق نتائج فهي لا ترضي طموح المهتمين.
يرى رئيس المجلس الاعلى لشؤون الاشخاص المعوقين الامير رعد ان اهم عناصر نجاح اي مشروع هو اتساق الفريق الذي يعمل على تنفيذه، ففي المجلس الاعلى تنفذ امينه العام الدكتورة امل نحاس توجيهات رئيسه وبالتالي فان العلاقة تكاملية بين القائمين على تنفيذ برامجه.
المفضلات